الصيد في بحر غزة.. دراما حية لفيلم مرعب!!
زرق استهدفته بحرية الاحتلال
وفا- روى الصياد الفتى محمد بكر، ( 17 عاماً)، جانباً من معاناتهم اليومية كصياديين، يعملون في بحر مدينة غزة، وكأنها "فيلم رعب" من إنتاج وإخراج وبطولة قوات البحرية الإسرائيلية، غير أنهم، هم الممثلون رغماً عنهم ودون إرادتهم.
وروى محمد وهو أكبر إخوته التسعة، بعضاً من أحداث هذا الفيلم، ومنها اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لابن عمه وعمهما واحتجاز قارب الصيد الذي تملكه العائلة، بالقول: "كان الماء يتراشق على وجهي بفعل الرصاص. لقد أخذ الجنود في الصراخ علينا كي نخلع ملابسنا، وكان علينا أن نقفز في الماء ونسبح باتجاه الزورق الحربي الإسرائيلي واحداً تلو الآخر".
محمد وسام لطفي بكر، ينحدر من عائلة تمتهن الصيد وتسكن في حي الرمال بقطاع غزة، وبدأ العمل في مهنة الصيد مستخدماً قارب الصيد الخاص بوالده منذ أن كان في السابعة من عمره.
وعند استرجاعه لما حدث له وابن عمه وعمهما، استشعر بكر الخوف الذي شعر به عند بداية الهجوم والاعتقال وما تبعه من احتجاز لهم، حيث حدث ذلك في الصباح الباكر من العاشر من نوفمبر.
وكأي يوم يكون الجو فيه صحواً، انطلق كل من محمد، وابن عمه عبد القادر وائل بكر، (17 عاماً)، وعمهما عرفات لطفي بكر،( 28 عاماً)، للاصطياد قبالة شاطئ غزة عند الساعة 03:00 تقريباً. وعند الساعة 03:30 تقريباً وعلى بعد ميلين بحريين في عرض البحر، اقترب فجأة زورق حربي إسرائيلي من القارب. شرع جنود الاحتلال في إطلاق النار بالقرب من قارب الصيد دون سابق إنذار حيث "كانت المياه تتراشق على وجهي. ثم بدؤوا يصرخون علينا بأن نخلع ملابسنا، ونقفز في مياه البحر، ونسبح باتجاههم واحداً تلو الآخر.
وفي رواية محمد "قفز عمه عرفات أولاً، وقد رأى محمد عمه عندما سحبه جنود الاحتلال على متن الزورق الإسرائيلي، ثم تبعه ابن عمه عبد القادر، ثم تبعتهم أنا، لقد قام جنود الاحتلال بتقييدنا بواسطة أشرطة بلاستيكية، ثم قاموا بعصب عيني عرفات. كان هنالك خمسة جنود على الأقل، وكانوا يركلونني وابن عمي على أيدينا وأرجلنا، وأنا متأكد من أنهم عاملوا عمي بقسوة أكبر، ولكن لم يتسن لي رؤيته لأنهم أخذوه بعيداً عن الأنظار".
وواصل محمد سرده لبعضاً من دراما فيلم الرعب الحي, "لقد تم اعتقال ثلاثتهم في ميناء اسدود، وبقوا معصوبي الأعين، كان المكان قذراً، وكنت أريد أن أذهب إلى المرحاض. بعد ذلك، قاموا بنقلي إلى منطقة مفتوحة بحيث كان بإمكان الجميع رؤيتي، ولم يكن هنالك مرحاض لأذهب إليه".
وفي متابعته لهذه القضية، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقرير خاص له،" تم نقل محمد وعبد القادر إلى معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، في حوالي الساعة 12:00 ظهراً، حيث تم احتجازهما هناك وخضعا للتحقيق حتى الساعة 10:30 مساءً. وبعد انتهاء التحقيق، قام جنود الاحتلال بالاتصال بوالد محمد وجده لإعلامهما بالإفراج عن محمد وابن عمه، حيث كان كل من والد محمد وجده بانتظار سماع أخبار عنهما منذ الظهيرة، عندما علما من صياد آخر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلتهما. لقد سمع الوالد والجد صوت إطلاق نيران عندما كانا يؤديان صلاة الفجر في المسجد، وقد علما لاحقاً بأن صوت النيران كان ناجماً عن اعتداء قوات الاحتلال على محمد، وعبد القادر، وعرفات".
