"تكية نابلس".. ملاذ الفقراء والمحتاجين
زهران معالي
منذ ثلاث سنوات، اعتاد الشاب مهدي الخاروف (26 عاما)، على التطوع بشهر رمضان المبارك في خدمة "تكية نابلس" الخيرية، لتجهيز وإعداد وجبات الطعام وإيصالها للفقراء والمحتاجين في محافظة نابلس.
الخاروف واحد من خمسة متطوعين من الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعين آخرين من جمعية مديد للصحة النفسية، الذين دأبوا منذ بداية شهر رمضان على تجهيز وجبات الطعام وتوزيعها بين صلاتي الظهر والعصر كل يوم مع طاقم العاملين في تكية نابلس، للتخفيف من الازدحام، حيث يتسابق المحتاجون ويصطفون في طوابير للحصول على الوجبة الشهية والطازجة.
يقول الخاروف لـ"وفا"، أثناء انشغاله بوضع قطع من الدجاج المحمر على وجبات الأرز، إن الدافع الديني والرغبة في خدمة الناس في شهر رمضان خاصة الفقراء والمحتاجين، دفعه للتطوع في تكية نابلس.
ويوضح أن مشاركته في التطوع في التكية لا يقتصر على شهر رمضان فقط، بل يواظب مع زملائه على تقديم الوجبات للمحتاجين في الأيام العادية والمناسبات الدينية كالمولد النبوي والإسراء والمعراج.
ويشدد على أهمية العمل التطوعي وتنميته في المجتمع الفلسطيني، مشيرا إلى أنه يبدأ العمل يوميا في التكية في العاشرة صباحا ويستمر حتى الخامسة مساء، مؤكدا "أشعر أنني موجود طالما أقدم الخدمة للناس".
وتتبع التكية إلى لجنة زكاة نابلس المركزية التي تديرها وترعى شؤونها، وتستمد الدعم المادي والعيني من أهل الخير والمتبرعين من المجتمع المحلي في المحافظة.
ويقول أمين صندوق لجنة الزكاة والمشرف على التكية عماد اللحام لـ"وفا"، إن التكية امتداد لموائد الرحمن التي كانت موجودة قديما في نابلس، واستلمت لجنة الزكاة إدارتها منذ أربعة أعوام، بعد أن كانت لجنة التكافل الاجتماعي في محافظة نابلس تتولى مسؤوليتها.
وأوضح أن التكية توزع وجبات الطعام على المنتفعين منها والمسجلين في كشوفات تجدد كل عام، في لجنة الزكاة والشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى أن التكية تقدم يوميا ما يقارب 1500 وجبة طعام.
وأشار اللحام إلى أن التكية تحتاج لـ300 دجاجة و120 كيلو أرز و18 لتر زيت و180 كيلو من الخضروات لإنتاج تلك الوجبات، إضافة إلى البقوليات من العدس، والبازيلاء، والفاصوليا، التي تلبي حاجة الكثير من الفقراء والمحتاجين، الذين تضاعف عددهم هذا العام.
وأضاف "نطمح أن يزداد عدد الوجبات إلى 2500 وجبة طعام حتى نهاية شهر رمضان المبارك". موضحا أن التكية تعتمد على دعم أهل الخير ولجنة الزكاة المركزية.
حسن شوفان، الطباخ الرئيس في التكية والذي يعمل برفقة مساعدتين، عبر عن سعادته في هذا العمل، مؤكدا أن التكية تقدم وجبة لكل فرد يأتي للتكية مكونة من طبق من الأرز وقطعة من الدجاج بالإضافة لكوب من الشوربة.
وأوضح شوفان إن الوجبة تؤمن حاجة الصائمين الفقراء في رمضان، وتعتمد على أصناف التبرعات من قبل أهل الخير، إلا أن غالبيتها تعتمد على الأرز، وأحيانا يتم إعداد وجبات من السمك وصواني الدجاج والخضار.
ودعا شوفان المجتمع المحلي والمقتدرين في نابلس بمساعدة التكية وتقديم الدعم لاستمرار عملها بعد انتهاء شهر رمضان. حيث تعود التكية بعد انتهاء شهر رمضان للعمل يوما واحد فقط في الأسبوع، تقدم خلاله الوجبات للفقراء والمحتاجين في نابلس ومخيماتها وقراها.
يشار إلى أن تكية نابلس ليست الوحيدة بالضفة الغربية، حيث يوجد "تكية سيدنا إبراهيم" في الخليل، وتكية "ستنا مريم" في بيت لحم، وتكية "خاصكي سلطان" في مدينة القدس المحتلة.