الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

معرض الكتاب.. ضيوف استثنائيون مدّونا بالأمل وأخذونا لمساحات من الإدراك

جانب من معرض فلسطين الدولي للكتاب

يامن نوباني

تعد مشاركة نحو 160 ضيفا مثقفا ومبدعا عربيا وفلسطينيا في معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، سابقة في تظاهرة معارض الكتب الدولية التي أقامتها فلسطين في السابق.

ويعد ما عقدوه من فعاليات ومشاركات في مختلف المدن الفلسطينية، إنجازا ثقافيا ووطنيا فلسطينيا، مكّن المواطن والمثقف الفلسطيني من التعرف على المبدع العربي عن قرب، وايضا نقل المبدع العربي إلى ملامسة ومعاينة الواقع للمواطن والمبدع الفلسطيني.

حول زيارة المثقفين العرب والأثر الذي تركوه في فلسطين الثقافة والأرض والانسان، سألت "وفا" عددا من المثقفين الفلسطينيين.

تقول الكاتبة المقدسية نسب أديب حسين: في كل مرّة يُعقد فيها معرض فلسطين الدولي للكتاب يُشكل بالنسبة لي حدثًا استثنائيًا، وفرصة للقاءات جديدة، لكن هذا العام جاء استثنائيا عن الدورتين السابقتين اللتين شاركتُ بهما، فهو على درجة عالية من الترتيب والتنظيم، والموقع مناسب جدا وثريٌ باللقاءات وبالحضور، موحدًا وجوه الثقافة الفلسطينية والعربية. وإنّ فرصة اللقاء أو تجدده بأدباء من العالم العربي وأدباء من غزة، كانت بالنسبة لي الحدث الأجمل في أيام المعرض الذي حاولتُ مواكبته في معظم الأيام.

وتضيف نسب: منحتني هذه اللقاءات الكثير من السعادة، وكأنها فيضٌ من نور يُغرق قلبي، وتتضاءل أمام مداها مساحات الكلام. فكلما اقتربتُ من تجربة جديدة أو وجدتني أجدد لقاءً قديمًا، شعرتُ بشعور متداخل من الفرح والطمأنينة والتحليق صوب غدٍ أجمل، رغم كل الظلمة والمتاهات التي تحيط بغدنا الفلسطيني والعربي. فالأحاديث والتواصل يحمل عنّا بعض أحزاننا، ويبعث بعض الطمأنينة بوجود إخوة يزوروننا ويسمعوننا ويفهمون أوجاعنا، ويمدوننا بالأمل والطاقة، هذا ما حدث عندما التقيت الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج حين طرح سؤاله الأول علي: "كيف حال القدس يا نسب؟"، ليمتد السؤال في حوار مطول، حول جوانب متعددة من أحوال القدس والداخل الفلسطيني وحال العدو الذي نواجه، وأهمية استمرار هذا التواصل العربي مع فلسطين ومكافحة الفكرة المتصلبة حول التطبيع والتدقيق في معناه.

أمّا الأديب التونسي الكبير يوسف الرزوقة فقال: "إن زرت السجين فليس معناه أنّك تزور السّجان"، وحين سألته "كيف رأيت فلسطين؟" قال: "جميلة جدا نلمس هنا عبقرية المكان، يمكن وصفه بعبارة أنغام وألغام"، وتوافقت وجهة نظره مع الشاعر التونسي سامي الذيبي بأنّ الجيل القادم من الصهيونيين سينقلبون على أنفسهم، وسيمضون الى الدمار الذاتي. وكان لرد الذيبي تأثير كبير علي حين سألته "كيف رأيت القدس؟"، فأجاب: "رأيتُ الجندي محاصرا بأدوات قمعه، خائفا، كما المستوطنون الخائفون المتلفتون حولهم في كل الاتجاهات، بينما الفلسطيني يمضي بشعور واثق أنّ المكان له".

وكان لطلبٍ طلبته من الشاعر الغزيّ ناصر عطا الله، حين قلتُ "حدثني عن غزة.."، بعدٌ ومساحات أخرى من الشجون والوجع، فكلما ازدادت مساحة الكلام، وسعة جوانب الحوار ازدادت دهشتي، ومحاولتي لملمة أطراف الخيوط للوصول الى صورة حية. ووجدتني أحصل لأول مرّة على هذه الصورة من الوضوح أو القرب من جزء من وطني، لم يُقدر لي بعد زيارته والوقوف على أوجاعه عن قرب، خارج مساحات الإعلام، أو الروايات أو الأحاديث القصيرة.

وتختم نسب: التقيتُ في هذا المعرض بالعديد من الأدباء العرب ومن أدباء غزة، بعضهم جمعتنا أحاديث طويلة، وبعضهم أحاديث قصيرة. وهم واسيني الأعرج من الجزائر، وأحمد المديني وياسين عدنان من المغرب، وعلي بدر من العراق، وليلى الأطرش من فلسطين– الأردن، ويوسف رزوقة وسامي الذيبي من تونس، وفهد الهندال من الكويت، وناصر عطا الله، وكفاح الغصين، ومحمد البوجي، وغريب عسقلاني، وعبد الله التايه، وهشام أبو عساكر وجميعهم من غزة. هذه اللقاءات واللحظات الاستثنائية، أغرقتني في أحلامٍ كانت فوق طاقة الخيال على وصولها، وبمضيها أحتاج أن أعيد ترتيب نفسي للتدرب على غيابها من جديد. لكنّها قبل أن تُحفر في الذاكرة، قد حُفرت في الروح، تاركة وهجًا وبريق أملٍ يدفعني للاستمرار قُدمًا، والانتظار أبدًا بأن تعود حتّى تصير جزءا من واقع يومي طبيعي.

