أبو رحمة.. حارس الأرض - موفق مطر
لأنه نبيل، انساني، يحرس الأرض بعلم وغصن زيتون وايمان، وبصدر عار في مواجهة فوهات سبطانات بنادق جنود الاحتلال والمستوطنين.. ولأنهم اعتقلوه.. فهؤلاء المنقلبون المتمردون على الانسانية وثقافتها رأوا في ابو رحمة (المقاوم الشعبي المسالم) خطرا، ليس لأنه يدافع عن حق ملايين الفلسطينيين وحسب، بل لأنه ينبت كالزيتونة كاللوزة، كالسنديانة حيث تحل بساطير عسكر الاحتلال، وتمر همجية المستوطنين، وحيثما سرقت– بالوثائق المزورة والسلاح- بيوت الفلسطينيين المساكين.
اعتقلوا عبد الله ابو رحمة، لأنهم لا يستطيعون رؤية المناضلين العقلاء الملتزمين بمنهج المقاومة الشعبية السلمية في مواقع النزال العين بالعين، ربما حسبوها واستخلصوا انهم في هذه المواجهة خاسرون حتما فاعتقلوا ابو رحمة.
اعتقلوا عبد الله الفلسطيني ابو رحمة، واعتدوا بذلك على القوانين والشرائع الدولية وبرهنوا على ان دولتهم (اسرائيل) في ازمة اخلاقية وان منسوب العدائية لدى حكومتها ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يكفي للقول انهم في نكبة حقيقية، فهم انكروا حقنا في الحياة، والحرية. وواجهوا النشاط السلمي بالنيران والقمع والاعتقال وتحولوا منذ انشاء دولتهم من مظلوم الى ظالم! حتى الفلسطيني الملتزم باخلاقيات وطنية وانسانية، يخشون حضوره وتنامي تأثير اصراره على نيل حقوقه على ضمائر العالم، المؤمن بالنضال السلمي كوسيلة حضارية لتحقيق الحرية، اذن هم مرعوبون من حضارية نضال الفلسطيني عبد الله ابو رحمة كنموذج.
هم يشرعنون القمع، والتنكيل ويدعمونها بفتاوى عنصرية، اما عبد الله الفلسطيني ابو رحمة ومن معه فيبينون للعالم ان من دخل المتاهة واختار الضياع، كنتيجة حتمية لنكران حقوق الشعب الفلسطيني، هم قادة دولة الاحتلال الذين يأخذون معهم مجتمعهم الى المجهول.
صبرا عبد الله الفلسطيني ابو رحمة، فالأحرار يرون في حبس حريتك عدوانا على السلام، وبيانا للناس بجدوى صمود وصبر ومقاومة الشعب السلمية وصواب منهجها، فانت حارس لأرض فلسطين حيث ينبت الزعتر وتنبت الميرمية، وزهور الربيع، وحارس للأرض في فضاء واثير الـ (عودة) كما عودتنا وستبقى، دمثا، خلوقا، بعطاء بلا حدود، فالأرض التي كرست حياتك من اجل حمايتها تحبك يا عبد الله، فطوبى للذي جعل ما بينه وبين ارض وطنه مودة ورحمة.