تفتح القلب - محمود ابو الهيجاء
للقلب حين يتفتح بالحب والمعرفة والتقوى، عين البصيرة التي ترى ما لا تراه عين البصر، ومن بين ما تراه عين البصيرة، أهل الظل، رجال ونساء، ولا اعني هنا الذين يعيشون فيه، بل الذين يصنعونه، وهم يعملون بصمت ودونما اي استعراض، فيما الجاهل بسوء الحماقة والظن يؤلف بالنميمة الفاحشة سيرة لهؤلاء البررة، لا علاقة لها، ولا بأي صورة من الصور بالواقع والحقيقة..!!
أتلمس ذلك بإدراك شديد الحس، كلما اقتربت بتفتح القلب من اهل الظل، والذين يتكشفون بتفتح القلب ذاته، لأراني امام سيرة باذخة في عطائها وتحدياتها، وبسرد يعطي الواقعية السحرية معناها وحقيقتها المادية دونما اي مبالغات.
لن اتحدث عن اسماء بعينها هنا، لا مخافة اتهامات باطلة ومتحاملة، وانما لأن اهل الظل لن يقبلوا بذلك، فلطالما كانوا وما زالوا ضد الاستعراض والمباهاة، لكني ساقول انهم هنا بيننا، وفي مواقع شديدة الحساسية والمسؤولية، واذا كنت اكتب تكشفا في هذا الموضوع، فلأن الامانة الاخلاقية اولا تلزمني بذلك، ولأن اهل الظل ما زالوا يتعرضون لنميمة الجاهل الفاحشة.!! ولأن قول الانصاف هو من قول الحق، وقول التقوى.
بالطبع لن آخذ دور التاريخ في هذا الاطار، ولا أظنني استطيع هذا الدور، واذا كنت سأذهب يوما لمديح يستحقه اهل الظل فإني سأذهب الى القصيدة، في رحابها سأدع الكناية والمجاز ان يسرحا بجماليات الاسم والمعنى والحقيقة، وحيث فلسطين تتباهى بأهل الظل كما يستحقون.