حكومة نتنياهو ترفض الانتقادات الدولية للاستيطان وتعتبرها “غير واقعية”!
ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الاحد، ان الحكومة الاسرائيلية رفضت في نهاية الاسبوع، الانتقادات الامريكية والاوروبية للبناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية. ووصف الناطق بلسان وزارة الخارجية الاسرائيلية عمانوئيل نحشون، الانتقادات بأنها”تفتقد الى أساس واقعي”. ورغم ان الانتقادات استهدفت سلسلة طويلة من مخططات البناء الاستيطاني، الا ان نحشون ركز على جيلو وقال: “هذا الأسبوع وجهت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ووزارة الخارجية الامريكية انتقادات الى اسرائيل بسبب مخططات البناء في حي جيلو في القدس. لقد فعلوا ذلك وهم يعرفون جيدا ان حي جيلو في القدس سيكون جزء من اسرائيل في كل اتفاق سلام يمكن التفكير فيه. الادعاء بأن البناء في جيلو يتآمر على حل الدولتين للشعبين هو ادعاء يفتقد الى اساس واقعي ويحرف الانظار عن العقبة الحقيقية امام السلام – الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بالدولة اليهودية داخل أي حدود”.
وجاء البيان الاسرائيلي بعد يوم من بيان الشجب الامريكي الاستثنائي في حدته، لسلسلة من البيانات والقرارات التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية بشأن البناء في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال الناطق بلسان الخارجية الامريكية، جون كيري: “نحن نعارض بشدة البناء في المستوطنات والذي يمس بمحاولات تحقيق السلام.
هذه الخطوات من جانب السلطات الاسرائيلية هي مثال على ما يبدو كتسريع متواصل للبناء في المستوطنات التي تتآمر بشكل منهجي على فرض تطبيق حل الدولتين”.
وتم نشر البيان الأمريكي في اعقاب سلسلة من البيانات الاسرائيلية حول البناء وراء الخط الاخضر، من بينها نشر مناقصة لبناء 320 وحدة اسكان في الاحياء اليهودية في القدس الشرقية، وبيان حول دفع خطة لبناء 770 وحدة جديدة في جيلو، وبيان اخر حول دفع خطة لبناء اكثر من 500 وحدة في معاليه ادوميم، و42 وحدة في كريات اربع.
وقد اغضبت وتيرة البيانات الاسرائيلية الادارة الامريكية، خاصة في ضوء حقيقة انها بدأت بعد يومين فقط من نشر تقرير الرباعي الدولي المتعلق بجمود العملية السلمية، والذي انتقد بلهجة شديدة البناء في المستوطنات، لكن الامريكيين بذلوا الكثير من الجهود كي يكون متوازنا ويتضمن انتقادا للفلسطينيين، ايضا، في مسائل التحريض والعنف ضدالاسرائيليين. وينضم بيان الشجب الامريكي الحاد الى بيانات اخرى تشجب البناء في المستوطنات، والتي صدرت عن دول وتنظيمات من بينها الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا واليابان وتركيا.
وقال الناطق بلسان البيت الابيض: “نحن نشعر بقلق شديد، نحن نعارض بشدة البناء في المستوطنات والذي يمس بمحاولات تحقيق السلام. هذه الخطوات من جانب السلطات الاسرائيلية تشكل مثالا لما يبدو كتسريع متواصل للبناء في المستوطنات التي تتآمر بشكل منهجي على فرص تحقيق حل الدولتين”.
كما اعرب كيربي عن قلقه العميق من تشريع البؤر غير القانونية مؤخرا من قبل الحكومة الاسرائيلية، وعمليات هدم المنازل الفلسطينية المتكررة في المناطق C، في الضفة الغربية التي تسيطر عليها اسرائيل مدنيا وامنيا. واكد ان عدد بيوت الفلسطينيين التي تم هدمها في الضفة من قبل اسرائيل، منذ بداية 2016، يزيد بكثير عن عدد بيوت الفلسطينيين التي هدمت خلال كل عام 2015.
واضاف كيربي: “هذا كله يأتي كجزء من عملية متواصلة للسيطرة عل الأراضي وتوسيع المستوطنات وتشريع البؤر التي تولد خطر ترسخ واقع الاحتلال الابدي والصراع. نحن نشعر بالقلق ازاء استمرار اسرائيل في طابع العمل الاستفزازي والمضر الذي يطرح تساؤلات جدية حول التزامها باتفاق السلام مع الفلسطينيين”.
يشار الى ان جزء من المباني الفلسطينية التي تهدمها اسرائيل، اقيمت بتمويل من الاتحاد الاوروبي، الذي انتقد سفيره لدى اسرائيل، لارس فابورغ اندرسون، السياسة الاسرائيلية خلال مؤتمر عقد في الكنيست في الاسبوع الماضي. وقال ان “اسرائيل تهدم مباني اقيمت بدون ترخيص، لكن الفلسطينيين لا يستطيعون الحصول على تراخيص”. واضاف: “الاتحاد الاوروبي يساعد الفلسطينيين حين لا تقوم اسرائيل بتنفيذ واجباتها”.