لا بديل ولا بدائل
حين تواصل إسرائيل اليمين المتطرف، تحريضها العنيف على الرئيس ابو مازن، فانما هي تحرض في الواقع واساسا، ضد السلام وضد مشروعه الإنساني النبيل، مشروع الاستقرار والأمن والعدالة والكرامة الإنسانية، وآخر ما انتجت إسرائيل في هذا السياق، ما نشرته صحيفة "هآرتس" من خلاصات وتوصيات لجيش الاحتلال، بعد أن تسلم حقيبته الوزارية "أفيغدور ليبرمان" والتي قالت إن الرئيس أبو مازن هو "المشكلة المركزية" لإسرائيل فيما راحت تعدد سيناريوهات التخلص منه، فإما الحصار أو الاغتيال، أو عزل شرعيته دوليا، والبحث عن بديل...!!
وبوسعنا أن نقرأ في "البحث عن بديل" أن إسرائيل اليمين المتطرف، وهي تواصل هذا التحريض العنيف على الرئيس أبو مازن، فانها لا تحرض ضد السلام فقط، وإنما هي أيضا توجه دعوة لقوى التطرف والإرهاب، وأصحاب المشاريع المشبوهة لتسيّد المشهد، ولعلها أيضا تضع بمثل هذه التوصيات، عراقيل جديدة أمام المصالحة الوطنية (وحواراتها كانت دائرة في العاصمة القطرية الدوحة) ألا تتقدم خطوة جادة نحو تحققها، ونعني هنا بالعراقيل، تضخيم وهم "الإمارة" أو الدولة ذات الحدود المؤقتة، بأنها يمكن أن تكون بديلا عن دولة فلسطين الحرة المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، وربما لهذا لم تخرج حوارات الدوحة بموقف حمساوي جديد ينهي الانقسام المرير...!!
ليس هذا الوهم الذي تعمل الحكومة الإسرائيلية على تضخيمه، وهما لأصحابه والمتشبثين به فحسب، بل هو أيضا وهم هذه الحكومة، أن باستطاعة مشاريع من هذا النوع، تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، وتصفية قيادته الشرعية، وهي في تعاطيها مع هذا الوهم، إنما لتغذي وهمها الأكبر، إن باستطاعتها أن تؤبد احتلالها لأرض الدولة الفلسطينية، بما يعني أن مقترحاتها للدولة ذات الحدود المؤقتة، ورعاية وهم "الإمارة" على هذا النحو أو ذاك، إنما هي مقترحات تكتيكية، لن تفضي إلى أي واقع حقيقي؛ لأن مهمتها الأساسية تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، بتطلعات أبناء شعبه المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة، فإذا ما حققت هذه المقترحات هذه المهمة، انتهى دورها وطويت صفحتها، فيضّيع أصحاب الوهم في ساحتنا المشيتين مثلما يقول المثل الشعبي، وهذا على أقل تقدير....!!
ولأنه لا بديل عند شعبنا عن مشروعه التحرري، مشروع الدولة المستقلة، واسترداد حقوقه المشروعة كافة، فإنه لا بديل عن قيادته الشرعية في اطارها وبشرعيتها الدستورية والنضالية والوطنية، التي يحمل مسؤولياتها اليوم الرئيس أبو مازن ويواصل حملها متقدما في دروب الكفاح الوطني المشروع، حتى انتصار فلسطين بدولتها الحرة المستقلة. لا بديل ولا بدائل شاء من شاء وأبى من أبى، كان هذا هو القرار الوطني المستقل، وما زال، وعلى هذا النحو الواضح سيبقى حتى الاستقلال.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير