مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

النكبة وأدواتها

معن الريماوي

في عمارة مكونة من ثلاثة طوابق على الجانب الأيمن من شارع ركب وسط رام الله، تنعطف يسارا نحو دوار الساعة حيث عيادة طبيب الأسنان غسان الطوباسي.

نحو ثلاثين قطعة من (مقص، وأداة لجراحة الفم، والتشخيص، ومواد تنظيف الأسنان، وملقط)، موضوعة داخل صندوق خشبي معلق على أحد جدران العيادة، هذه الأدوات التي يبلغ عمرها نحو مئة عام ورثها غسان عن جده الذي كان يعمل طبيب أسنان في يافا قبل النكبة.

لجأت عائلة الطوباسي المكونة من ثلاثة أولاد وبنتين، لمدينة رام الله نتيجة المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948، ظنا منهم أنها حالة لن تطول، وسيعودون عما قريب إلى منزلهم في يافا.

الخوف والذعر اللذان تسببت بهما العصابات الصهيونية، لم تمنع ميخائيل جد غسان من تخبئة أدوات الأسنان التي كان يستخدمها في عيادته الخاصة في يافا، في كيس وحملها إلى رام الله، ليتحفظ بها ابنه ألفريد.

وحسبما يقول غسان فإن عمه ألفريد الذي شغل منصب نقيب الأطباء في فلسطين، استلم أدوات أبيه (ميخائيل) واحتفظ بها، إلى أن وصلت لغسان بعد تخرجه من كلية الطب في روسيا عام 1988.

"جدي كان يرى في هذه الأدوات يافا، ويرى أن العودة قريبة، وقرر بعد عودته إلى رام الله عام 1949، فتح عيادة بشكل مؤقت لحين عودته إلى بلده يافا، وباشر باستخدامها في معالجة مرضاه، لغاية وفاته عام 1967...، مات وهو ينتظر العودة" قال غسان بحسرة كبيرة.

"هذه الأدوات هي الأقدم في تاريخ فلسطين"، قال طوباسي وهو يتصفح كتابًا يضم صورًا قديمة لمدينة يافا.

ما انفك غسان عن مدح مدينته يافا، فبين الفينة والأخرى يبدأ بوصف طبيعتها وبحرها ومينائها، خاصة أنه تمكن من زيارتها بضع مرات، وقرر أن يزور بيتهم في يافا، فتفاجأ بأنه تم تقسيمه إلى ست شقق تسكنها عائلات يهودية، يقول غسان "إن يافا كانت مثالا للتقدم الحضاري، كانت تضم 24 عيادة طبية، و8 مراكز للسينما، ومدارس".

"هذه الأدوات لا تقدر بثمن" هكذا يعتبر غسان أدواته التي يعدها من رائحة يافا: "لم نرث الأدوات فقط من جدي، بل ورثنا الإصرار في الحفاظ على تاريخ العائلة بتمسكنا بها".

"هذا إرث عائلي أفتخر به، من المستحيل أن أفرط ولو بقطعة واحدة، أرى فيها إصرار جدي على أن تصل هذه الأدوات الى أحد من أحفاده، وتمسكه بها، كحال من يتمسك بحبل النجاة، فهو ما تبقى لي من رائحة جدي، والوطن".

ورفض غسان عرضا من المتحف الفلسطيني، بأخذ هذه الأدوات والاحتفاظ بها، قائلا: "أرى في هذه الأدوات جزءا من ملك جدي الذي ما زلت أحتفظ به، الى حين عودتي الى يافا، تمسكي بيافا يعني تمسكي بتلك الأدوات، فإن فرطت بها، هذا يعني بأني فرطت بوطني الأصلي".

يسعى غسان طوباسي الى استمرار تناقل هذه الأدوات الى الأجيال القادمة، فوالده الذي عمل صيدلانيا، كان يطمح بدراسة طب الأسنان ويستخدم هذه الأدوات، ويحتفظ بها لغسان الذي بدوره حقق أمنية والده.

إلى جانب أدوات الأسنان، أحضر ميخائيل جد غسان من يافا كتبا تختص بالجراحة العامة والتشريح، ينتظر غسان أن يضعها على رفوف عيادتهم في يافا بعد العودة.

شاهد الصور من هنا..

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024