فلسطين تستطيع
حين يقدم الرئيس ابو مازن، في مستهل كلمته امام القمة الافريقية، استعداد فلسطين التام للتعاون مع دول القارة السمراء، في مختلف مجالات التنمية المستدامة، دعما لخطتها الطموحة في هذا الاطار، وحيث ان فلسطين تتوفر لديها الخبرات والطاقات البشرية المدربة والمؤهلة علميا لتتصدى لهذه المهمة النبيلة، وبما يعود "بالفائدة والمنفعة" على افريقيا وفلسطين معا "ضمن سياسة الوفاء" التي تتبعها فلسطين قيادة وشعبا، مع هذه القارة الصديقة، تعبيرا عن تقديرها لمواقف دولها المؤيدة لعدالة قضيتها، نقول حين يقدم الرئيس ابو مازن هذا الاستعداد الايجابي والمسؤول في مستهل كلمته، قبل ان يتحدث عن هموم فلسطين وتطلعاتها المشروعة الساعية لزوال الاحتلال وتحقيق الامن والاستقرار لها ولجيرانها في ظل سلام عادل ودائم، فإنه إنما يؤكد حقيقة فلسطين الدولة، بمقوماتها الواقعية، والعملية بالخبرات والطاقات البشرية المبدعة لديها، وبسياساتها الدولية المسؤولة، ودائما نحو تعاون خلاق مع الامم كافة، في سبيل ازدهار علاقات التعاون الانساني، والتبادل للنزيه للمصالح المشتركة. كما ان الرئيس ابو مازن يسعى بهذه السياسة الى فتح مجالات العمل المثمر امام شباب فلسطين وخبرائها، وهم الذين حازوا على شهادات دولية بحسن العمل في المجالات التنموية المتنوعة، ولها من التكنولوجيا الزراعية وخبرات التعليم والطب والشراكة الاستثمارية، ما يجعلها قادرة وبامتياز على التصدي لمهمة التعاون الايجابي المنتج مع الدول الصديقة كافة.
وحين تكون فلسطين على هذا المستوى من الحضور والخطاب، في قمة القارة الصديقة، التي لها هذا الوزن اللافت على المستويين الاقليمي والدولي، فهذا يعني انها تسعى لتفعيل هذا الوزن لخدمة قضية السلام العادل، خاصة بعد ان فشلت آلية "الرباعية الدولية" مرة اخرى، في القيام بواجباتها وفق خطة خارطة الطريق، وهذا ما أكده الرئيس ابو مازن في كلمته بمنتهى الوضوح ودونما تردد، لأن قضية السلام العادل تستحق دائما، بل وتطالب للضرورة باخطاب النقد الموضوعي الذي لا يجامل ولا يحابي احدا او موقفا او مسألة، في الوقت الذي لا ينسى فيه هذا الخطاب الجهود المقدرة لاطراف الرباعية الدولية، حتى وقد جانبت الصواب في تقريرها الذي انتقص من قرارات الشرعية الدولية، والانكى انه ساوى بين الضحية والجلاد، مع الاسف الشديد.
ومع خطاب النقد الموضوعي يظل الامل ان التفهم الدولي لابد ان يكون في قادم الايام، خاصة وان هذا الخطاب لا يعرف المجاملة ولا يعرف التراجع، ولأنه نابع من رؤية نزيهة، ومستند الى قرار وطني مستقل، وارادة حرة عصية على الكسر والهزيمة، ارادة الصمود والتحدي والمقاومة الشعبية السلمية.
مع هذا الخطاب سيجد المجتمع الدولي نفسه ان عاجلا او اجلا، امام استحقاقات مسؤولياته الاخلاقية قبل كل شيء، ومن هذا المجتمع افريقيا الناهضة نحو مستقبل مشرق، ولأنها كذلك وبما لها من وزن وتقدير، فان باستطاعتها كما اكد الرئيس ابو مازن، عمل الكثير من اجل السلام في منطقتنا، والذي لاشك بانه سيكون سلاما للعالم اجمع من اجل حياة الامن والاستقرار لكل الشعوب، بعيدا عن كل عنف وتطرف.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير