"شهداء التوجيهي" حاضرون في تهنئة زملائهم
16 طالبا وطالبة نحجوا في شهادة الوطن واختباراته الصعبة
يامن نوباني
منذ الصباح ينتظر علي زغلوان شقيق الشهيد محمد زغلوان، من قرية قريوت جنوب نابلس، والذي استشهد برصاص الاحتلال قرب مستوطنة "عيلي" على الطريق الواصل بين نابلس ورام الله، صدور نتائج الثانوية العامة "التوجيهي"، ليقوم بتهنئة أصدقاء شقيقه، الذين كان من المفترض أن يكون اسم محمد من بينهم، خاصة وأنه عُرف بتفوقه واجتهاده الكبيرين.
ويعرف يوم صدور نتائج التوجيهي، بيوم الانتظار الطويل، والخطوة الأولى نحو تحقيق طموح عشرات آلاف الطلبة الذين أمضوا اثني عشر عاما على مقاعد الدراسة، بعضهم يصاب بالخيبة نتيجة لعدم حصوله على علامة تمناها أو عدم حصوله على النجاح، والبعض يعتبر اليوم هو تاريخ ميلاده، وخط سيره في الحياة والعمل والبناء.. بينما يجد أهل الشهداء وأقاربهم أنفسهم فخورين بالشهادات التي حصل عليها أبناؤهم عند خالقهم والوطن، كما أنهم يشعرون بالفرح لنجاح الأصدقاء والمقربين من شهدائهم، دون إخفاء حلمهم وغصتهم بأن يرووا أبناءهم من الناجحين والساعين للعلم وبيوتهم عامرة بالزغاريد والتهاني.
وقال علي لـ "وفا": باركت نيابة عن أخي كافة أصدقائه الذين نجحوا في التوجيهي، والذين لم تنقطع علاقتهم بنا كأهل الشهيد، بل ازدادت قربا، ولم ينقطع أصدقاء الشهيد عن زيارة بيتنا والاطمئنان على أحوالنا، وتذكر محمد الذي افتخرنا اليوم أكثر بشهادته عند رب العالمين، وسنقوم بزيارة تهنئة لكل أصدقائه الذين نجحوا.
وتابع شقيق الشهيد: كان محمد يحلم بأن يصبح مهندسا، دخل الفرع العلمي وكان محبا للعلم، ومن المجتهدين والأوائل في صفه، كما أنه كان رياضيا، ويمارس لعب كرة الطائرة وكرة القدم، ويعشق المشي والخروج مع أصدقائه.
أسامة أبو الرب، صديق الشهيد أحمد أبو الرب، والذي استشهد برصاص جنود الاحتلال على درجات باب العامود في القدس، يقول أن حلم الشهيد أحمد كان دراسة التصوير الطبي "الأشعة"، لأن علاقته كانت قوية جدا بشقيقته التي تدرس التخصص في جامعة النجاح الوطنية.
وأضاف أسامة، وعد أحمد والدته أن يجتهد أكثر ويحسن مع علاماته للوصول إلى هذا اليوم، الذي تصدر فيه النتائج وترى معدل ابنها وترفع رأسها به، لكن اليوم جاء وأحمد شهيد، وعائلته لم تنس أصدقاءه الذين نجحوا في التوجيهي وستقوم بالمباركة والتهنئة لهم.
ستة عشر ناجحا في شهادة الوطن، واختباراته الصعبة، حيث الاستشهاد طريق التفوق والعلو، ودرب الذين عرفوا من أين تُسلك طريق الفوز الأعظم، ستة عشر شابا وشابة من طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" قضوا نحبهم شهداء، تاركين وراءهم أصدقاء وطموحات وغصة في قلوب أهاليهم وأحبتهم الذين انتظروا هذا اليوم، ليهنئوهم بالنجاح، لكن رصاص الاحتلال المجرم عاجلهم وحرمهم فرصة أن يكونوا عنوان الفرح لعائلاتهم وبيوتهم في هذه المناسبة.
والشهداء الستة عشر، الذين لم يخوضوا امتحانات التوجيهي، هم:
مصطفى عادل الخطيب- القدس، دانية جهاد ارشيد- الخليل، أحمد عوض أبو الرب- قباطية/ جنين، أحمد محمد كميل- قباطية/ جنين، نور الدين سباعنة- قباطية/ جنين، أشرقت طه القطناني- مخيم عسكر/ نابلس، عدنان عايد المشني- الخليل، محمد نبيل حلبية- أبو ديس/ القدس، كلزار العويوي- الخليل، محمود محمد عيسى شلالدة- سعير/ الخليل، محمد هاشم زغلوان- قريوت/ نابلس، لبيب خلدون عازم- قريوت/ نابلس، أحمد يونس الكوازبة- سعير/ الخليل، أحمد سامي إسماعيل عامر- مسحة/ سلفيت، يوسف وليد الطرايرة- بني نعيم/ الخليل، سوسن منصور- بدو/ القدس.
وبحسب وزارة الأسرى والمحررين، فإن عشرين من طلبة الثانوية العامة ممن اعتقلوا في الفترة الماضية، يقبعون خلف قضبان سجون الاحتلال.