روان الأسعد.. الصعود نحو "الملكة"
يامن نوباني
في بيت يعبق بالكتب الفكرية والفلسفية والمعرفة والفن، قديمها وحديثها، وخزائن خشبية معلقة على الجدران تحمل فوق رفوفها تحفا فنية وأواني تراثية نحاسية، زوايا وأعمدة تزينها لوحات من الفن التشكيلي الواقعي والتجريدي، كبرت روان، ومعها حلمها في أن تحقق يوما انجازا فلسطينيا وطنيا تفخر به، ويفخر بها الوطن.
روان سامي الأسعد، خريجة الفنون الجميلة، المولودة عام 1987، وتعيش في مخيم قلنديا، بعد هجرة عائلتها عام 1948 من قرية بيت محسير غرب القدس، عملت لسنوات في القطاع الخاص، قبل أن تعمل فنانة في العامين الماضيين، وتمضي جهدها، ووقتها وامكانياتها في خدمة الفن التشكيلي الفلسطيني، وذلك باهتمامها بالشبان المنسيين في فنهم، وتعمل الأسعد على الوصول بهم إلى تعزيز مكانتهم في المجتمع والخارج، وذلك عبر عدة مشاريع ودورات، تحاول توفير العمل والمال للفنان، لتمكنه من أن يكون.
تبين الأسعد أن الملكة، برنامج ثقافي اجتماعي نسائي يعمل ضمن سلسلة مشاريع حملة المرأة العربية التي تعمل، تحت مظلة جامعة الدول العربية، ويبحث عن ملكة المجتمع والعمل الابداعي، وعن مشروع فريد من نوعه، ومهم وجوده في مجتمعنا العربي، يبث برنامج "الملكة" حاليا على أكثر من 30 فضائية عربية ببث عربي مشترك وموحد، كما قالت إحدى منافساتي في البرنامج "البرنامج جمعنا في وقت فيه تفرقنا".
وتضيف الأسعد: 30 الف مشتركة، ينتمين لكافة بلدان الوطن العربي تقدمن في المراحل الأولى للبرنامج، حملن معهن مشاريعهن المستقبلية، التي من شأنها أن تغير في المجتمعات، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلدان العربية.
تتابع: تأهل للمرحلة الأولى 40 متسابقة من أصل 30 ألف، سيشاركن في مرحلة القصر الملكي في مصر، ثم سيتم اختيار 11 متسابقة للمرحلة الأخيرة، وهي مرحلة الملكة، والتي ستقام في بيروت، إلى جانب وصيفتين للملكة، والتي يحمل لقبها أبعاد عديدة، أهمهما: اقامة مشروعها على أرض الواقع، ومساعدة المرأة العربية في حملتها الانسانية، وهو ما يساهم في تعزيز طموح كل امرأة عربية تحلم في ترك بصمة ايجابية خاصة بها.
دخلت روان منافسات الملكة بفضل مشروعها الذي يحمل اسم "كنفساتي"، وتقول: كنفساتي هو مشروع حياتي، وهو إلى الآن موقع الكتروني يسوق الفن الفلسطيني، ويعمل على حل مشكلتين، الأولى بطالة الفنان التشكيلي، وعدم اعتبار مهنته مهنة، تمكن صاحبها من تأمين لقمة العيش، وأيضا ارجاع الفن الفلسطيني إلى مكانه، وهو المجتمع كامل بكل طبقاته وقدراته المادية، والذي ابتعدت أفكاره في الآونة الأخيرة عن المجتمع، وأسعاره التي لم تعد بمتناول الجميع، بينما الفن ليس مجرد لوحة تعلق، بل قصة، وقضية، ورواية، وذكرى.
وتشير إلى أن الخطط المستقبلية لكنفساتي واسعة فهو مبادرة مستقلة تعمل في مجال الإبداع على أسس تكاملية مع فئات مجتمعية متنوعة، خاصة الأطفال والشباب والنساء، من أجل بناء إنسان متميز حر ومبدع، وثقافة فلسطينية حيوية، بأفق إنساني تشاركي، عبر برامج تحفّز الابداع، وتشكل نماذج ملهمةً تتميز بالعطاء، والشفافية، والإتقان.
يهدف مشروع كنفساتي لتشغيل أكثر من أربعة آلاف فنان وفنانة فلسطينيين شباب تحت عمر الـ 30 ممن لم يحظوا بالفرص إلى الآن، وهنا أيضا أضيف حول أهمية الفن في المجتمع، ألا تملك لوحة في بيتك؟ من منا لم يعلق في بيته صورة الطفل الباكي التي عنت لنا الكثير عن قضيتنا وحياتنا. كما أن أحد مشاريع "كنفساتي" قريبة الأمد توظيف الفن في شرح جميع قضايا المجتمع، خطاب ريشة ورسمة لعين الرائي.
تطمح الأسعد من خلال مشاركتها في الملكة، بتوضيح أهمية الفن لكل قضية في العالم، وادخال مسمى "فنان" للفنان التشكيلي من خلال وزارة العمل الفلسطينية، ومد أحلام من يطمحون للوصول، وايصال رسالة لهم أن على الحلم أن يظل حيا ما دام الامل موجودا.
وتسعى الأسعد إلى فوز فلسطين بأول لقب من نوعه في الوطن العربي، وهو ملكة المسؤولية الاجتماعي. وتتلقى دعما معنويا من قبل وزارة الثقافة ووزارة الاعلام.
وتنهي الأسعد حديثها بالقول: تربيت على يد أم تهتم بالتراث، علمتني كيف أكون ايجابية تجاه مجتمعي ووطني، وأب يعمل طبيب عظام، أضاف لشخصيتي القوة، ومثلي الأعلى هو جدتي التي كانت تحيك وتنسج العلم الفلسطيني في الليل خلال الانتفاضة الأولى، وتخبئه بين حجارة "السلاسل" خلال المناسبات الوطنية.