لم يكف محمد عن التفكير في عمه، الذي لا يزال محتجزاً لدى قوات الاحتلال، ويقول: "لقد اعتدت أنا وعرفات على الإبحار والصيد معاً، وأنا قلق جداً بشأنه، حتى أن جنود الاحتلال قد قالوا لي: لقد اعتدت على الصيد دوماً مع عرفات. أشعر بالخوف عليه بسبب معاملتهم القاسية له".
وفي اليوم الذي وقع فيه الاعتداء، قامت قوات الاحتلال بمصادرة قارب الصيد الخاص بالعائلة، بما في ذلك المحرك وشبكة الصيد.
حصل والد محمد على القارب من أبيه، وهو يعد مصدر الرزق الذي تعتمد عليه عائلتهم الممتدة، يقول محمد الذي واصل حديثه :"لا نملك مالاً لشراء قارب صيد جديد ومحرك وشبكة صيد، فقد يكلفنا الأمر 64000 شيكل تقريباً" وبعد أن صادرت قوات الاحتلال القارب، فقد محمد والكثير من أفراد عائلته مصدر دخلهم الوحيد.
محمد الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي ويعد الآن لامتحانات التوجيهي يقول: "يتلقى جميع زملائي في الفصل الدروس الخاصة التي تكلف المال الذي لا تمتلكه أسرتي". لقد أصبح من المستحيل بالنسبة لمحمد الآن أن يلتحق بالدروس الخاصة لا سيما بعد أن فقدت أسرته مصدر دخلها الوحيد.
يؤثر العنف الذي تمارسه البحرية الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين على محمد وأسرته: "في العام الماضي، هاجمت البحرية الإسرائيلية ابن عمي محمد منصور بكر بينما كان يصطاد في البحر. أطلق الجنود النار عليه وقتلوه. هؤلاء ليست لديهم رحمة. بعد ذلك الحادث، توقفنا عن الصيد لفترة قصيرة ولكنه لم يمكن لدينا من خيار آخر سوى العودة إلى عملنا. يهاجمنا الجنود كثيراً ويضايقوننا. في شهر رمضان من هذا العام، طاردونا وقاموا بمضايقتنا سبع مرات. يبدو أنهم يريدون مضايقتنا في هذا الشهر المقدس بالنسبة لنا. كثيراً ما أفكر بإمكانية التعرض للخطر أثناء وجودي في البحر. الجميع لديهم نفس المخاوف في البحر. الأمر يشبه كما لو أنك تشاهد فيلماً مرعباً" يقول محمد.
محمد وأسرته ليس لديهم من خيار سوى مواصلة الصيد وفق ما يذكر متابعاً: "لا يوجد عمل آخر لنا. أين يمكننا أن نعمل في غزة؟ على الرغم من أن عملنا خطير للغاية، إلا أنه ليس لدينا من خيار سوى العودة إلى البحر لأننا بحاجة إلى المال. إذا حصلنا على قارب آخر، فسوف أعود للصيد".
وبين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أنه في السنوات الأخيرة فرضت إسرائيل المزيد من القيود على المساحة المسموح للصيادين الفلسطينيين بممارسة نشاط الصيد البحري فيها حيث تبلغ مساحة الصيد المسموح فيها الآن ثلاثة أميال بحرية، إلا أن البحرية الإسرائيلية تنفذ هجمات منتظمة ضد الصيادين الفلسطينيين وتعتقلهم وتقتلهم في بعض الأحيان.
وفي العام الجاري، اعتقلت البحرية الإسرائيلية 32 صياداً فلسطينياً على الأقل، من بينهم 17 صياداً تم اعتقالهم خلال نوفمبر، وأصيب خمسة صيادين في هجمات نفذتها البحرية الإسرائيلية وتمت مصادرة ما لا يقل عن 20 قارب صيد وفق ما ورد في تقرير المركز.
