كتب المحرر السياسي
احتفت على نحو اهوج، بعض المواقع الاكترونية المشبوهة، بصور اعضاء وفد حركة فتح، وهم يتنالون الطعام على مائدة الامير القطري، خلال محادثات المصالحة الوطنية، التي جرت مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة، لم تظهر هذه المواقع، صور اعضاء وفد حماس الذين كانوا حول الوليمة ذاتها، ويتنالون الطعام ذاته، غيبتهم تماما، من اجل احتفائها الاهوج بصور الفتحاويين وهم يتنالون الطعام، وتقديمها كجريرة كبرى، وقد ضبط الوفد الفتحاوي متلبسا بارتكابها .....!!!!
ولأن الهوج ينطوي على اعلى درجات الحماقة، خاصة حينما يبات مدفوع الاجر فأن اصحابه في مواقعهم الاكترونية، لا يرون سوى رغبات الذين يدفعون فلا ينتبهون لأية معايير او قيم مهنية، ولا نقول اخلاقية لأن من يطول في حماقته ويتوغل فيها لايعرف شيئا عن هذه الكلمة ومستلزماتها .
وفي المعايير والقيم المهنية وغاياتها، ماذا بوسع صورة لمن يتناول طعاما على مائدة مضيف كريم، ان تقدم للمتلقي من موقف ومعنى ..؟؟؟ ربما حسن الشهية، فهل في هذا ما يعيب ..!! وهل في حسن الشهية التي تعني في المحصلة سلامة الروح والجسد معا، موقفا سياسيا ما ، لكي تصدر صورها كمثل خبر عاجل ...!!
حقا من " لايعرف العيب ما همه العيب / حتى لو لحق العيب اخوانه " لكن الامر لا يتعلق بالعيب وحده هنا، وانما بالغايات السياسية المشبوهة التي التقطت تلك الصور لترويجها " كخلاصة " لمحادثات المصالحة الوطنية، التي انتهت مرة اخرى الى طريق مسدود، بايحاء ان وفد فتح مع " حسن الشهية " غير مكترث بذلك، وغياب وفد اعضاء حماس عن هذه الصورة ستعني العكس ...!! والحقيقة ان محادثات المصالحة الوطنية، ما زالت حتى اللحظة تصطدم بمطلب حمساوي مالي في الاساس، وعلى هذا النحو الذاتي والضيق تماما، بينما الامر يتعلق بمستقبل مسيرة التحرر الوطنية، مستقبل حرية الوطن وتحرره، وحيث الانقسام المرير مازال يعرقل هذه المسيرة بل ويهددها بأكبر الاخطار .