الإعاقة تقف عاجزة أمام إرادة ذوي الاحتياجات الخاصة
خلود عودة خلال مشاركتها بمهرجان الإبداع لذوي الإعاقة في بيت لحم
عنان شحادة
بأناملها التي لا تقوى على تحريكها، استطاعت خلود عودة أن ترسم لوحات جميلة مكّنتها من تبوء مكانة بين الكبار، والفوز بجائزة في إطار مهرجان فلسطين الثاني للإبداع للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أقيم اليوم الخميس، في بيت لحم.
تجلس عودة، ابنة الثمانية وعشرين ربيعا، والتي تقطن قرية العبيات شرق بيت لحم، على كرسي متحرك، فهي مصابة منذ ولادتها بشلل في القدمين واليدين، لكنها تتسلح بإرادة قوية صلبة نحو حياة أفضل، رغم ما تمر به من ظروف صعبة.
قالت عودة والابتسامة لا تكاد تفارق محياها: "لم أقف يوما عاجزة أمام الإعاقة، بل كانت الإعاقة عاجزة أمامي من خلال إرادتي الصلبة. تحديت الإعاقة وأخذت أشق طريقي نحو الإبداع، والحمد لله نجحت في ذلك بفضل من الله ومساعدة أسرتي التي تقف إلى جانبي وتشجعني في موهبتي التي عشقتها منذ طفولتي".
وتابعت، "الظروف التي أحاطت بي في صغري أجّلت الانطلاقة لإظهار موهبتي الحقيقية في الرسم، كان ذلك منذ ست سنوات، لكن رغم ذلك أنا الآن أمضي قدما وبكل ثقة نحو الأفضل".
لم تخف عودة امتعاضها من عدم إعطاء اهتمام أكبر لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت: "هناك بعض الاهتمام، لكن هذا لا يكفي، وبالتالي يوجد في مجتمعنا العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية ذات الاختصاص عليها التكاتف معا لتقديم ما هو مطلوب لهم، لأنهم (ذوي الاحتياجات الخاصة) يشكلون فئة من المجتمع قادرة على المساهمة في بناء لبنات دولتنا العتيدة القادمة".
وليس بعيدا عن الرسومات، يقف ميشيل قمصية في العقد السادس من العمر، ويسكن مدينة بيت ساحور، إلى جانب إبداعاته التي حفرها على خشب الزيتون، فكان له هو الآخر نصيب من الجوائز التي وزعت على المبدعين.
وقال قمصية، "بعد أن أنهيت خدمتي من عملي في مشغل للأطراف الصناعية، وجدت نفسي مضطرا لأن ألجأ إلى مهنة أعتاش وأعيل أسرتي منها، فكان الحفر على الخشب، الهواية المفضلة لي منذ صغري، لكن لم أدخل مجالها إلا متأخرا".
وأضاف، "منذ ست سنوات قمت بفتح مشغل صغير لحفر الخشب، وعمل مجسمات صلبان، ودروع، وخارطة فلسطين، ومزهريات، وأشكال مختلفة نالت إعجاب واهتمام الكثير من أصحاب محلات بيع التحف الشرقية وغيرها.
وأشار قمصية إلى أن إبداعاته وزملاءه تتوج الآن، وفي هذا المهرجان، مؤكدا أن عرض كل إبداعات أصحاب الإعاقة دلالة واضحة ورسالة للعالم بأننا أصحاب حق ولدينا الإرادة القوية الصلبة، ونحن جزء لا يتجزأ وفعال في المجتمع الفلسطيني.
وشارك في المهرجان، الذي احتضنه قاعة الفينيق في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ومدير التربية والتعليم سامي مروة، وممثلون عن المؤسسات الحكومية والأهلية والأجهزة الأمنية وذوي المعاقين.
وقالت المصري، "هناك تنوع في الإبداعات لذوي الإعاقة في ميادين مختلفة"، مؤكدة أن "إحياء الفعاليات يدلل على روح الإرادة والإبداع لأبناء شعبنا".
وشددت المصري على ضرورة تسليط الضوء على مطالب وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تتجلى في الخدمات التعليمية، والصحية، وخدمات الحماية والرعاية.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى إنجازات الوزارة المتمثلة بمأسسة المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يضم المؤسسات الحكومية الصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، والمؤسسات المعنية بمجال حقوق لإنسان والمجتمع المدني، آملة بأن تكون هذه المأسسة ثابتة ولها بعد إستراتيجي في العمل باعتبارها خيار الشراكة والرؤية الشمولية لحقوق وتقديم الخدمات.
وقالت المصري إن الوزارة تقدم مساعدات نقدية لـ93 ألف أسرة، 20% منها فيها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبه، نقل حمايل تحيات الرئيس محمود عباس للمشاركين والحضور، مؤكدا لهم أن القيادة تقف دائما إلى جانب حقوق ذوي الإعاقة، وتولي الاهتمام بهذه الشريحة التي تشكل مكونا أساسيا لمقومات المجتمع الفلسطيني.
وأكد حمايل أن هذه الشريحة، رغم الإعاقة، إلا أن لديها القدرة على الإبداع والعطاء والتحدي.
