نيران المستوطنين تقض مضاجع الفلسطينيين
بسام أبو الرب
أيام قليلة تفصل شعبنا الفلسطيني عن الذكرى الأولى لجريمة حرق عائلة الشهيد سعد دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، التي نفذها مستوطنون في الأول من آب العام الماضي، وراح ضحيتها الطفل الرضيع علي ووالداه، فيما زال الطفل الناجي الوحيد أحمد شاهدا على المحرقة.
في 20 آذار الماضي، نجت عائلة إبراهيم دوابشة، وهو الشاهد الوحيد والرئيسي على هذه المحرقة، عقب استهداف منزله مرتين من قبل مجموعة من المستوطنين، وفجر اليوم، استهدف مستوطنون في القرية ذاتها، منزل المواطن محمد دوابشة بمادة حارقة، أدت إلى احتراق أجزاء منه.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أكد في حديث لـ"وفا"، أن الدلائل تشير إلى أن ما حدث اليوم من استهداف منزل المواطن محمد، دليل على أن من ارتكب جريمة حرق عائلة سعد دوابشة العام الماضي، هم ذاتهم من ينفذون جرائم حرق المنازل مرة اخرى في قرية دوما، بالطريقة، والتوقيت ذاته.
وحمّل عساف المسؤولية الكاملة للاحتلال الذي يسيطر أمنيا على هذه المنطقة، ويمنع اي قوى فلسطينية من الوصول اليها، فيما يشجع المستوطنين الاعتداء على المزارعين، وممتلكات المواطنين في القرى المجاورة، بل إنه يكافئهم على هذه الجرائم، حيث منح الشرعية للبؤة الاستيطانية "عادي عاد"، بعد جريمة دوابشة الأولى.
وأشار إلى أن المواد والوسائل التي استخدمت في الجرائم الثلاث هي ذاتها، وغير موجودة في السوق الفلسطينية، مؤكدا تصاعد هجمات واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس.
إلى ذلك، أكدت نتائج التحقيق الأولي من قبل الدفاع المدني الفلسطيني استخدام مادة حارقة شديدة الاشتعال، رافقها انفجار في حرق منزل المواطن دوابشة اليوم، والدلائل تشير إلى سرعة الحريق، وانتشاره بشكل سريع في محتويات الغرفة، مع التأكد من استبعاد كافة الفرضيات الأخرى، لأسباب الحرائق في المنازل .
وفند محققو الدفاع المدني أي مزاعم تتحدث عن تماس كهربائي، وذلك عبر الكشف على التمديدات الكهربائية الداخلية، ولوحة الكهرباء الرئيسية بالمنزل، التي لم تحتوِ على أي مؤشرات لوجود تماس كهربائي، أدى إلى إشعال الحريق .
مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس أكد لـ"وفا" "أن المستوطنين طوروا من أساليب اعتداءاتهم على الفلسطينيين، بهدف قتلهم، ودب الرعب بين صفوفهم، من خلال الاعتماد على جهاز استخباراتي، وبدعم من جيش الاحتلال.
وأشار دغلس إلى أن ريف نابلس مستهدف بشكل كبير من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، من خلال حرق المنازل والمزروعات، فيما يمارس جيش الاحتلال سياسة الهدم والتهجير بحق المواطنين.
وقال، "إن المستوطنين متهمون بشكل أساسي في الحادث، لا سيما أن المواد المستخدمة هي مواد سريعة الاشتعال، وتنتشر في المكان خلال 30 ثانية، ولا توجد في السوق الفلسطينية، مشيرا إلى اطلاق الحكومة الإسرائيلية سراح 15 مستوطنا، من أصل 17 من المتهمين بالقيام بأعمال عنف وإرهاب ضد المواطنين في الضفة الغربية، بمن فيهم المتهم بإحراق منزل دوابشة العام الماضي.
يذكر أن المستوطنين أضرموا النار فجرا، في أحد المنازل في القرية، أتت على أجزاء منه، بعد تعرضه لمادة حارقة ألقيت من نافذة غرفة النوم.
وتوالت ردود الأفعال الرسمية والشعبية المنددة بهذه الجريمة، حيث أدانت الحكومة الفلسطينية جريمة احراق منزل المواطن دوابشة، ووصفته "بالعمل الوحشي والجبان".
وأكدت في تصريح صحفي على لسان متحدثها الرسمي يوسف المحمود، أن أصابع الاتهام تشير إلى ارتكاب مستوطنين ارهابيين هذه الجريمة، التي تعد حلقة أخرى من حلقات هذا النوع من الجرائم الوحشية التي طالت قرية دوما.
واعتبرت حركة فتح بدورها هذه الجريمة "إرهابا إسرائيليا منظما".