مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

العازف على شرايين الحياة

 بسام ابو الرب

"السبحة" لا تفارق اصابعه التي اعتادت على مداواة ادق اجزاء جسم الانسان،  جلس على الكرسي وبدأ الحديث، فقد وصل لتوه من مدينة رام الله مرورا  بنابلس، الى مدينة جنين، آثر ان يعطي وكالة "وفا" ساعة من وقته الذي لا يملكه في غالب الأحيان ويشرح عن ذاته وتجربته مع الحياة وشريانها داخل الانسان.  

انه الدكتور محمد لطفي (57 عاما) اخصائي جراحة اوعية دموية، وهو من بين خمسة اطباء في الوطن المتخصصين بجراحة الاوعية الدموية، مواليد مدينة جنين شمال الضفة الغربية، 31-12-1958 تزوج من مقدسية وهو في الـ37 من عمره ويسكن في بيت حنينا بمحافظة القدس، ويعمل في مجمع فلسطين الطبي برام الله، وكان احد اعضاء البعثة الطبية التي وصلت الى اراضي الاكوادور لتقديم العون والمساندة لضحايا الزلزال في نيسان الماضي.

د. لطفي لا يملك وقتا، فهو يحاول ان يوزعه بين العمل لساعات طويلة والبيت وزيارة الأهل في جنين، ومع ذلك ربما يستدعى لإجراء عملية جراحية، فهو يلبي النداء في مثل هذه الحالات الطارئة، كما يقول.

حين حل في ارض الوطن عائدا اواخر العام 1994، بعد ان درس الطب العام في جامعة وهران في الجزائر ومكث فيها ما يقارب 17 عاما، وتم تعيينه بمستشفى رام الله آنذاك في قسم جراحة الاوعية الدموية والقلب، ثم انتدب للعمل في مشفى جنين، وسافر في العام 1998 حتى 2001 للتخصص في الجراحة العامة. وكان يحب ان يتخصص في جراحة الاعصاب الا أن الظروف شاءت ان يتخصص بالجراحة العامة، وكان قد درس في مدارس مدينة جنين حتى الثاني ثانوي في العاصمة الأردنية عمان.

د.لطفي يحافظ على زيارة والدته وابناء عمومته في مدينة جنين التي احب، فيقضي اجازته يومي الخميس والجمعة في منزل العائلة، ويتفقد المزروعات في البستان ويعطيها اهتماما كما وانها احد الاوعية والشرايين التي يتعامل معها، فهو يقطع المسافات ويصل شرايين والتواصل مع الانسان في الجانب الطبي والمكان خلال تنقله من محافظة الى اخرى.

وللنيران وإشعال الحطب حكاية مع لطفي الذي اعتاد فور وصوله منزل العائلة في جنين على اشعال النيران صيفا وشتاء، تراه مرات يشوي البطاطا ومرات اخرى يشعلها.. هكذا لتصبح عادة حياة.

د.لطفى واحد من اطباء وزارة الصحة الذين يعملون في الغرف المغلقة، بين اجهزة دقيقة لعلاج ادق اجزاء الانسان.    

ويقول لطفي ان اطول عملية اجراها امتدت لـ18 ساعة متواصلة دون ترك المريض لحظة واحدة، عندما كان يعمل في المشافي الفرنسية التي مكث فيها ما يقارب 3 سنوات، وعن اطول عملية بفلسطين كانت لاحد الشبان الذي اصيب خلال مسيرة العودة لأراضي 1948، والتي امتدت لأكثر من 12 ساعة، حيث كان يعاني من تقطع الشرايين.

لطفي الذي درس الطب واحبه لم يدرسه احد من افراد عائلته المكونة من ابنتيه وولده . 

ويرى ان هناك رضى عن النتائج في التعامل مع الحالات في الطوارئ وهي في وضع ممتاز، وهناك رضى عنها حسب المقاييس العالمية وحسب متطلبات المواطنين، لكنه في كثير من الأحيان  يصل الى مرحلة يتمنى انه ليس طبيبا بسبب صعوبة التعامل والتفاهم مع بعض المرافقين للمرضى، واكثر ما يكرهه في عمله هو كثرة الالحاح والضغط ، فيما يحب نتائج عمله التي تظهر على صحة المريض للمريض ومتابعته.

في مشافي وزارة الصحة يمكن ان تلمس الضغط الذي يرافق عمل الاطباء المتخصصين في علاج اجزاء الانسان الدقيقة والحيوية مثل الشرايين والقلب.

ويعتبر لطفي ان الجراحة تمر بثلاثة مراحل، التشخيص السليم، ثم الجراحة، ثم المتابعة. ويقول انه امضى حياته المهنية في هذا الاطار.

يقضي لطفي 15 مناوبة خلال الشهر في المستشفى لقلة العدد، وفي بعض المناوبات يجري ثلاث عمليات جراحية، وذلك حسب الظروف المحيطة والازمات، ورغم ذلك فهو لا يعتبر نفسه المثالي من بين اربعة او خمسة من جراحي الأوعية الدموية.

وكمثل اي متخصص في علاج ارواح واجساد البشر الذين يمر في حياتهم اناس لا يمكن نسيانهم، لطفي لم ينس طفلين من مخيم الجلزون اصيبا ابان الهبة الشعبية، احدهم كان قلبه قد توقف ودخل غرفة العمليات بملابسه وبدأ يعمل من اجل حياة احدهما عقب ان اعطاه طبيب التخدير الاذن بالعمل في اصابة حرجة طالت الشريان الرئيسي الذي يغذي الفخذ، فهو احد الحالات التي اثرت به وينظر الى عظمة الله بالعمر الجديد الذي اعطاه اياه.

قبل ان يغادر  لطفي منزل والدته التي بغلت من العمر 83 عاما، يعد وجبات الطعام لها، ويقضي حوائج منزلها، ثم يبدأ يوم آخر مع عمله كطبيب في الغرف المغلقة.  

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024