انتصار عقلانية الاردنيين على همجية الارهابيين ! موفق مطر
من ذا الذي يسعى لقطع المملكة الاردنية الهاشمية من شجرة الانسانية والعروبة ؟!
يذكرنا استهداف المؤسسة الأمنية في الاردن الشقيق باستهداف مماثل في مصر العربية والجمهورية التونسية الشقيقتين؟! ما يعني ان اسقاط الدولة الوطنية، لا يمر الا عبر خلخلة أركان مؤسستها الأمنية، وهذا ما نراه ماثلا امام عيوننا بوضوح في المملكة الاردنية الشقيقة حماها الله من مؤامرة المجرمين واخوانهم!.
يجب ألا ننسى أن اي اضرار بالاستقرار السياسي والأمني في المملكة يسعى الهمجيون الارهابيون الى أخذ الاردن نحو مربع اللاتوازن الأمني تمهيدا لاسقاطه في مستنقع الانفلات الأمني والصراعات الداخلية، وبذلك يخلقون الأجواء المناسبة لاسرائيل التي ستأخذ الفوضى الأمنية والصراعات في المملكة - (لا سمح الله) – حجتها الأعظم لرفض قيام دولة فلسطينة مستقلة مرتبطة سيادتها على حدودها مع حدود المملكة.
علينا حساب توقيت ضربات الارهابيين عند قراءة أبعادها واهدافها، بغض النظر عمن يعلن مسؤوليته عن الجريمة الارهابية، فالأمور تفهم بمعرفة المستفيد ألأول من الجريمة، وكذلك الخاسر ألأكبر.
ليس جديدا موقف المملكة وشراكتها في الحرب على الارهاب، لذا لا يمكن اعتبار الهجوم على الموقع الأمني في الركبان قرب الحدود السورية بمثابة ردود فعل من الارهابيين على مواقف المملكة، فالذين خططوا لجريمتهم وانتظروا لحظة ضعف ما للنفاذ منها الى الهدف يقدمون (العمليات الانتحارية) كهدايا لصانعيهم، فيتخذها صناع الموت كمبررات لتمرير المخططات السياسية.
قلنا مرارا وتكرارا ان المملكة وفلسطين توأمان، وانهيار الجدار الاردني يعني انكشاف ظهرنا لداعش وغيرها من الجماعات الارهابية التكفيرية توأم الاحتلال الاستيطاني العنصري، ما يعني اننا سنواجه تدحرج كرة النار التي لن تتوقف عن النهر بالطبع، وانما على العكس فانها ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية فيما تأكل الأخضر واليابس داخلنا، بعد ان تكون قد فعلت ما يبدد قناعة العالم عموما والاوربيين خصوصا الذين تبنوا المبادرة الفرنسية بجدوى قيام الدولة الفلسطينية، لأن دولة الاحتلال ستقدم كل الذرائع للعالم، لتعليل رفضها الاقرار بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، مستندة على انتشار دائرة الارهاب وتمددها من العراق وسوريا الى المملكة وفلسطين، رغم معرفة العالم ان دولة الاحتلال اسرائيل ومن معها من المعنيين بالتخريب على اي جهد دولي حقيقي مخلص لانهاء الصراع الفلسطيني العربي – الاسرائيلي هم المعنيون بتوسيع دائرة نيران الارهاب كسبيل للقضاء على آمال قيام دولة فلسطينية، وتحقيق آمال الشعوب العربية بانشاء دول ونظم ديمقراطية، ناهيك عن انهاكها في الصراعات الداخلية حتى تبقى اسرائيل (ملك الغاب).
قد ينجح الارهابيون في اختراق ساتر ترابي، او حاجز امني وقد يحققون ضربة ضد اخوتنا جنود وضباط الجيش العربي، لكنهم لن ينجحوا في اختراق الوعي الوطني لدى الأشقاء الاردنيين، ولن يفلحوا في ايقاد نيران حرائقهم مكما اوقدوها في العراق وسوريا وليبيا، فلدى الملك عبد الله الثاني، وقيادة المملكة السياسية، وشعب المملكة الشقيق من المناعة مايطمئننا، ويجعلنا نذهب في الاعتقاد ان عقلانية القيادة الهاشمية، ستكون القلعة التي ستسقط عند اسوارها وابوابها هجمية الارهابيين ومن صنعهم ومن دفعهم او دفع لهم. وستنتصر عقلانية الهاشميين على همجية الارهابيين.. لأننا والهاشميين في جبهة واحدة.