"النبي صموئيل" في عين العاصفة
رام الله- وفا- بلال غيث- مستوطنون متطرفون وعمال متخصصون بحماية جيش الاحتلال يشرعون منذ صباح الأحد بهدم أجزاء من مسجد النبي صموئيل التاريخي الأثري المقام على أعلى جبل النبي صموئيل ويهدمون شرفات موجودة في أحد طوابق المسجد، بعد نصب معدات بحجة الترميم.
عيد بركات أحد المصلين العرب في المسجد الذي سيطر عليه الاحتلال وحوّل الجزء الأكبر منه إلى كنيس إسرائيلي، يشير إلى ان الاحتلال اتبع سياسة جديدة في مسجد النبي صموئيل حيث شرع في ترميم أجزاء من المجلس ثم يقوم بالاستيلاء عليها، مشيرا إلى ان الجهات المختصة مطالبة بالعمل من أجل وضع حد للاحتلال وحماية المسجد.
وأضيف "يوم الأربعاء الماضي أقدم جنود الاحتلال على إصلاح شبابيك المسجد القديمة بهدف الاستيلاء عليها، حيث استولوا أولا على الطابق الأرضي والآن انتقلوا إلى الطوابق العلوية، وأحكموا السيطرة على المدخل الرئيس بعد أن قاموا بترميمه وإغلاقه بمفاتيح جديدة بعد أن وضعوا أبوابا جديدة".
وقال، "لم يعد من السهولة بمكان الصلاة في مسجد القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة، بعد ان استولى الاحتلال على جميع طوابق المسجد وعلى المئذنة ولم يترك للمصلين سوى غرفة واحدة يتقاسمها الرجال والنساء بستار من القماش بهدف الحفاظ على ما تبقى من المسجد وإبقاء وجود إسلامي فيه، والحيلولة دون تحويله لكنيس بالكامل".
وقرية النبي صموئيل الواقعة شمال القدس والمعروفة أيضا ببرج النواطير، تمتاز بمسجد تاريخي ينسب للنبي صموئيل، ويحتوي المسجد على مقام للنبي صموئيل، وتدعي أوساط يهودية أنه مقام يهودي، وقد بني أسفل المسجد كنيس يحمل نفس الاسم.
والمسجد بناء قديم مؤلف من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي وهو عبارة عن مغارة، وللمسجد مئذنة، وفيه عشر غرف واسعة منع الاحتلال المسلمين من ترميمها، وللمسجد ساحات كبيرة فيها آبار وأشجار زيتون.
من جانبها، قالت رئيسة الجمعية النسوية في قرية النبي صموئيل نوال بركات، إن صلاة النساء في المسجد ليست سهلة أبدا وقليل ما نتوجه للصلاة فيه، كنا نحاول في رمضان ولكن لا نستطيع بسبب تجمهر أعداد كبيرة من المستوطنين أمام المسجد، وكنا نفضل عدم الذهاب لتجنب الاحتكاك مع المستوطنين".
وأضافت أن النساء كبيرات السن فقط يتوجهن للصلاة في الجامع في نفس الغرفة التي يصلي فيها الرجال ولكن جرى وضع حاجز بين الطرفين".
وطالبت العالم بالتدخل من أجل حماية ما تبقى من المسجد حيث أننا نرى أن المسجد يتعرض لتهويد متسارع فقد زاد أعداد الزوار المستوطنين القادمين للمسجد بشكل كبير جدا، وأصبحنا نخشى على أنفسنا منهم، خصوصا مع قدوم المستوطنين المسلحين الذين يطلقون النار على المواطنين في بعض الأحيان.
وناشدت الأهالي، والمؤسسات الحقوقية والانسانية، التدخل الفوري، لحماية قرية النبي صموئيل، التي تتعرض لحملات هدم وتزوير وحصار من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي
وتخضع القرية في هذه الأيام لمشروع تهويدي كان بدأه الاحتلال في السابق شمل مسجدها التاريخي ومحيطه وآثاره العربية والاسلامية العريقة، حيث قام بالاستيلاء على المسجد إلا من قاعة صغيرة لصلاة المسلمين، وقام بتهويد ضريح النبي صموئيل وبنى فيه كنيسا جعله مزارا للمستوطنين ومكانا يؤدون فيه طقوسهم الدينية والتلمودية.
من جانبه، قال أنس عادل أحد سكان القرية إنه يعيش حياة صعبة جدا في القرية وهي مهددة بالكامل وليس مسجدها فحسب، فجنود الاحتلال حولوا حياة المواطنين لجحيم لا يطاق، وقد تعرضت مغسلة السيارات التي يعمل بها للهدم عدة مرات بحجة إنشائها دون ترخيص، كما أنه لا يسمح لأهالي القرية بإدخال احتياجاتهم من الطعام من الضفة الغربية ويمنعون من الدخول لمدينة القدس القريبة منهم بحجة أنهم يحملون هوية الضفة الغربية.
ويوفر سطح المسجد للزائرين منظرا رائعا لمدينة القدس وضواحيها، وأجزاء من مدينتي رام الله والبيرة وقراها التاريخية المهمة وخصوصا قرية الجيب التاريخية المقابلة للنبي صموئيل من الشمال، وأيضا الطريق القديم التي تربط القدس بالساحل الفلسطيني، اذ أن المسجد يقع في أعلى قمة القرية، ويشرف على الساحل وعلى مشارف القدس، إضافة إلى أنه من القلاع القوية التي كانت تحمي بيت المقدس.
وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس القروي أمير عبيد، إن العيش في القرية صعب للغاية فقد تم ضم القرية داخل الجدار الفاصل وعزلها عن جميع المدن الفلسطينية، لتصبح بعيدة عن جميع المدن، لافتا إلى معاناة السكان في التحرك بسبب الجدار والحاجز المقامين على أرض القرية علما بأن هذا الحاجز هو المدخل والمخرج الوحيد للسكان، إضافة إلى معاناة التفتيش الدقيق وتدقيق هويات السكان عند تحركهم.
وأضاف تتعرض القرية منذ احتلالها في 1967 لحملات هدم وتهجير وحصار، ولم يبق من سكانها سوى ربعهم (250 نسمة)، يقيمون بجوارها بعدما تم اقتلاعهم منها غداة طمر بيوت القرية بالتراب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1971 بذريعة إنقاذ آثار نادرة من "السرقة والتدمير".
وأظهر تقرير صدر عن منظمة "عيمق شافيه" الإسرائيلية (المتخصصة بمكانة علم الآثار في المجتمع والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني) أن الحفريات الأثرية الجارية منذ 1992 في قرية النبي صموئيل لم تظهر أي شيء يدل على آثار يهودية.
وشددت "عيمق شافيه" في دراسة جديدة بعنوان "النبي صموئيل- قصة قرية أسيرة في حديقة" على أن الآثار الموجودة إسلامية وعلى رأسها مسجد تاريخي.