إحياء ذكرى النكبة من نابلس إلى طولكرم عبر كرسي متحرك
زهران معالي
أمسكوا عجلات كراسيهم المتحركة، ودفعوها بقوة، خمسة لاجئين من مخيمي عسكر وبلاطة في مدينة نابلس، جمعتهم الإعاقة والتهجير، اختاروا المشاركة بإحياء الذكرى الثامنة والستين للنكبة بالمسير 30 كيلومترا على كراسيهم، وهي المسافة الواصلة بين مدينتي نابلس وطولكرم، للمشاركة بمهرجان إحياء هذه الذكرى.
فما أن دقت ساعة الثامنة صباحا، حتى انطلق المقعد رائد الحويطي برفقة زملائه من ميدان الشهداء في نابلس، حاملا مفتاح العودة لبيت عائلته في قرية بصة الفالق بطولكرم، ومعلقا علم العودة وفلسطين على كرسيه المتحرك، آملا الوصول لجامعة خضوري في المدينة قبل الثانية عشرة من ظهر اليوم، للمشاركة بمهرجان إحياء الذكرى الثامنة والستين للنكبة.
وقال الحويطي (44 عاما) لـ"وفا"، إنه "يهدف وزملاءه لإيصال رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني ما زال مضطهدا، ومهجرا من أرضه منذ 68 عاما، ويريدون العودة إلى أراضيهم، وبيوتهم التي هجروا منها".
وأضاف، "كلاجئين ومهجرين لا نحتفل بهذا اليوم، بل نعيد ذكرانا في يوم التهجير على أمل أن نعود يوما ما لأراضينا".
وأكمل الحويطي المسير برفقة زميله مجدي أبو ذراع، في حين لم يستطع كل من "فلسطين الطرزي، وماهر النقيب، ورياض الشخشير"، أن يكملوا المسير على كراسيهم، نتيجة درجات الحرارة المرتفعة، حيث أكملوا الطريق بمركبة وزارة السياحة والآثار التي كانت ترافقهم.
بدوره، قال أبو ذراع (33 عاما)، الذي بات مرافقا لكرسيه المتحرك منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، بعد أن أقعده رصاص الاحتلال الإسرائيلي: "رغم درجات الحرارة المرتفعة، وصعوبة التنقل بالكرسي المتحرك، سنستمر بالمسيرة حتى الوصول لمدينة طولكرم، في رسالة إصرار وتحد، وللتأكيد بأن العودة حق لنا".
وقالت فلسطين الطرزي (30 عاما) من مخيم بلاطة، عضو هيئة إدارية في نادي تعاون في مخيم عسكر القديم، إن "مشاركة ذوي الإعاقة بفعاليات إحياء ذكرى النكبة، جاءت للتأكيد على أن إعاقتنا لن تعيق مقاومتنا، ولإثبات وجودنا في المجتمع، وللـتأكيد على أننا سنعود لأرض جدي وأبي في يافا".
من جهته، قال رئيس قسم الفعاليات في مديرية السياحة والآثار في مدينة نابلس خالد تميم، "إن الفعالية جاءت بالشراكة مع الاتحاد العام للمعاقين، ونادي التعاون الرياضي، وبعض المؤسسات الحكومية ولجنة التنسيق الفصائلي، وبلدية نابلس، لإحياء ذكرى النكبة.
وأوضح تميم "أن المبادرة جاءت من ذوي الاحتياجات الخاصة، للتعبير عن تضامنهم، وللمشاركة في إحياء النكبة"، موضحا "أن اثنين من المشاركين تعرضوا للإعاقة، نتيجة إصابتهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي".