المعابر.. هروب مكلف من الجحيم
- الحكومة ترفض كافة الإجراءات التي سببت الأزمة على معبر الكرامة
- مهنا: 10 آلاف مسافر استخدموا خدمة "VIP" خلال الأيام الماضية
- الشيخ: لن نسمح ببقاء الوضع المأساوي الراهن على المعبر
أسيل الأخرس
"أمران أحلاهما مر.. فلا مناص من ساعات شقاء وانتظار إضافية أو دفع مزيد من الأموال"، هذا ما قالته الخمسينية سناء سعادة، العائدة من سفرها من إحدى العواصم العربية.
تضيف سعادة "كـأن المواطن الذي يتكلف مصاريف وعناء السفر، والانتظار في المطار، بالإضافة الى تكاليف الإقامة في العاصمة الأردنية انتظارا لطائرته، لا يكفيه كل هذا الشقاء، ليبيت أيضا على المعبر، وتمنعه بضعة كيلومترات من الوصول إلى منزله".
وأشارت إلى أن السفر عبر المعبر الذي كان يستغرق من ساعتين الى 4 ساعات، وأكثر من 300 شيقل للوصول الى العاصمة الأردنية عمان، أصبح الآن يستغرق أكثر من 16 ساعة، أو دفع ما لا يقل عن 110 دولارات إضافية، للهروب من الازدحام، أو للحاق بالطائرة.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود لـ"وفا"، إن الحكومة تجدّد رفضها لكافة الإجراءات التي اتخذت، وتسببت في الأزمة على معبر الكرامة، والجانب الفلسطيني أبلغ الجانب الإسرائيلي رفضه القاطع لتطبيق مثل هذه الإجراءات، ومجلس الوزراء يبذل جهودا بالغة من أجل إنهاء هذه الأزمة، مشيرا إلى أن الساعات القادمة ستشهد تحركا على مستوى رفيع، وعال في هذا الإطار".
من جانبه، قال مدير عام الادارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا لـ"وفا"، "إن معبر الكرامة بين فلسطين والأردن يشهد ازدحاما غير مسبوق، حيث تراوح عدد المسافرين من 12-14 ألف مسافر يوميا، ما عدا يومي الجمعة والسبت، الذي يصل فيهما عدد المسافرين من 7 الى 8 آلاف مسافر.
وأوضح مهنا "أن زيادة طرأت على عدد المسافرين هذا العام وصلت إلى 48% عن العام الماضي، وكان عدد المسافرين في الفترة من (1-7-2015 وحتى 17-7-2015) 104 آلاف مسافر، بينما في الفترة ذاتها خلال هذا العام بلغت 149 ألف مسافر تقريبا، وهو ما يعني زيادة 48% في أعداد المسافرين عن العام الفائت.
وأشار إلى أن معدل القادمين المسافرين يوميا نحو 100-140 حافلة، مؤكدا أن هذه الأزمة مستمرة منذ نهاية شهر رمضان، وتوقع أن تستمر حتى عيد الأضحى المقبل.
وأكد أن الوضع على المعبر سيئ جدا، وآلاف الأطفال، والشيوخ، والنساء باتوا يعانون يوميا من اجراءات السفر، وساعات العمل لا تكفي لحركة المسافرين، مشيرا إلى الاجراءات الأمنية والجمركية الإسرائيلية التي تعرقل حركة المسافرين، وفي كلا الاتجاهين، مطالبا الجانب الاسرائيلي بفتح معبر الكرامة 24 ساعة يوميا، أمام المغادرين والقادمين.
ولفت مهنا إلى أن القيادة الفلسطينية والحكومة وكافة الجهات المعنية سيجرون اتصالات مكثفة، للضغط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعبر 24 ساعة يوميا، لإنهاء معاناة المواطنين.
وعن خدمة الـ VIP قال، "إن سلطة الموانئ الإسرائيلية بالتنسيق مع الشركة الأردنية هما المسؤولان عن هذه الخدمة، وشركة "VIP" تعمل في اتجاه واحد، مضيفا "أن هذه الخدمة التي تكلف 150 دولارا تعمل منذ أكثر من 10 سنوات، ولكنها كانت مخصصة للسياح، في حين كان يدفع الفلسطينيون 50 دولارا، لافتا إلى أن أكثر من 10 آلاف مسافر استخدموا هذه التكلفة خلال الأزمة الحالية".
وحول توسعة استراحة أريحا، قال: التوسعة في الاستراحة جاهزة، والرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله طالبا خلال زيارتهما الأخيرة بتطويرها، مؤكدا أن إجراءات الجانب الإسرائيلي تقف أمام تحقيق التطور المطلوب.
وأكد رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ في تصريح خاص لـ"وفا"، "أن الوزارة لن تسمح ببقاء الوضع المأساوي الراهن على المعبر، وستستخدم كل الوسائل المتاحة، لتغيير هذا الوضع القائم، وذلك في ضوء الإجراءات الأخيرة التي تتم على معبر "الكرامة"، والتي باتت لا تطاق ولا تحتمل، ولم يعد مقبولا لدينا أن يتحول هذا المعبر الرئيسي الى محطة اذلال، وقهر، ومعاناة، واستغلال لأبناء شعبنا".
وأشار إلى أن الوزارة خاطبت الجهات المعنية بهذا الخصوص، وبالذّات الجانب الاسرائيلي، بضرورة فتح المعبر على مدار الساعة، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لحركة مرور المواطنين، وتحديث وسائل النقل وإعادة النظر فيما يسمى بشركة "VIP".
من جهته، أشار عضو سكرتارية الحملة الوطنية لحرية حركة الفلسطينيين- بكرامة محمد جاد الله، إلى أن الحل الجذري لإنهاء أزمة المعبر هو عمله على مدار 24 ساعة يوميا، مضيفا "إن القائمين على الحملة زاروا المعبر خلال الأيام الماضية، وسجلوا مدى سوء الوضع، والازدحام الشديد".
وتطرّق إلى اللقاء الذي جمع مسؤولي الحملة مع وزير النقل والمواصلات سميح طبيلة، لفتح المعبر للعمل 24 ساعة يوميا، حيث رفع طبيلة الطلب إلى مجلس الوزراء، الذي بدوره اصدر قرارا بتشكيل لجنة وزارية لتنظيم فتح المعبر 24 ساعة، برئاسة وزارات: النقل والمواصلات، والاقتصاد الوطني، والمالية، والسياحة، والشؤون المدنية، والمعابر.
وأشار الى أن الحملة تنظر الى خدمة "VIP" على أنها أنشئت للأثرياء والمسؤولين، ولكنها لا تعترض على وجودها، انما تطالب بتسهيل سفر أكثر من مليوني مواطن سنويا"، مطالبا بضرورة فتح المعبر 24 ساعة يوميا، لإنهاء معاناة المواطنين، بالإضافة إلى تحسين ظروف سفر المواطنين على الجانبين الأردني، والإسرائيلي.
وعن إمكانية تنظيم حركة المعبر من خلال تسجيل المواطنين وأخذ ارقام، يقول "نخشى أن تظلم المحسوبية المواطنين".
فيما أكد مراقب المرور العام في وزارة النقل والمواصلات، رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بتنظيم عمل المعبر جمال شقير، "ان الوزارات المعنية مجمعة على أهمية عمل المعبر، وان اللجنة رفعت مطالبات لتحويل عمله الى 24 ساعة يوميا، موضحا أنه سيتم الإعلان عن نتائج عمل اللجنة الوزارية خلال الأيام المقبلة.