غزة :النساء يقضين النهار لإعداد أشهى المأكولات الرمضانية ولا يجدن من يأكلها
الحر وعادات غذائية خاطئة يفقدان موائد رمضان أطباقا شهية
نادر القصير - في ظل موجة الحر الشديد التي ترافق شهر رمضان الفضيل عدا عن طول فترة الصيام في هذا التوقيت من العام ، لم يعد الاهتمام بإعداد أطباق ووجبات شهية على موائد الإفطار يستحوذ على اهتمام الصائمين فاهتمام غالبية المواطنين ينصب على إعداد العصائر والمياه المثلجة التي يفرطون في شربها على وجبة الفطور، وفي غزة تقضي النساء أوقاتا طويلة في المطابخ، لإعداد أفضل وأشهى المأكولات الرمضانية، إلا أن هذه الأطباق في الغالب لا تجد من يأكلها، بسبب إتباع الصائمين عادات غذائية خاطئة، وإقدامهم على شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر دفعة وحدة، ما يسد شهيتهم عن الطعام.
المشروبات أولا
وأبدى المواطنون اهتماما خاصا هذا العام بإعداد أنواع مختلفة من العصائر المصنعة والطبيعية، وتجهيز مياه مبردة على موائد الإفطار على حساب اهتمامهم بإعداد أطباق الطعام الشهية والحلوى الرمضانية، ورافق العادات الجديدة التي ولدتها حرارة أيام الصوم وطول ساعاته تضاعف أعداد الباعة والتجار المتخصصين في بيع العصائر والمياه الغازية بمختلف أنواعها في الأسواق، بينما ضاعفت المصانع المحلية إنتاج العصائر المصنعة.
المواطن رامي عمر لم يعد يهتم بالطعام الموجود على مائدة الإفطار بقدر اهتمامه بالعصائر والمياه، ويقول إنه لا يأكل سوى كمية قليلة من الطعام، في حين يملأ معدته بالمياه والعصائر، وأشار عمر، وكان يشتري بضع زجاجة معبأة بعصير الخروب من السوق، إلى أنه اشترى هذا العام ثلاثة من أنواع العصائر المصنعة، مضيفا أنه يطلب من زوجته إعداد عصير "الكركديه" الطبيعي يوميا، إضافة إلى تجهيز زجاجة مياه مثلجة، وأكد أن الحر الشديد والعطش اليومي الذي يتعرض له الصائمون في نهار رمضان يجعلهم يقبلون بشراهة على شرب السوائل على حساب الطعام.
تراجع الإقبال على الطعام
المواطن وائل منصور، أكد أنه منذ بداية الشهر الفضيل لم يستمتع بوجبة إفطار هانئة، يتناول خلالها الطعام بشهية حتى الشبع، وذلك بسبب ما وصفه بإغراءات الماء والعصير البارد،وأوضح منصور أنه وبعد الظهر بقليل يبدأ بالشعور بالجوع، وبشهية لتناول أطباق متنوعة من الطعام، فيطلب من زوجته إعدادها على مائدة الإفطار، وقبل موعد آذان المغرب بساعة أو ساعتين، يكون العطش قد فتك به، وأصبح لا يفكر سوى بالماء ، مشيرا إلى انه يفشل كل مرة بتقليل شرب المياه ، ويشرب كوبا تلو الآخر، حتى يشعر بالشبع، ويكتفي بتناول القليل من الطعام ، مبينا أنه وبعد الإفطار، وأداء صلاة التراويح، يحتسي الشاي والقهوة ويتناول الحلوى الرمضانية، ولا يستطيع أكل أي شيء.
أما ماجد عبد الحميد فيؤكد أن المشكلة الأكبر تكمن في أن الوقت بين وجبتي الفطور والسحور قصير، لا يتجاوز 8 ساعات، فلا يكاد يشعر بالجوع مجددا، حتى يحين موعد الوجبة الثانية، ثم يبدأ الصيام الطويل، ليجد نفسه أمام نفس الأمر كل يوم، منوها إلى أنه بات يطلب من زوجته أعداد نصف كمية الطعام التي كانت تعدها للأسرة في أوقات الإفطار، حتى لا يفسد ويضطر لإلقائه، لاسيما مع انقطاع الكهرباء وقلة تشغيل الثلاجات، مبينا أن الإكثار من شرب الماء حتى بعد الإفطار بساعات، يحرمه أيضا من التلذذ بتناول الحلوى الرمضانية مثل الكنافة والقطايف.
أما المواطن حسين سعد، وكان يهم بمغادرة السوق وفي يده جالون سعة 4 لترات من عصير الخروب المصنع، فأكد أن وجود تشكيلة من العصائر، إضافة إلى الماء البارد على مائدة الإفطار، أهم من الطعام بالنسبة له.
ويؤكد المواطن سعد أن إقبال أفراد عائلته على الطعام تراجع بصورة كبيرة لصالح شرب العصائر، وأوضح أن زوجته تقوم بإعداد أشهى المأكولات وتضعها على مائدة الإفطار، غير أن أفراد العائلة ينفضون عن المائدة والطعام ويبقى كما هو، منوها بأن عددا منهم يعود لتناول الطعام بعد عدة ساعات من موعد الإفطار، في حين يواصل آخرون شرب السوائل بكثرة حتى يحين موعد السحور.
وبين سعد أنه طلب من زوجته إعداد نصف كمية الطعام التي كانت تعدها سابقا، في حين بدأ يركز على جلب عصائر طبيعية تحوي سعرات حرارية عالية لتعويض أفراد العائلة عما فقدته أجسامهم من طاقة وسكريات خلال ساعات النهار، وأكد أنه وبسبب الحر الشديد وساعات الصيام الطويلة، يفقد في كل يوم صوابه أمام الماء والعصائر، رغم علمه المسبق بمضارها الصحية، في حال شربت بكميات كبيرة دفعة واحدة، لكنه لا يستطيع مقاومتها.
عادات غذائية خاطئة
وبدوره قال خبير الأعشاب والطب البديل ناصر حسنين، إن هناك عادات غذائية خاطئة يمارسها الصائمون في رمضان، أبرزها شرب الماء البارد بسرعة، ثم الهجوم مباشرة على الأكل دفعة واحدة، دون إعطاء الفرصة لتنبيه المعدة، وهذا يتسبب في حدوث حالة من التخمة، أو التقلصات في المعدة، ويزيد الوزن، ويتسبب زيادة حجم البطن عن الحد الطبيعي " الكرش".
وشدد حسنين على أن أفضل شيء تناول حبة من التمر، واحتساء القليل من شوربة الخضار أو العدس الدافئة، ومن ثم تناول الماء والطعام باعتدال، ويفضل أن يحدث ذلك على أكثر من مرحلة، حتى تعطى المعدة فرصة كافية للهضم.
كما حذر حسنين من خطورة التعامل مع المعدة وكأنها سلة أو حافظة طعام، بحيث يبدأ الصائم وفور إفطاره، بحشوها بالأكلات المتنوعة، والحلوى، والعصائر، والقهوة، والشاي، ويستمر ذلك حتى وقت السحور، فهذه عادات ضارة بالجسم.
ونصح باللجوء للعصائر الطبيعية، مثل الخروب، والعرق سوس، والكركديه، والتمر الهندي، فهي مفيدة جداً في رمضان، وتجنب العصائر المصنعة، التي تحوي مواد حافظة ونسبة عالية من الأصباغ الضارة.