رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب.
ويستعرض التقرير الحالي رقم (296)، عددًا من المقالات والأخبار التي تحمل في طياتها، بشكل مباشر أو غير مباشر، مقولات، ادعاءات وأفكارًا تحريضية وعنصرية، نشرت في وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال الفترة الواقعة بين 15 ولغاية 21 تموز 2016.
يشمل التقرير أبرز المقولات التحريضية والعنصرية المنشورة في وسائل الاعلام المركزية خلال الفترة المذكورة أعلاه، والتي تهدف في مجملها الى شيطنة ونزع الانسانية عن الفلسطينيين، العرب والمسلمين عامة، ووصمهم بأوصاف سلبية وتعميمها عليهم جميعا.
كما تهدف المواد العنصرية التحريضية المنشورة في وسائل الاعلام الإسرائيلية المركزية إلى التشديد على دونية الفلسطيني العربي والمسلم مقابل فوقية العرق اليهودي. كل ذلك يصب في محاولات انكار حق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم التاريخي وشرعنة احتلالهم وتبرير كل الممارسات العنيفة ضدهم.
"تنميط العرب بشكل عنصري"
نشرت صحيفة "معاريف" بتاريخ 17.7.2016 مقالة عنصرية كتبها، ميخائيل كلاينر، هاجم من خلالها عضو الكنيست حنين زعبي، مروجًا لأفكار نمطية عنصرية عن العرب.
وقال: "والآن لنركز على البنت حنين زعبي، وليدة الإقليم الجنوبي لسوريا. هل كانت تستطيع عزباء تبلغ من العمر 47 عامًا، أن تضع مساحيق التجميل دون غطاء وجه، أم أنها كانت سترتدي نقابًا خانقًا؟ هل كانت ستلوح بالأعلام خلال المظاهرات، أم كانت ستنشغل برعاية الأطفال المشردين الذين يسيل مخاطهم والذين ولدتهم من زوج عجوز أجبرت على الزواج منه؟ هل كانت ستتجول على أسطول تركي، ستؤسس لحياتها المهنية، ستحصل على معاش وتظهر في وسائل الاعلام، أم أنها كانت ستكون مشغولة بالشجارات والمنافسة مع زوجة زوجها الأصغر سنًا، التي ضُمت للعائلة مؤخرًا؟ من حسن حظ زعبي، أن اليهود رفضوا مخطط أوغندا وعادوا إلى أرض آبائهم. لقد شقوا الشوارع وبنوا الجامعات في القدس وحيفا. لقد أقاموا دولة غربية تثير الفخر، والتي تستطيع فيها زعبي أن ترتدي بنطالا، أن تحارب من أجل حقوق النساء والمثليات وأن تعبر عن آرائها المتطرفة والمتآمرة تحت رعاية حق التعبير".
وأضاف: "زعبي لم تختر الماضي الذي حدد مصيرها هنا، لكن اذا اقترح عليها أحدهم في المستقبل أن تعيش في بيت والديها- تحت سيادة فلسطينية- صدقوني ستجيب بالضبط مثلما أجاب سكان أم الفحم عندما اقترح أفيغدور ليبرمان جلب فلسطين إليهم في اطار حل سياسي يعتمد على تبادل المناطق. حتى لو وقفت أمامنا وادعت أن هذا هو حلمها العذب- لن يصدقها أحد. لأن الحقيقة هي أن كل امرأة عربية تعيش في اسرائيل لن تسارع بالتنازل على الحرية والتطور الذي جلبه اليهود للدولة الغربية والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كل رجل عربي أيضًا".
وقال: "عرب اسرائيل يخطئون بإظهار قوميتهم. في النهاية، هم يخافون أن تصلهم القومية الفلسطينية وتبتلعهم. يخافون أن يعيشوا تحت حكم حماس، فتح، منظمة التحرير، أو كل تنظيم فلسطيني آخر يسعى لإقامة دولة فلسطينية مكان إسرائيل. مشكلة عرب اسرائيل الذين يعرفون أنفسهم كفلسطينيين، هي أنهم غير مستعدين للاعتراف بذلك، فقط عندما يضع السيف فوق رقابهم ويتحول التهديد إلى أمر فعليّ".
"ثقافة الكذب الفلسطينية"
انتقد الصحفي زئيف كام من خلال تسجيل مصور نشره موقع "إن آر جي" بتاريخ 19.7.2016 النائب يوسف جبارين الذي قال من خلال مقابلة اجرتها قنال الكنيست بأن اسرائيل هي من قتلت الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
وقال كام: "هنالك عضو كنيست عربي في برلماننا ويغار كثيرا من حنين زعبي، وكان سعيدا لو يحظى بالتغطية الإعلامية اللامحدودة التي تمنح لزعبي. يطلق عليه يوسف جبارين. انتم لا تعرفونه لكن في هذه الايام هو يفعل كل شيء من اجل معرفته. هذا الشاب الجديد الذي يهوى الشهرة راجع بروتوكولات حكماء صهيون المتوددون إلى كبار معادي السامية في العالم، وصاغ نسخة جديدة له. بحسب اقوال النائب المجهول، اسرائيل هي من قتلت عرفات. تسألون كيف فعلت ذلك؟ من خلال ادخال سمٍ سريٍ الى جسمه. كنا نتوقع ان لديه اثباتات عندما يقوم بتقديم الاتهامات العلنية والحادة ولكن لأسفة لا يملك الدلائل. هذا ما قاله لقناة الكنيست. هكذا تبدو ثقافة الكذب الفلسطينية، لكن هذا المرة لا يدور الحديث عن فلسطيني من احدى القرى النائية بالقرب من رام الله. بل انه يجلس هنا في كنيست اسرائيل".
"قصائد الكراهية لمحمود درويش"
نشر موقع "إن آر جي" بتاريخ 20.7.2016 مقالة كتبتها سارة هعتسني كوهن هاجمت من خلالها اذاعه الجيش الإسرائيلي التي بثت عبر احدى برامجها أشعارا لمحمود درويش.
وقالت: "حرب درويش هي حرب الكلمات وروايته هي الرواية الفلسطينية. هذا أمر شرعي. المشكلة تكمن عندما نتبنى روايته ونستهزأ بالكلمات ولا نفهمها عندما قال "لحم مغتصبي" فهذا لحم ميخال مارك، وهيلل اريئل. وكل واحد منا. عندما نتمسك بالفنون والثقافة والتعددية لكننا لا ندرك بأنها تعطي شرعية لطردنا بواسطة طعن السكاكين واطلاق النار".
وأضافت: "ترغبون في مواصلة بث قصائد الكراهية لدرويش؟ تفضلوا. لكن ليس على حسابنا وليس تحت الشعار الجميل "بيت الجنود". وعندما نقوم نحن بتمويل الاذاعة العسكرية، فإننا بذلك نعطيه المنصة الداعمة والمتعاطفة، وعلى ما يبدو ربما لا نريد الانتصار".