وتخلل المهرجان تقديم فقرات فنية وغنائية ودبكة شعبية وسكتشات مسرحية. كما تم تكريم الفائزين والمشاركين والمساهمين.
بأناملها التي لا تقوى على تحريكها، استطاعت خلود عودة أن ترسم لوحات جميلة مكّنتها من تبوء مكانة بين الكبار، والفوز بجائزة في إطار مهرجان فلسطين الثاني للإبداع للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أقيم اليوم الخميس، في بيت لحم.
تجلس عودة، ابنة الثمانية وعشرين ربيعا، والتي تقطن قرية العبيات شرق بيت لحم، على كرسي متحرك، فهي مصابة منذ ولادتها بشلل في القدمين واليدين، لكنها تتسلح بإرادة قوية صلبة نحو حياة أفضل، رغم ما تمر به من ظروف صعبة.
قالت عودة والابتسامة لا تكاد تفارق محياها: "لم أقف يوما عاجزة أمام الإعاقة، بل كانت الإعاقة عاجزة أمامي من خلال إرادتي الصلبة. تحديت الإعاقة وأخذت أشق طريقي نحو الإبداع، والحمد لله نجحت في ذلك بفضل من الله ومساعدة أسرتي التي تقف إلى جانبي وتشجعني في موهبتي التي عشقتها منذ طفولتي".
وتابعت، "الظروف التي أحاطت بي في صغري أجّلت الانطلاقة لإظهار موهبتي الحقيقية في الرسم، كان ذلك منذ ست سنوات، لكن رغم ذلك أنا الآن أمضي قدما وبكل ثقة نحو الأفضل".
لم تخف عودة امتعاضها من عدم إعطاء اهتمام أكبر لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت: "هناك بعض الاهتمام، لكن هذا لا يكفي، وبالتالي يوجد في مجتمعنا العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية ذات الاختصاص عليها التكاتف معا لتقديم ما هو مطلوب لهم، لأنهم (ذوي الاحتياجات الخاصة) يشكلون فئة من المجتمع قادرة على المساهمة في بناء لبنات دولتنا العتيدة القادمة".
وليس بعيدا عن الرسومات، يقف ميشيل قمصية في العقد السادس من العمر، ويسكن مدينة بيت ساحور، إلى جانب إبداعاته التي حفرها على خشب الزيتون، فكان له هو الآخر نصيب من الجوائز التي وزعت على المبدعين.
وقال قمصية، "بعد أن أنهيت خدمتي من عملي في مشغل للأطراف الصناعية، وجدت نفسي مضطرا لأن ألجأ إلى مهنة أعتاش وأعيل أسرتي منها، فكان الحفر على الخشب، الهواية المفضلة لي منذ صغري، لكن لم أدخل مجالها إلا متأخرا".
وأضاف، "منذ ست سنوات قمت بفتح مشغل صغير لحفر الخشب، وعمل مجسمات صلبان، ودروع، وخارطة فلسطين، ومزهريات، وأشكال مختلفة نالت إعجاب واهتمام الكثير من أصحاب محلات بيع التحف الشرقية وغيرها.
وأشار قمصية إلى أن إبداعاته وزملاءه تتوج الآن، وفي هذا المهرجان، مؤكدا أن عرض كل إبداعات أصحاب الإعاقة دلالة واضحة ورسالة للعالم بأننا أصحاب حق ولدينا الإرادة القوية الصلبة، ونحن جزء لا يتجزأ وفعال في المجتمع الفلسطيني.
وشارك في المهرجان، الذي احتضنه قاعة الفينيق في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ومدير التربية والتعليم سامي مروة، وممثلون عن المؤسسات الحكومية والأهلية والأجهزة الأمنية وذوي المعاقين.
وقالت المصري، "هناك تنوع في الإبداعات لذوي الإعاقة في ميادين مختلفة"، مؤكدة أن "إحياء الفعاليات يدلل على روح الإرادة والإبداع لأبناء شعبنا".
وشددت المصري على ضرورة تسليط الضوء على مطالب وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تتجلى في الخدمات التعليمية، والصحية، وخدمات الحماية والرعاية.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى إنجازات الوزارة المتمثلة بمأسسة المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يضم المؤسسات الحكومية الصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، والمؤسسات المعنية بمجال حقوق لإنسان والمجتمع المدني، آملة بأن تكون هذه المأسسة ثابتة ولها بعد إستراتيجي في العمل باعتبارها خيار الشراكة والرؤية الشمولية لحقوق وتقديم الخدمات.
وقالت المصري إن الوزارة تقدم مساعدات نقدية لـ93 ألف أسرة، 20% منها فيها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبه، نقل حمايل تحيات الرئيس محمود عباس للمشاركين والحضور، مؤكدا لهم أن القيادة تقف دائما إلى جانب حقوق ذوي الإعاقة، وتولي الاهتمام بهذه الشريحة التي تشكل مكونا أساسيا لمقومات المجتمع الفلسطيني.
وأكد حمايل أن هذه الشريحة، رغم الإعاقة، إلا أن لديها القدرة على الإبداع والعطاء والتحدي.
وتخلل المهرجان تقديم فقرات فنية وغنائية ودبكة شعبية وسكتشات مسرحية. كما تم تكريم الفائزين والمشاركين والمساهمين.