في مخيم برج البراجنة.. مطبخ رمضاني للعائلات الفقيرة
بيروت- وفا- وسام يونس- من وحي قضية الأمن الغذائي وتدني دخل اللاجئ الفلسطيني في لبنان، تمكن عدد من الشباب في مخيم برج البراجنة من تسخير ما لديهم من وسائل وطرق لإبراز روح التكافل والتعاضد بين أهالي المخيم، وافتتحوا بذلك المطبخ الرمضاني الأول في المخيم.
ووظف المتطوعون ما يمكن أن تقدمه بعض الهيئات والمنظمات غير الحكومية العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان، لتشغيل المطبخ الرمضاني، بهدف توزيع وجبات طازجة إلى العائلات الفقيرة والمحتاجة التي لا تقدر على تأمين وجبة إفطارها.
ويسعى العاملون في المطبخ إلى مساعدة أبناء المخيم، وإيصال الطعام بطريقة تحفظ كرامة ابن المخيم ولا تشعره بأي انتقاص لكرامته الإنسانية، حيث يقدم المطبخ 300 وجبة طازجة يوميا لعائلات تسكن في مخيم برج البراجنة وتجمع سعيد غواش في بيروت ومخيم مار الياس، وسيصل عدد الوجبات الموزعة مع نهاية شهر رمضان إلى 10000 حصة بمعدل 900 شخص مستفيد يوميا من هذه الوجبات.
ويسعى المشرفون على المطبخ بتعميم هذه التجربة على اكثر من مخيم لما لها من آثار ايجابية في التخفيف من معاناة العائلات الفقيرة.
ويعتبر أبو الفوز أحد أبناء مخيم برج البراجنة أن مشروع المطبخ الرمضاني من أهم المشاريع التي دشنت في المخيم، مؤكدا أن ما يقدمه المطبخ يخفف من المعاناة اليومية التي يعيشها أبناء المخيمات في لبنان في ظل الحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
وفي آخر دراسة أجريت حول وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أظهرت الأرقام أن 38% من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان يتمتعون بالأمن الغذائي، فيما يعاني 38% من انعدام الأمن الغذائي المتوسط و24% من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهناك نسبة مقلقة تبلغ 27% من الأطفال بين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان الذين يعيشون في أسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وتبين أن اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا هم أكثر عرضة للخطر، حيث يتمتع 6% فقط بالأمن الغذائي، ويعاني 63% منهم من انعدام الامن الغذائي الحاد.
ويشير المستفيدون من الوجبات الرمضانية إلى أن الطريقة التي يصل فيها الطعام إلى بيوتنا فيها الكثير من الإنسانية وروح التكافل، بعكس بعض المؤسسات الأخرى التي تدفع الفقراء من أهل المخيمات للذهاب إلى مكان التوزيع والتعامل معهم بفوقية وبأسلوب يفتقد إلى الترابط الوطني.
وحول فكرة إنشاء مطبخ رمضاني، يقول المشرف على المشروع أحمد اسكندر "بدأت الفكرة منذ سنتين تقريبا، حيث كنا نحضر وجبات في أحد بيوت مخيم برج البراجنة وتوزعها جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية على بعض العائلات المعوزة."
ولفت إلى أن مشروعا قدم لمؤسسة أطباء بلا حدود لتجهيز مطبخ عصري يقدم الوجبات الطازجة يوميا خلال شهر رمضان وأسبوعيا على مدار السنة.
ويشير اسكندر إلى أنهم حصلوا على دعم مادي ولوجستي من سفارة دولة فلسطين وقيادة حركة "فتح" في لبنان للمضي بمشروع المطبخ الرمضاني.
ويعيش في مخيم برج البراجنة حوالي 25000 لاجئ وهو أكبر مخيمات بيروت، يقع على الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي، ويعاني المخيم من عدة مشاكل أهمها البنية التحتية ومياه الشرب المالحة، إضافة إلى مشكلة تمديد شبكة الكهرباء التي أدت إلى وفاة أكثر من عشرة أشخاص خلال الفترة الماضية.