الأغوار.. تهجير واقتلاع برسم التدريبات العسكرية
الحارث الحصني
أشعلت التدريبات العسكرية المتواصلة في الأغوار الشمالية منذ يومين، ما يمكن اعتباره "الحرب المتوحشة" التي استهدفت عشرات العائلات من المزارعين والرعاة في مناطق الرأس الأحمر وحمصة والمالح.
التدريبات العسكرية العنيفة التي تزاولها قوات الاحتلال الإسرائيلي المؤللة، والمقررة أن تتواصل حتى مساء يوم غد الأربعاء، اجبرت مئات المواطنين، شيبا وشبابا ونسوة وأطفالا رضعا، على إخلاء أماكن عيشهم.
عند حاجز تياسير على بعد 10 كيلومترات شرق طوباس، والقريب من معسكر للجيش الإسرائيلي مُخلى منذ سنوات، كان رتل الآليات العسكرية يمتد على طول عشرات الأمتار على جانب الطريق، يعتليها العشرات من الجنود المتأهبين للقتل.
عدد الاخطارات في منطقة المالح شرق طوباس بلغ 25 إخطارا استهدفت الى جانب المواطنين قطعان المواشي.
الإخلاء يبدأ من الساعة السادسة صباحا وحتى الرابعة عصرا، تتوجه فيها العائلات إلى منطقتين، غربا ما بعد حاجز تياسير، أو شرقا بالقرب من الفارسية كما يؤكد المواطنون هناك.
أحمد عيد من الذين طردهم الاحتلال مع عائلاتهم من بيوتهم يوم أمس، يقول في حديثه لــ"وفا"، "إنه مع ساعات الصباح جاءت قوات الاحتلال وأبلغتهم بضرورة ترك مضاربهم والتوجه بعيدا عن المنطقة مع مواشيهم"، فيما يقول المواطن عبد الرحمن خليل، ابن الستين عاما، والذي يسكن في منطقة الحمامات منذ أربعين سنة، "إنهم أبلغوه مع عائلته بضرورة إخلاء مكان سكنه من الساعة السادسة صباحا وحتى الرابعة عصرا، ما اضطره للتوجه نحو الفارسية مشيا على الأقدام هو وأفراد عائلته البالغ عددهم 11 فردا.
إحدى السيدات (فضلت عدم ذكر اسمها) تؤكد أن الاحتلال في كل مرة يطردهم من بيوتهم ويجبرهم على الخروج منها، تحديدا في فصل الصيف، حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة، وهو ما يؤثر عليهن وعلى أطفالهن.
وتضيف أن الاحتلال في بعض الأحيان يواصل تدريباته العسكرية في الليل بعد عودة المواطنين إلى خيامهم، كما حدث في الليلة الماضية.
طرد المواطنين من بيوتهم وخيامهم بحجة التدريبات العسكرية، لا يقتصر على كبار السن وحسب، إذ إنه من بين المواطنين أطفال لا تزيد أعمارهم عن العشر سنين، أكدوا في أحاديث منفصلة لوكالة "وفا" أن الاحتلال أجبرهم على الخروج من بيوتهم والتوجه إلى أماكن بعيدة عنها بحجة التدريبات العسكرية.
المزارعون ورعاة المواشي أشاروا إلى أن بعض القذائف التي سقطت في الجبال أدت إلى اشتعال الحرائق في بعض المحاصيل الزراعية والمناطق الرعوية، وهذا ما يزيد من معاناتهم في تأمين الغذاء لمواشيهم.
الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية، عارف دراغمة، قال لـ"وفا"، إن الاحتلال يطرد المواطنين من أماكن سكنهم ويتركهم في العراء دون مأوى، مؤكدا أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسة إلى الضغط على المواطنين لتهجيرهم بشكل قسري من أراضيهم.
ويتساءل دراغمة، "لماذا يطرد الاحتلال المواطن الفلسطيني بحجة التدريبات، بينما يبقى المستوطنين في بؤرهم الاستيطانية التي تلتهم أراضي الفلسطينيين يوما بعد يوم". ويشير الى أن الاحتلال طرد العائلات من منازلها في منطقة الأغوار أكثر من 20 مرة هذه السنة بحجة التدريبات العسكرية.