إصدار كتاب نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل
أعلنت اليوم، مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عن إصدار كتاب "نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل، 1948-1956".
والكتاب من تأليف المؤرخ والأستاذ الجامعي الفلسطيني عادل مناع، وهو يتكوّن من مدخل ومقدمة، ومن فصول سبعة، وخاتمة، ويقع في 480 صفحة.
يتحدث المؤلف في مدخل الكتاب عن حكاية قريته "مجد الكروم"، وعن تفاصيل المذبحة التي وقعت فيها، وعن قصة إبعاد عائلته عن فلسطين سنة 1948، وعيشها في الشتات في مخيم عين الحلوة بلبنان، ثم عودتها إلى القرية في صيف سنة 1951.
ويذكر كيف ترعرع منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين على روايتين لمجريات سنة 1948: رواية صهيونية التزم بها معلمو المدرسة، ورواية فلسطينية وفرتها العائلة لأبنائها.
ويؤكد مناع، في المقدمة، أن الحقائق التي يسعى إلى كشفها " لا تتحدث إلا حسب رأي ووجهة نظر واختيار المؤرخ "، معتبراً أن عمل المؤرخين "ليس مطلقاً "، وأن الاستنتاجات البحثية تظل "محدودة الزمان والضمان ولا تشكّل كل الحقيقة عن أحداث فترة الدراسة ".
ويشير إلى أن كتابه يعيدنا إلى حرب 1948 ونتائجها من وجهة نظر المهزومين الذين لم يسمع صوتهم في أحداث النكبة، ويسلط الأضواء على مسألة "عدم الطرد"، أي على من لم يطردوا أو هجروا لكنهم عادوا إلى بلداتهم، بدلاً من البحث مرة أخرى في مسألة تهجير الفلسطينيين، وفي وجود أو عدم وجود خطة إسرائيلية عامة لطرد الفلسطينيين. ويروي قصة فلسطينيين نجحوا في البقاء في حيفا والجليل رغم سياسة التطهير العرقي.
أما بخصوص مصادر البحث، فيذكر المؤلف أنه اختار أن يعتمد بشكل مهني ومدروس على الروايات الشفوية التي جمعت من سكان الجليل، إلى جانب المصادر المكتوبة والمطبوعة، ما يجعل الدراسة نموذجاً لتاريخ "يكتب من القاعدة بعكس معظم الروايات التاريخية التي كتبت من وجهة نظر النخب".
ويستند كتاب عادل مناع في الأساس، إلى روايات إنسانية وشخصية، ويقدم قراءة لـ"تاريخ العرب الفلسطينيين في إسرائيل" من وجهة نظرهم، تضع التاريخ المحلي والشخصي (الميكرو) ضمن سياق التاريخ العام للأحداث (الماكرو)، وتؤرخ حكاية الباقين في وطنهم في سياقاتها: المحلي، والعربي والدولي، بحيث يتمكن القارئ "من التعرف على "الغابة" ومعاينتها.