مطار "قلنديا" مهبط للاستيطان
يامن نوباني
في العام 1967 وقع مطار القدس، الذي أنشئ في العام 1920، والمعروف باسم مطار قلنديا تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن استكملت إسرائيل احتلال الأرض الفلسطينية، ومنذ ذلك الزمن لم تقلع أي طائرة لخارج الوطن من أرضه، وهو اليوم عبارة عن مدرجات وساحات مهجورة، وأعشاب يابسة وخضراء تنمو بين شقوق اسفلته، يحيطه جدار فصل عنصري وأبراج مراقبة عسكرية ومعسكرات الاحتلال الاسرائيلي ومنشآت اقتصادية احتلالية.
قبل عام 1967 كان يشهد المطار، الذي تبلغ مساحته 1100 دونم، حركة سياحية وتجارية نشطة، وقد استخدم من قبل الكثير من المسافرين وأصحاب الشخصيات الهامة، وذلك لأهمية القدس الدينية والسياحية. ولكن بعد الحرب ووقوع "النكسة" امتنعت دول العالم من استخدام المطار لوجوده في أراضٍ محتلة، واستخدمته إسرائيل في رحلاتها الداخلية، وأغلقته أمام حركة الطيران في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وفي شباط 2012 حولت إسرائيل المطار إلى منطقة صناعية، بعدما سجلت لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس الأرض المقام عليها المطار كأرض تابعة للبلدية وللدولة.
في الآونة الأخيرة ازدادت وتيرة التصريحات والتلميحات الاحتلالية بتحويل أرض مطار القدس إلى مدينة استيطانية جديدة. ما دفع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى التحذير من المخطط والدعوة للتصدي لتلك المحاولات الاستيطانية.
وحذرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من الأخطار المترتبة على تنفيذ المشروع الاستيطاني الجديد، الذي تم الكشف عنه مؤخرا، وبدأت تتداوله أقسام الهندسة واللجنة المحلية للتخطيط باعتبارها جهات الاختصاص في بلدية نير بركات، الذراع الاستيطاني الآخر لحكومة إسرائيل في القدس، والذي يقضي بإقامة مدينة استيطانية جديدة تضم 15 ألف وحدة استيطانية في المنطقة، التي يقوم عليها مطار قلنديا القديم إلى الشمال من المنطقة الصناعية بمحاذاة جدار الفصل العنصري، وبجوار بيت حنينا شمال شرق القدس الشرقية المحتلة، وما يترتب على هذا المشروع الاستيطاني الاستعماري الخطير من حرمان دولة فلسطين من فرص تطوير مطار قديم قائم على أراضيها المحتلة.
وأكدت اللجنة في بيان أصدرته عقب اجتماعها، الليلة الماضية، بمقر الرئاسة برام الله برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أنها ستتصدى لهذا المشروع الاستيطاني الخطير بكل الوسائل، وستعمل على ملاحقة بلدية نير بركات في المحافل الدولية، والدعوة إلى مقاطعتها باعتبارها الذراع الاستيطاني الاستعماري لحكومة إسرائيل في مدينة ومحافظة القدس.
وقال الخبير والمختص في شؤون الاستيطان خليل التفكجي، "إن التسارع في بناء المستوطنات الإسرائيلية ضمن مخطط إسرائيلي "القدس 2020"، يأتي لتوسيع نطاق حدود بلدية الاحتلال للقدس، وإقامة الدولة العبرية، ويلغي مطار القدس في قلنديا".
وأضاف التفكجي في حديث لإذاعة "موطني"، اليوم الأحد، إن "المشروع الإسرائيلي لتوسيع المستوطنات القائمة في الجزأين الشمالي والغربي من مدينة القدس، هو لتنفيذ مخطط إسرائيل الكبير في تهويد المدينة المقدسة، وتوسيع نطاق حدود بلديتها، وصولا لإقامة الدولة العبرية".
وأوضح، "أن التسارع في بناء المستوطنات يأتي ضمن مخطط "القدس 2020"، والذي سيضم 58 ألف وحدة سكنية استيطانية"، مضيفا "أن إسرائيل تنفذ مشاريعها الاستيطانية في بناء وحدات سكنية بشكل تدريجي ومتسارع، لتصل إلى أكثر من المعلن عنه".
وأشار إلى مشروع إسرائيلي خطير ببناء 15 ألف وحدة سكنية في محيط قلنديا، بهدف القضاء على مطار مدينة القدس المنتظر للدولة الفلسطينية المستقلة، معتبرا المشروع "مرحلة من مخطط التخلص من السكان العرب في المدينة المقدسة، لرسم خارطة جديدة على أرض الواقع في القدس المحتلة".
وكان التفكجي قد حذر عام 2005 من مخطط إسرائيلي للاستيلاء على مطار قلنديا بشكل كامل.. في ظل تواصل عمليات تجريف أراضي المواطنين القريبة من حاجز قلنديا العسكري، القريب من المطار شمال مدينة القدس، مضيفا أن عمليات التجريف مرتبطة بمخطط إسرائيلي كبير، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية أعدته في عام 1997، تحت اسم "مدرج المطار"، ويشمل توسيع مطار القدس المُقام على أراضي قلنديا، تمهيدا لإعادة استخدامه، ليصبح مطارا دوليا يستوعب الطائرات الكبيرة من أنحاء دول العالم، كما يشمل إنشاء مناطق تجارية ومرافق خدماتية حوله.