و وفقاً لنقابة الصيادين، لا يستخدم الصيادون في قطاع غزة ما نسبته 60% من قوارب الصيد و22% من حسكات الصيد الموجودة في قطاع غزة بسبب الخطر المرتبط بمهنة الصيد وبسبب انخفاض كميات الأسماك التي يمكن اصطيادها من بحر قطاع غزة.
وروى محمد وهو أكبر إخوته التسعة، بعضاً من أحداث هذا الفيلم، ومنها اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لابن عمه وعمهما واحتجاز قارب الصيد الذي تملكه العائلة، بالقول: "كان الماء يتراشق على وجهي بفعل الرصاص. لقد أخذ الجنود في الصراخ علينا كي نخلع ملابسنا، وكان علينا أن نقفز في الماء ونسبح باتجاه الزورق الحربي الإسرائيلي واحداً تلو الآخر".
محمد وسام لطفي بكر، ينحدر من عائلة تمتهن الصيد وتسكن في حي الرمال بقطاع غزة، وبدأ العمل في مهنة الصيد مستخدماً قارب الصيد الخاص بوالده منذ أن كان في السابعة من عمره.
وعند استرجاعه لما حدث له وابن عمه وعمهما، استشعر بكر الخوف الذي شعر به عند بداية الهجوم والاعتقال وما تبعه من احتجاز لهم، حيث حدث ذلك في الصباح الباكر من العاشر من نوفمبر.
وكأي يوم يكون الجو فيه صحواً، انطلق كل من محمد، وابن عمه عبد القادر وائل بكر، (17 عاماً)، وعمهما عرفات لطفي بكر،( 28 عاماً)، للاصطياد قبالة شاطئ غزة عند الساعة 03:00 تقريباً. وعند الساعة 03:30 تقريباً وعلى بعد ميلين بحريين في عرض البحر، اقترب فجأة زورق حربي إسرائيلي من القارب. شرع جنود الاحتلال في إطلاق النار بالقرب من قارب الصيد دون سابق إنذار حيث "كانت المياه تتراشق على وجهي. ثم بدؤوا يصرخون علينا بأن نخلع ملابسنا، ونقفز في مياه البحر، ونسبح باتجاههم واحداً تلو الآخر.
وفي رواية محمد "قفز عمه عرفات أولاً، وقد رأى محمد عمه عندما سحبه جنود الاحتلال على متن الزورق الإسرائيلي، ثم تبعه ابن عمه عبد القادر، ثم تبعتهم أنا، لقد قام جنود الاحتلال بتقييدنا بواسطة أشرطة بلاستيكية، ثم قاموا بعصب عيني عرفات. كان هنالك خمسة جنود على الأقل، وكانوا يركلونني وابن عمي على أيدينا وأرجلنا، وأنا متأكد من أنهم عاملوا عمي بقسوة أكبر، ولكن لم يتسن لي رؤيته لأنهم أخذوه بعيداً عن الأنظار".
وواصل محمد سرده لبعضاً من دراما فيلم الرعب الحي, "لقد تم اعتقال ثلاثتهم في ميناء اسدود، وبقوا معصوبي الأعين، كان المكان قذراً، وكنت أريد أن أذهب إلى المرحاض. بعد ذلك، قاموا بنقلي إلى منطقة مفتوحة بحيث كان بإمكان الجميع رؤيتي، ولم يكن هنالك مرحاض لأذهب إليه".
وفي متابعته لهذه القضية، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقرير خاص له،" تم نقل محمد وعبد القادر إلى معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، في حوالي الساعة 12:00 ظهراً، حيث تم احتجازهما هناك وخضعا للتحقيق حتى الساعة 10:30 مساءً. وبعد انتهاء التحقيق، قام جنود الاحتلال بالاتصال بوالد محمد وجده لإعلامهما بالإفراج عن محمد وابن عمه، حيث كان كل من والد محمد وجده بانتظار سماع أخبار عنهما منذ الظهيرة، عندما علما من صياد آخر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلتهما. لقد سمع الوالد والجد صوت إطلاق نيران عندما كانا يؤديان صلاة الفجر في المسجد، وقد علما لاحقاً بأن صوت النيران كان ناجماً عن اعتداء قوات الاحتلال على محمد، وعبد القادر، وعرفات".
