اسرائيل تصارع لمنع التصويت في اليونسكو على قرار يرفض وجود صلة لليهود بالحرم القدسي
كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، اليوم الاحد، ان مسألة ارتباط الشعب اليهودي بجبل الهيكل (الحرم القدسي) يصل مرة اخرى الى الأمم المتحدة، حيث عملت وزارة الخارجية والسفارات الاسرائيلية في العالم، على احباط مشروع قرار فلسطيني – اردني في اليونسكو، يتنكر لارتباط الشعب اليهودي بجبل الهيكل، ويتهم اسرائيل بالمس بالمقدسات الاسلامية.
ومن المقرر طرح مشروع القرار للتصويت في لجنة الميراث العالمي في اليونسكو، التي تضم ممثلين عن 21 دولة، هي اذربيجان، بوركينا فاسو، كوبا، فنلندا، اندونيسيا، كرواتيا، جمايكا، كازخستان، الكويت، لبنان، البيرو، الفلبين، البرتغال، كوريا الجنوبية، تونس، تركيا، تنزانيا، فيتنام وزيمبابوي. وتمارس اسرائيل ضغوط كبيرة على هذه الدول في محاولة لمنع تكرار الاهانة التي حدثت في نيسان، حين حددت ادارة اليونسكو بأنه لا يوجد ارتباط ديني لإسرائيل بالحرم القدسي والحائط الغربي (حائط البراق).
وتشمل مسودة القرار الفلسطيني –الأردني، عدة تحديدات اشكالية جدا بالنسبة لإسرائيل، من بينها اعادة الحرم القدسي والمسجد الاقصى الى الوضع الراهن التاريخي – مصطلح جديد يعني العودة الى الوضع الذي ساد قبل حرب الأيام الستة، خلافا لوثائق سابقة جرى فيها الحديث عن الوضع الراهن الذي سبق الانتفاضة الثانية.
ويحاول الفلسطينيون في مشروع القرار شطب أي وجود يهودي في الحرم القدسي، ويتعاملون مع الحرم كله كموقع اسلامي مقدس يعتبر الحائط الغربي جزء منه. ويشار الى ان اليونسكو افشلت محاولة مماثلة في اكتوبر 2015.
وعلى امتداد الوثيقة يجري التطرق الى اسرائيل كقوة محتلة، وتم تكرار مقولة ان اسرائيل تخرق المعاهدات الدولية، بما في ذلك معاهدة جنيف ومعاهدة لاهاي. وحسب الادعاء فان اسرائيل تسبب الضرر للمباني التاريخية في المكان، بما في ذلك الأبواب والشبابيك والكراميكا، وتمنع مشاريع الترميم والاصلاح التي يبادر اليها الأردن. وحسب جهات اسرائيلية، فان الوثيقة تشكل محاولة لإعداد لائحة اتهام ضد اسرائيل لتقديمها في الوقت المناسب الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بسبب اعمالها في الحرم.
وقال سفير إسرائيل لدى اليونسكو، كرمل شاما هكوهين، ان “من اعتقد بان الفلسطينيين سيستيقظون بعد الانتقاد الذي وجهته اسرائيل ويهود العالم والندم الذي اعرب عنه رؤساء حكومات ووزراء خارجية من كل العالم على القرار السابق، يفهم اليوم ان عليه الاستيقاظ واستيعاب الواقع المركب. لقد ركزنا جهودنا الدبلوماسية، لكن التصويت سيكون سريا، واللعبة معروفة: يوجد للفلسطينيين اغلبية تلقائية تقريبا”.
وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان”الوثيقة التي تم تقديمها الى اليونسكو تعتبر محاولة شريرة وكاذبة للمس بارتباط شعب اسرائيل بعاصمته. المقصود نص مغرض يمتلئ بالأكاذيب، وكلنا امل بأن لايحظى بالدعم من قبل الدول الحضارية. القدس هي العاصمة الأبدية لشعب إسرائيل فقط”.