الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

ضحايا نقص الأدوية في غزة أمام رحمة الله

وفا (محمد أبو فياض)
 
يواجه المريض سليمان إبراهيم (65 عاما) من خان يونس جنوب قطاع غزة، صعوبة في الحصول على علاج مرض الكلى الذي يعاني منه بعد أن نفد مخزون العلاج الذي كان قد جلبه معه من الجزائر ليبدأ رحلة جديدة من المعاناة في الحصول على الأدوية اللازمة.
إبراهيم واحد من مئات المرضى في قطاع غزة، الذين يعانون بسبب النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات القطاع، بسبب عدم توريد أية شحنات منها منذ شباط الماضي.
وأكدت وزارة الصحة اليوم الثلاثاء أنها تعمل جاهدة على إدخال المساعدات الطبية والأدوية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح وبالتنسيق مع سفارة فلسطين في القاهرة وبمتابعة حثيثة ومباشرة من قبل السفير بركات الفرا مع السلطات المصرية.
وقال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة، عمر النصر، إنه يجري العمل على إدخال ثلاثة شاحنات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية والمحاليل الوريدية والخيوط الجراحية بكافة أنواعها. وكانت وزارة الصحة أشارت إلى أن رصيد (178) صنفا من الأدوية و(190) صنفا من المستلزمات الطبيعة (المهمات أو المستهلكات) قد بلغ صفرا، وهو ما يمثل (50%) من موجودات مخازن الوزارة وحوالي (39%) من قائمة أصناف الأدوية الأساسية لدى الوزارة.
واعتبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن "استمرار أزمة مخزون وزارة الصحة من الأدوية والمستلزمات الطبية المستمرة منذ (5) سنوات حتى الآن هو أمر في غاية الخطورة".
وقال المركز في بيان له "من الملح والضروري الإسراع بالعمل على أعلى المستويات لوضع السياسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة هذه الأزمة، وضمان توفر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات يفي باحتياجات وزارة الصحة في الظروف الاعتيادية وظروف الطوارئ".
وحذر المركز من "التدهور الكارثي والخطير الذي يمكن أن تتعرض له صحة سكان القطاع، بمن فيهم المرضى، خاصة المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة، جراء وقف صرف الأدوية والعلاجات الدورية لهم نظرا لعدم توفرها في المرافق الطبية في القطاع ".
ووفقا لتحقيقات المركز، فقد نفد 178 صنفا من الأدوية المختلفة و 190 صنفا آخر من المستلزمات الطبية كليا من مرافق القطاع الطبية الحكومية، وكذلك من مستودعاتها، فيما يقل رصيد 69 صنفا من الأدوية و70 صنفا آخر من المهمات الطبية عن تغطية احتياجات المرافق الطبية مدة ثلاثة أشهر.
وتشير معلومات المركز التي جمعها من بعض مستشفيات القطاع إلى معاناة شديدة في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، بسبب خلو مستودعاتها من العديد من أصناف الأدوية الأساسية التي تصرف للمرضى.
 وأفاد باحثو المركز بأن العشرات من الأصناف المختلفة غير متوفرة في أقسام المستشفيات والعيادات، خاصة أصناف المهمات الطبية الضرورية المستخدمة في الأقسام المختلفة فيها، كوحدات العناية المركزة، حضانات الأطفال، غرف العمليات الجراحية، بما في ذلك مستلزمات التخدير والإنعاش، أقسام الطوارئ، جراحة وقسطرة القلب، أمراض الدم والأورام، أقسام الكلى ومستشفيات وأقسام المرضى الأطفال.
وتشمل تلك الأدوية العديد من المضادات الحيوية الضرورية، وعشرات الأصناف من المهمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات والعيادات الطبية.
وحذرت مستشفيات الشهيد أبو يوسف النجار، والهلال الأحمر الإماراتي في رفح، من مغبة تأثير نقص الأدوية والمستلزمات الطبية على حياة مرضاها الذين يرقدون فيهما، خاصة بعد أن اضطرت إلى اللجوء لاستخدام مخزونهما للطوارئ، خاصة بعد نفاد العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية فيهما كليا.  
وقال عاملون في مستشفى العيون في مدينة غزة، إنهم اضطروا إلى تأجيل 8 عمليات جراحية يوم أول من أمس وأمس، وذلك لمرضى العيون الذين يعانون من (الماء الأبيض)، وبأن عمليات جراحة شبكية العين متوقفة في المستشفى منذ 6 أشهر بسبب النقص المزمن في بعض المهمات الطبية وقطع غيار بعض الأجهزة الطبية في المستشفى.
ووفقا لما أفادت به وزارة الصحة في رام الله، فإن المشكلة الحالية تعود إلى عجز الوزارة عن سداد ديونها المستحقة لمورديها من شركات الأدوية والتي بلغت حوالي (190) مليون شيقل، جرى سداد (45) مليون شيقل منها خلال العام الجاري، الأمر الذي تسبب في عجز كبير في مخازن الصحة في غزة والضفة على حد سواء، وأن احتياجات قطاع الصحة تورد في شهر آذار (مارس) من كل عام على أقصى تقدير ولكنها لم تورد للعام الحالي حتى تاريخه.
وفي ذات السياق طالب القطاع الصحي بشبكة المنظمات الأهلية، اليوم، بسرعة تزويد قطاع غزة بالأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال في بيان له "إنه ينظر بخطورة بالغة تجاه استمرار أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع والتي باتت تهدد حياة أعداد كبيرة من المرضى".
وطالب القطاع الصحي الرئيس محمود عباس بأن يتدخل شخصيا وبشكل عاجل من أجل إنهاء هذه الأزمة المزمنة بشكل كلي، داعيا الجهات المانحة العربية والدولية إلى تقديم العون والمساعدة من أجل إنهاء هذه الأزمة الخانقة من خلال إرسال أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع بشكل عاجل.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025