تراثنا.. هويتنا
نابلس- وفا – زهران معالي- بين أزقة البلدة القديمة من مدينة نابلس، ومعالمها التاريخية ومبانيها التي تشهد على عدة حضارات، تجول عشرات المواطنين من مختلف الأعمار، مساء اليوم الاثنين، مرتدين الزي التراثي الفلسطيني؛ إحياء ليوم التراث الذي يصادف الخامس والعشرين من تموز كل عام.
الطفل يامن محمد (7 أعوام)، من قرية دير الحطب شرق نابلس، كان يرتدي قمبازا وكوفية فلسطينية، متحدثا لـ"وفا": "ارتديت الزي احتفالا بيوم التراث الفلسطيني، وأحب ارتداء الزي من حبي لفلسطين ولباس جدي".
واعتاد يامن ارتداء الزي الفلسطيني بكافة الفعاليات والمسرحيات التي تقيمها مدرسته.
من دوار الشهداء وسط المدينة، انطلق المشاركون بالفعالية لزيارة حلويات الأقصى بالبلدة القديمة؛ باعتبارها أقدم محلات بيع الكنافة في نابلس، ومن إرثها الحضاري والتاريخي، ليكون حمام الشفاء التركي الذي شيد منذ مئات السنين المحطة الثانية للمشاركين، الذين نظموا عرسا تراثيا فلسطينيا بكامل تفاصيله؛ من الأغاني التراثية.
وتقول القائمة على الفعالية نجوى عدنان لـ"وفا"، إن "الفعالية تأتي للفت الانتباه للزي الفلسطيني والحفاظ عليه من السرقة والتشويه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على أن تراثنا هويتنا".
وتضيف أن "التراث والزي الفلسطيني مسلوب من قبل دولة الاحتلال، وكان لا بد من تخصيص يوم في السنة من أجل تذكير العالم بأن هذه الأزياء جزء من التراث الفلسطيني".
من جهته، قال الأسير المحرر خيري حنون الذي جاء من مدينة طولكرم للمشاركة بالفعالية، إن "الشعب الفلسطيني خرج من كل المدن اليوم بفعاليات ليؤكد للعالم أنه يعتز بإرثه وثوابته الوطنية وحقه، ولا يمكن مهما طال الزمان أن يتنازل الشعب عن حقوقه الوطنية الثابتة".
وأضاف حنون "الاحتلال عمل بكل أساليبه لسرقة هذا الإرث الوطني، لكي يوهم العالم أنه الوحيد الذي يعيش على هذه الأرض المقدسة، فلم يكتفي الاحتلال بسرقة حجارة الأقصى والبيوت والأرض، بل يسعى أيضا إلى سرقة تراث وهويتنا، إلا أننا خرجنا لنقول للعالم هذا إرثنا ولباسنا وتاريخنا ونحن موجودون في الأرض".
وأكد المشاركون إبان وصولهم قهوة الشيخ قاسم التاريخية بالبلدة القديمة آخر محطاتهم، أن التراث والزي الفلسطيني يشكل الهوية الوطنية، التي يجب الحفاظ عليها مهما حاول الاحتلال أن يسرقها ويسلبها".