ليبرمان يستدعي قائد اذاعة الجيش للاستيضاح بعد بث برنامج عن الشاعر محمود درويش
يتواصل في اسرائيل منذ يومين تحريض اليمين الاسرائيلي على “اذاعة الجيش الاسرائيلي” في اعقاب قيامها ببث برنامج عن الشاعر القومي الفلسطيني محمود درويش، كجزء من برنامج “النص الاسرائيلي” في اطار”جامعة الاذاعة”.
من جهتها كتبت صحيفة “هآرتس” و”يديعوت احرونوت” العبرية، اليوم الخميس، ان وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان، سيجري اليوم، محادثة استيضاح مع قائد اذاعة الجيش الاسرائيلي، يارون ديكل، في اعقاب البرنامج. وقالت “هآرتس” انه جاء من مكتب ليبرمان وعلى لسانه انه “يبدو بأن الحديث عن موضوع خطير، حظي خلاله من كتب نصوص ضد الصهيونية، والتي تستخدم حتى اليوم كوقود للعمل ضد اسرائيل، بضمه مع انتاجه من قبل اذاعة الجيش الى النصوص الموجهة في المجتمع الاسرائيلي، سوية مع القدس من ذهب وطبق الفضة”. كما قال ليبرمان انه”من الواضح بأن هذا الأمر يعتبر كسوفا ولا يمكن تجاوزه”.
وقال النائب الاسرائيلي ايلان غلؤون (ميرتس) بعد بيان ليبرمان انه “في المكان الذي يُسكتون فيه القصيدة، سيُسكتون الناس ايضا. بعد وضع بصمة عار في كتاب القوانين الاسرائيلي، تمثلت بقانون فصل النواب، الذي يهدف الى اسكات جمهور كامل والغاء رغبته الديموقراطية، نرى قادة الحكومة، سكارى القوة والمثقلين بالإلهام من انظمة اردوغان وبوتين، يسعون الى شطب قصائد رائعة لشعراء محترمين”.
وقالت النائب الاسرائيلية شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) ان استدعاء ديكل “مقلق ومخجل. الظلام يكتنف الديموقراطية الاسرائيلية والمقصود خطوة لا يوجد أي تعريف آخر لها الا انها خطوة تميز الانظمة الفاشية، وهدفها زرع الرعب والخوف في قلب كل اصحاب المناصب”.
وقال وزير جيش الاحتلال السابق، موشيه يعلون، تعقيبا على قرار ليبرمان: “أخيرا ستبث اذاعة الجيش “الحقيقة”. هذا يسمونه”برافدا” بالروسية. هناك حاجة الى قيادة اخرى.. الدول التي لا تخاف من الانتقاد، لا تعمل من اجل اضعاف وسائل الاعلام، حتى ان لم يكن الانتقاد لطيفا”.
وتكتب “يديعوت احرونوت” ان وجهة نظر كتبتها نائبة المستشار القانوني للحكومة، دينا زيلبر، تمنع وزير الجيش من التدخل في مضمون البث الاذاعي في اذاعة الجيش. وتضيف انه لا يمكنه اجراء استيضاح مع قائد المحطة العسكرية حول مضمون البث ولا توبيخه. وكانتزيلبر قد كتبت وجهة النظر هذه في 2015، ويشمل المنع رئيس الاركان ايضا.
وعلى خلفية قرار ليبرمان استدعاء قائد الاذاعة العسكرية يارون ديكل، اتصل المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية، ابيحاي مندلبليت امس، بالوزير ليبرمان واوضح له معنى وجهة النظر. وعليه يمكن لليبرمان لقاء ديكل لكنه لا يمكنه ان يناقش معه مضمون البث. وفي اعقاب ذلك اعلن المستشار الاعلامي لليبرمان ان الوزير قرر اجراء اللقاء مع ديكل، لكنه لم يوضح ما اذا سيخضع ليبرمان لتوجيهات المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية.
يشار الى ان هذه ليست المرة الاولى التي تثير فيها اشعار محمود درويش عاصفة في اسرائيل. ففي عام 2000 قرر وزير التعليم آنذاك، يوسي سريد، تضمين قصائد لدرويش في المنهاج التعليمي،فأثار غضب نواب اليمين. ورغم ذلك تم دمج القصائد في المنهاج ولا تزال هناك حتى اليوم. وفي اعقاب العاصفة الأخيرة توجه نائب وزير الجيش، ايلي بن دهان، (البيت اليهودي) الى رئيس حزبه، وزير التعليم نفتالي بينت، وطالبه بشطب قصائد درويش من المنهاج التعليمي. وكتب بن دهان: “بدل ان نثقف اولادنا على الثقة بعدالة طريقنا وبحق الشعب اليهودي على ارضه، يعلمون في الجهاز التعليمي مضامين معكوسة”. ورفض مكتب الوزير بينت التعقيب.