البيعة الحميمة
جاءوا من كل مكان في فلسطين، تماما من كل مكان وبكل ما في هذه العبارة من معنى وواقع، من محافظات الشمال والجنوب ومن داخل الخط الاخضر أفواجا أفوجا كانت تسعى لبيت العزاء الكبير، الذي اقامه الرئيس أبو مازن في مقر الرئاسة، لتقبل التعازي بوفاة شقيقه، المغفور له عمر رضا عباس.
أمين عام الرئاسة، وأركان مكتب الرئيس، رئيس الحكومة ووزراء وزارته، قادة قوات واجهزة أمنية، نقابيون ومسؤولو منظمات شعبية وأهلية، كوادر ومواطنون من كل حدب وصوب، جاءوا لا ليقدموا أصدق مشاعر التعزية والمواساة لرئيسهم وقائد مسيرتهم فحسب، إنما ومن الواضح تماما، وبواقعية المشاعر الصادقة، جاءوا لمبايعة حميمة، حتى بدت قاعة المؤتمرات الجديدة في مقر الرئاسة، كأنها صندوق اقتراع لا بورق الخيارات قد امتلأ، وإنما بحنو الأيادي التي صافحت الرئيس لتقول له نعم أنت قائد المسيرة وكلنا معك حتى تحقيق الحرية الاستقلال.
على مدار أكثر من ساعتين ظل الرئيس أبو مازن واقفا في المقدمة يستقبل المعزين بابتسامة الصبر الجميل وبالله المستعان، وقد زادته حشود المعزين المبايعين، لاصبرا فقط، وإنما وكما رأينا بوقفته الثابتة، ثقة وايماناً بجدوى حياة العطاء والبذل، لأنها في المحصلة حياة خالدة، بما تنتج وتهب وتعطي فلا تنقطع سيرة بموت أصحابها ولاموت يغيبها، وعلى هذا النحو وبمثل هذا التأمل كان المغفور له عمر رضا عباس "أبو وائل" حاضرا بروح أخيه التي طالما كانت معه أينما كان.
نعم جدد شعبنا بكل فئاته التي جاءت يوم أمس إلى بيت العزاء، البيعة للرئيس أبومازن وهي بيعة لسياسته الحكيمة ليمضي بها قدما في طريق الحرية، حتى إزالة الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وكان هذا حسن العزاء.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير