كل عام وصمودنا بخير
علــى هــذه الأرض، أرضنــا فلســطين، نصمــد ونواصل هــذا الصمود، وســيلتنا الأجدى لدحــر مخططات الاحتلال الاســرائيلي، بسياســاتها العنيفة، وغاياتها الاســتيطانية القبيحــة، الهادفــة الى كســر معنوياتنا، وقتــل تطلعاتنا، وتعميم اليأس في نفوســنا، لكنه الصمود، صمودنا الذي كان ومــا زال وســيبقى أبــدا، هــو الــذي يجعــل من هذه المخططات محض عبث عنصري، يتشبث الاحتلال به على وهم انه قادر على حرف مسيرة التاريخ وشطب حتميته.
وبرغــم حــراب الاحتلال التــي لا تزال فــي خواصرنا، وما تســببه لنــا من جــراح وألــم وحياة صعبــة، فاننــا وبروح التحــدي والصمود، وانحيازا للحيــاة وانتصارا لها، لا نفوت مناســبة الأعيــاد المباركــة، كلما حلت برحمــة االله تعالى بيننــا، لا نفوتهــا دونما ابتهاج وفرح، هو فــي الواقع وفي كتاب التحديات الفلســطيني، ابتهــاج وفرح التطلع والأمل والايمان معا، ان حياتنا المقبلة ستكون ولا شك حياة الحرية والاستقلال.
نعود أضرحة الشهداء البررة، ونبعث برسائل الأمل لأسرنا البواسل، والتمنيات لجرحانا بالشفاء العاجل، نصل الرحم، ونحتفــي بزهو أطفالنا بملابســهم الجديــدة، نخبز كعك العيــد، ونتبادل الزيــارات الحميمية مع الأقــارب والجيران والأصدقاء ولسان حالنا كل عام ونحن بخير، ومن العائدين لهذا اليوم المبارك باذن االله تعالى.
لأننا صامدون هذه هي حالنا، وهذا هو موقفنا في الحياة، وســلوكنا فيها، هكــذا نعيشــها، نتحدى جحيــم الاحتلال البغيــض، لنفتــح مزيدا من طاقات الأمــل، لا في كل عيد فحسب، وانما مع شمس كل يوم جديد ايضا. كل عام اذا وشعبنا بصموده وتطلعاته بألف خير، كل عام ومشروعنا الوطني بقيادته الشجاعة والحكيمة، بألف خير، كل عام وفلســطين أبهى وأجمل، بوحدة ابنائها، وسلامة خطاهم على طريق الحرية، وصولا الى عيد الاســتقلال، براياته ترفرف على أسوار القدس ومآذنها وأبراج كنائسها، عاصمة لدولتها الفلسطينية الحرة، وأيقونة للسلام والأمن والاستقرار.
كل عــام وفلســطين في خطــاب الحق والســلام، خطاب الارادة الحــرة، والقــرار الوطني المســتقل، اوضــح وابلغ وأقوى، يحمله الرئيس أبو مازن الى العالم أجمع، ويكرس حضــوره بمصداقية جراح شــعبنا ومعاناته التي طالت ولا بد ان تنتهي. هكذا نحتفي بأعيادنا المباركة، وعيد الفطر تحديدا، بحكمة االله تعالــى ورحمته، يحمل لنا هــذا المعنى البليغ، أن بعد كل صبر وجوع ومشقة، فرج وفرح ويسر وابتهاج، والحمد والشكر للعزيز الحكيم، وهو يمن علينا بحنو هذا المعنى وجزالته، ســنفطر اذا ولا شك في يوم قادم لا محالة على الحرية والاســتقلال، ليكون عيد فلسطين الذي سيحتفي به العالم اجمع.
كتب رئيس تحرير الحياة الجديدة