لم يكف محمد عن التفكير في عمه، الذي لا يزال محتجزاً لدى قوات الاحتلال، ويقول: "لقد اعتدت أنا وعرفات على الإبحار والصيد معاً، وأنا قلق جداً بشأنه، حتى أن جنود الاحتلال قد قالوا لي: لقد اعتدت على الصيد دوماً مع عرفات. أشعر بالخوف عليه بسبب معاملتهم القاسية له".
وفي اليوم الذي وقع فيه الاعتداء، قامت قوات الاحتلال بمصادرة قارب الصيد الخاص بالعائلة، بما في ذلك المحرك وشبكة الصيد.
حصل والد محمد على القارب من أبيه، وهو يعد مصدر الرزق الذي تعتمد عليه عائلتهم الممتدة، يقول محمد الذي واصل حديثه :"لا نملك مالاً لشراء قارب صيد جديد ومحرك وشبكة صيد، فقد يكلفنا الأمر 64000 شيكل تقريباً" وبعد أن صادرت قوات الاحتلال القارب، فقد محمد والكثير من أفراد عائلته مصدر دخلهم الوحيد.
محمد الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي ويعد الآن لامتحانات التوجيهي يقول: "يتلقى جميع زملائي في الفصل الدروس الخاصة التي تكلف المال الذي لا تمتلكه أسرتي". لقد أصبح من المستحيل بالنسبة لمحمد الآن أن يلتحق بالدروس الخاصة لا سيما بعد أن فقدت أسرته مصدر دخلها الوحيد.
يؤثر العنف الذي تمارسه البحرية الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين على محمد وأسرته: "في العام الماضي، هاجمت البحرية الإسرائيلية ابن عمي محمد منصور بكر بينما كان يصطاد في البحر. أطلق الجنود النار عليه وقتلوه. هؤلاء ليست لديهم رحمة. بعد ذلك الحادث، توقفنا عن الصيد لفترة قصيرة ولكنه لم يمكن لدينا من خيار آخر سوى العودة إلى عملنا. يهاجمنا الجنود كثيراً ويضايقوننا. في شهر رمضان من هذا العام، طاردونا وقاموا بمضايقتنا سبع مرات. يبدو أنهم يريدون مضايقتنا في هذا الشهر المقدس بالنسبة لنا. كثيراً ما أفكر بإمكانية التعرض للخطر أثناء وجودي في البحر. الجميع لديهم نفس المخاوف في البحر. الأمر يشبه كما لو أنك تشاهد فيلماً مرعباً" يقول محمد.
محمد وأسرته ليس لديهم من خيار سوى مواصلة الصيد وفق ما يذكر متابعاً: "لا يوجد عمل آخر لنا. أين يمكننا أن نعمل في غزة؟ على الرغم من أن عملنا خطير للغاية، إلا أنه ليس لدينا من خيار سوى العودة إلى البحر لأننا بحاجة إلى المال. إذا حصلنا على قارب آخر، فسوف أعود للصيد".
وبين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أنه في السنوات الأخيرة فرضت إسرائيل المزيد من القيود على المساحة المسموح للصيادين الفلسطينيين بممارسة نشاط الصيد البحري فيها حيث تبلغ مساحة الصيد المسموح فيها الآن ثلاثة أميال بحرية، إلا أن البحرية الإسرائيلية تنفذ هجمات منتظمة ضد الصيادين الفلسطينيين وتعتقلهم وتقتلهم في بعض الأحيان.
وفي العام الجاري، اعتقلت البحرية الإسرائيلية 32 صياداً فلسطينياً على الأقل، من بينهم 17 صياداً تم اعتقالهم خلال نوفمبر، وأصيب خمسة صيادين في هجمات نفذتها البحرية الإسرائيلية وتمت مصادرة ما لا يقل عن 20 قارب صيد وفق ما ورد في تقرير المركز.
و وفقاً لنقابة الصيادين، لا يستخدم الصيادون في قطاع غزة ما نسبته 60% من قوارب الصيد و22% من حسكات الصيد الموجودة في قطاع غزة بسبب الخطر المرتبط بمهنة الصيد وبسبب انخفاض كميات الأسماك التي يمكن اصطيادها من بحر قطاع غزة.