الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

الذكرى الثانية لمجزرة رفح "الجمعة الحمراء"

 خالد جمعة

في الصباح، كان الأول من آب مجرد يوم من أيام الحرب، يوم جمعة، وبعد ساعات، صار يوماً لن يمحى من ذاكرة المدينة وتاريخها، شيء طار فوق الجنون، 700 غارة على رفح في خمس ساعات، الشهداء في الشوارع وتحت البيوت المقصوفة، قال لي أحد الشباب هناك: أستطيع الآن أن أكتب مقالاً بسهولة عن يوم القيامة.

في الأول من آب من العام 2014، بدأت المجزرة في مدينة رفح، حيث قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بكل آلته العسكرية، وبشكل مفاجئ، بقصف مدينة رفح من البر والجو والبحر، دون توقف طوال اليوم ولو لثانية واحدة، وزارة الصحة في تقريرها النهائي عن هذا اليوم، قالت: إن مئة وشخص [101] استشهدوا وأربعمائة شخص أصيبوا بجروح، وكان مشهد المائة وواحد جثة أمام مسجد العودة في اليوم التالي وسط مدينة رفح، مشهداً لن ينساه من رآه طيلة حياته، خصوصاً مشهد عدد من الأمهات وهن يرفعن بوجل الأكفان عن وجوه الشهداء كي يتأكدن أن أبناءهن الغائبين ليسوا مع هذه الثلة من الشهداء.

فبعد أن أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة لمدة ثلاثة أيام، اخترقتها إسرائيل فجأة لتنفذ المجزرة في مدينة رفح، ووصل الأمر بعد أن تم قصف المستشفيات إلى أن يوضع الشهداء في ثلاجات الخضار والآيس كريم بعد أن فاضت بهم الثلاجات التي نجت من القصف.

هذا بالطبع عدا عن الدمار الكارثي الذي أصاب المدينة، حيث تحولت أغلب البيوت في المناطق المقصوفة إلى ركام، وفيما المسعفون يقومون بدورهم المذهل، يستشهد ثلاثة منهم تحت القصف أيضاً، وينزف الجرحى على أرصفة الطرقات، وتدعو المستشفيات كل من لديه خبرة ولو ليوم واحد في الإسعافات الأولية للتوجه إلى المستشفيات التي لم تعد تستطيع تقديم الخدمات لأحد غير تلك الحالات التي على باب الموت، لا أدوية، لا علاجات، لا طرق آمنة لسيارات الإسعاف، الرعب يجتاح المدينة والجثث في، على، تحت كل مكان.

أكبر مستشفى في مدينة رفح، هو مستشفى أبو يوسف النجار، يتم قصفه بالمدفعية، فتضطر إدارة المستشفى إلى إخلائه، والامتناع عن نقل الجرحى إليه، ما يزيد من تعقيد الأزمة، ويضع الطواقم الطبية في مأزق جديد، فأين سنذهب بالجرحى بعد أن دمروا أكبر مستشفى في المدينة؟.

الجرحى ينزفون حتى الموت في الطرقات، ولا أحد يستطيع أن يفعل لهم شيئاً، وإذا حالف الحظ إحدى السيارات بالوصول إليه، فإنها إما تتعرض للقصف أو لا تتمكن من الخروج من المدينة إلى مستشفيات خان يونس أو غزة، القيامة تقوم في رفح، ولا يمكن للطواقم الطبية أن تدخل من خارج المدينة لتغيث أهلها، لتستمر القيامة.

 سبب هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى هو خروج الناس نتيجة إعلان الهدنة من قبل الأمم المتحدة "أعلنت من قبل بان كي مون وجون كيري"، كي يشتروا ما يلزمهم بعد أن قضوا أياماً طويلة دون مؤونة أو حليب للأطفال، لم يكن أحد يتوقع أن يتم خرق الهدنة بهذه السرعة، الموت كان يمشي في الشوارع معنا، هكذا عبر أحد من فقدوا عائلاتهم من مدينة رفح.

إلى هذا اليوم، تمشي ظلال الجمعة الحمراء بشهدائها في مدينة رفح، ويتذكر الناس كل شيء حين يمرون بباب مسجد العودة الذي يتوسط المدينة، حيث وضعت مئة وواحد جثة متجاورة للصلاة عليها، ويقول أحد الناجين من المجزرة: هل يمكن لأحد أن ينسى مشهداً مثل هذا حتى لو رآه في فيلم سينما؟ فكيف إذن وقد كنا نشم رائحة الدم من تحت الأكفان؟.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025