الشهيد عبد الفتاح الشريف.. رحل بصمت فشاهده العالم
أمل دويكات- بينما كان الجندي القاتل "أليئور أزاريه" يطلق رصاصته باتجاه رأس الشاب عبد الفتاح الشريف الملقى أرضاً بعد إصابته برصاص الاحتلال، كانت "أم عبد الفتاح" تستمع إلى صوت الرصاص بسرعة لم تكن أكبر بكثير من سرعة نقل خبر استشهاده.
عبد الفتاح يسري عبد الفتاح الشريف، من مواليد مدينة الخليل في 24/4/1996، شابٌ لم تكن لديه أيّة اهتمامات سياسية، ولم يُعرف عنه حتى الاهتمام بمتابعة الأخبار.
كان عبد الفتاح رغم صغر سنّه يعيش مع أشقائه دور الأب لأنه كان كبيرهم، فالصغيرة "ريفين" ذات الثلاثة أعوام لا تنادي أخاها إلا بالقول "بابا عبد".
الشقيقة الكبرى "آلاء" التي تتقدم لامتحانات الثانوية العامة هذا العام، لا تقوى على المكوث في المنزل للدراسة، فهي تخرج إلى منزل أقاربها لتحاول استجماع بعض التركيز وصفاء الذهن الذي افتقدته منذ أكثر من شهرين باستشهاد شقيقها.. فهي لا تجد رغبة ولا مقدرة على الدراسة في مكان تضج أركانه برائحة أخيها الشهيد.
أما الأشقاء الصغار وأطفال العائلة من أبناء العمومة فيعبّرون عن حبّهم لعبد الفتاح على طريقتهم، وحين سُئل الصغير معتز عن الشهيد قال "بحب عبد لأنه كان ياخدني معه على المحل، وكان يعطيني شواقل".
لا يمكن وصف شعور الأم والأب حين يُقتل ابنهما في جريمة نكراء ترفضها الإنسانية، والأدهى من ذلك أن يتم احتجاز جثمانه لأكثر من شهرين، هذا ما حاولت أم عبد الفتاح أن تخبرنا إياه حين وصفت حال أسرتها خلال فترة احتجاز جثمان عبد الفتاح.
استشهد عبد الفتاح الشريف يوم الخميس 24/3/2016 في منطقة تل ارميدة بمدينة الخليل على يد جندي في جيش الاحتلال يدعى "أليئور أزاريه"، ووثقت جريمة إعدامه بمقطع فيديو التقطه المصور عماد أبو شمسية من أبناء المدينة ويعمل مع منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية الحقوقية.
وأثار فيديو إعدام الشهيد الشريف موجة غضب محلية ودولية، وانتقادات واسعة في الإعلام الإسرائيلي ولدى المنظمات الحقوقية، وفتح باب الجدل في حقيقة ما يجري من إعدامات ميدانية، وما تخبّئه الكاميرات التابعة لقوات الاحتلال من أحداث قتل الشبان والفتيات على نقاط التماس دون أدنى محاسبة أو مساءلة في دولة الاحتلال، وقيادة جيشها.
تفاصيل جديدة
مؤخراً كشف المحقق في قضية الشهيد عبد الفتاح أن سائق سيارة الإسعاف قام بتقريب السكين من الشاب الشريف.
محقق من الشرطة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، حسب موقع واللا العبري، تطرق للجزء الذي لم ينشر بعد من أفلام التصوير عن عملية إعدام الشهيد الشريف، وقال إن الجندي شوهد وهو يسلم على سائق سيارة الأسعاف وعلى المستوطن المتطرف من كريات أربع باروخ مارزل، والمرة الأولى التي قال فيها الجندي إنه تخوف من وصول المنفذ للسكين كان بعد ساعة ونصف أو ساعتين من ساعة حدوث العملية.
وتابع الشاهد من الشرطة العسكرية، أنه وبعد أن قام الجندي ألئيور آزاريه بإطلاق النار على عبد الفتاح الشريف شوهد عوفر اوحنا سائق سيارة الاسعاف وهو مستوطن من كريات أربع اعتاد الوصول لأماكن عمليات الطعن في الخليل يركل برجله سكين باتجاه جسد عبد الفتاح الشريف.
وحاول المحققون البحث عن مكان السكين الأصلي فوجدت بعيدة عن جسد "المخرب" حسب تعبيرهم.