وقال رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، الشاعر عبد السلام عطاري: أنا أسميه معرض لم الشمل الثقافي الوطني الفلسطيني، فهو جمع الكل الفلسطيني بجغرافية فلسطين الطبيعية والسياسية والثقافية، وكان هذا واضحا من خلال الفعاليات والندوات التي شاركت بها كل الأطياف على المستوى الثقافي والسياسي. وايضا من خلال مشاركة غزة وفلسطين 48 والشتات.

البعد العربي له دلالات ثقافية وسياسية تمثلت بالوفود التي شرفت معرض فلسطين الدولي للكتاب، سواء كانت من المشرق أم المغرب العربي. وحرصت وزارة الثقافة على ان يغطي برنامج الفعاليات جميع المناطق الجغرافية، من مدن وقرى ومخيمات، بحيث يرى ويعايش الكاتب والمثقف العربي الواقع الفلسطيني على حقيقته، بالتالي هذه المشاهدات والمعايشة للفلسطيني على أرضه، تنعكس على قلم ونص الكاتب العربي، وتجربة تضيف له ولفلسطين، وهذا ما لاحظناه في تجارب سابقة حين كتب البعض عن يوميات زيارته إلى فلسطين، وهذا يعيد القضية الفلسطينية بمختلف سياقاتها إلى الرواية والقصيدة والقصة العربية، ويخدم الموقف السياسي والوطني الفلسطيني.

وتابع عطاري: هذه الطبعة من معرض الكتاب وجدت اهتماما لافتا وكبيرا من قبل المستوى السياسي الفلسطيني، وتمثل ذلك باهتمام الرئيس محمود عباس الذي منح الناشرين والمؤلفين والضيوف مساحة كافية من الزمن لتكريمهم ومحاورتهم وشكرهم على وجودهم على أرض فلسطين، ودورهم في انجاح المعرض وقراره بشراء اصدارات من دور النشر من مستوى الأطفال وحتى المستوى الأكاديمي، وذلك بهدف دعم حركة الشراء من المعرض ودعم المكتبات الفلسطينية في مختلف المناطق وإثرائها بما كان من عناوين ومنشورات. كما أن الحكومة الفلسطينية ممثلة برئيس الوزراء رامي الحمد الله، الذي شارك شخصيا في حفل الافتتاح وجرت الاشادة الى معرض الكتاب خلال الجلستين اللتين عقدتا خلال فترة انعقاد المعرض، كما أن وجود دولة الكويت كضيف شرف، كانت له أهمية أنها المرة الأولى التي يكون فيها هذا المستوى والتعاون الثقافي بين دولة خليجية وفلسطين.

وختم عطاري: على أرض الواقع وما تشهده فلسطين من ارهاب الاحتلال ومستوطنيه على الطرقات، فإنه لم يكن من اليسير وصول المواطنين من المحافظات الأخرى للمعرض، الذين تحدوا الظروف وحرصوا على الحضور والمشاركة في الفعاليات وشراء ما يحتاجونه من الكتب.

ويرى الكاتب المقدسي عيسى القواسمي، أنه منذ احتلال القدس والضفة وغزة في 67 اختلفت الآراء حول زيارة العرب لفلسطين، ففي البدء كانت محرمة ثم صارت ممنوعة وذلك حسب المناخ السياسي في المنطقة، لكن انعطافة أوسلو أسست لمفاهيم أخرى أكثر ليونة فشقت المبدأ الرئيس وتركت هذه المسألة للأشخاص بعد ان تنازلت الدول .

ويضيف: مما لا شك ان اللقاءات والمشاركات من قبل المثقفين العرب في معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب قد تركت بصمتها من خلال التفاعل بين الداخل والخارج، بحيث ساهم المثقف او الكاتب العربي في اثراء المشهد الثقافي خلال الفعالية، واهبا الفسحة للعديد من القراء للالتقاء به ومناقشته عن قرب في محاولة للإدراك اكثر . كما ان جناح كل دولة عربية شاركت في هذه الفعالية نقلت للقارئ الفلسطيني المشهد العربي البعيد عنها من حيث كثافة الاصدارات واهميتها في بلورة الافكار عن هذه البلدان، إذ إن الكتاب قد نجح في التقريب بين المثقفين العرب.

ويقول القواسمي: حسب رؤيتي الشخصية ما كان للعرب ان يتركوا القدس وحدها لتهود ثم يبكون عليها، والعرب يأتوننها عبر جوازات سفر اوروبية وبطرق مختلفة ويدخلون الكيان كسياح. وهنا كسر بعض من الحظر وبكثرة، ومن وجهة نظر الكاتب العالمي واسيني الأعرج والذي يأتي القدس بجواز فرنسي لأنه يحمل على عاتقه قضية الاسرى بالسجون، ويرى ان زياراته واجب ودعم لهذه القضية من قرب وليس مجرد تبنٍ منقوص .انا من رأي واسيني الاعرج فالقدس وفلسطين والاقصى لا ينبغي ان يتركوا دون العرب .

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024