"كِش ملك"..
"كِش ملك" أو "كش مات"، هي وضعية في الشطرنج يكون فيها الملك معرضـا للكـش (مهدد بأن يتم أخذه) ولا توجـد طريقة لإزالة "الكش" والتهديد سواء بتحريك الملك أو الدفاع عنه بقطعة أخرى أو أخذ القطعة التي قامت "بالكش"، حينهـا تنتهـي اللعبة مباشرة، ولا يؤخـذ الملك عمليا ويفوز مـن قام بالإماتة.
هذا هو حال لعبة الشطرنج التي يمارسها منذ عام الطفل، أسيد تقي الدين عبد الباسط، (6 سنوات) من سكان مدينة الخليل في الضفة الغربية.
ويقول أسيد بعد ربحه واحدة من الجولات التسع التي تشتمل عليها بطولة الشطرنج التي نُظمت في "الجيب"، إحدى القرى الصغيرة الواقعة شمال غربي مدينة القدس بتاريخ 16 تموز/ يوليو: "أحب لعبة الشطرنج لأنها تساعد في تنمية ذهني، وتطوير قدراتي في إدارة الوقت، وتعلمني الصبر. أحمل لقب بطولة فئة الـ6 سنوات، وسأشارك في مسابقة دولية للشطرنج تعقد في دبي الأسبوع المقبل. وأنا سعيد بتمثيل فلسطين في الفئة العمرية التي أنافس فيها".
وأورد تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء، ان الاتحاد الفلسطيني للشطرنج نظم البطولة بالاشتراك مع ناديي شباب قطنة والجيب الرياضيين. وقد نُظمت البطولة التي تحمل عنوان "معا من أجل الإنسانية" تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
76 لاعبا ولاعبة، تراوحت أعمارهم بين ست سنوات وما فوق الستين، لعبوا تسع جولات. توج في النهاية 13 فائزا، من بينهم ثلاثة أعمارهم دون الخمسة عشر عاما.
وأفاد ضياء أحمد الفقيه، مدرب شطرنج للناشئين، بـ"التأكيد تتطلب لعبة الشطرنج براعة، وإرادة، وقوة، وصلابة. وهذه الجوانب النفسية تساعد على تطوير شخصية ممارسي اللعبة، إذ إنهم لا يزالون في سن مبكرة. وتسهم هذه اللعبة في تنمية مهارات القيادة لدى لاعبيها، واتخاذ القرارات الصحيحة، وإيجاد طرق لتطوير أنفسهم، وتعزز استقلاليتهم، وتكسبهم القدرة على اتخاذ القرارات تحت الضغط أثناء اللعب".
يارا الفقيه، (17 عاما) من قرية قطنة، عضو في فريق الشطرنج الذي يمثل فلسطين في المحافل الدولية. شاركت في أولمبياد العالم للشطرنج الذي أقيم في تركيا عام 2012، وفي النرويج عام 2014.
وتقول يارا: "مثّل أولمبياد النرويج 2014 بطولة مهمة بالنسبة لي، حيث شارك فيه لاعبون من جميع أنحاء العالم. أظهر اللاعبون مستوى عاليا من الاستعداد وكان برفقتهم مدربون يدعمونهم. وشارك في هذه البطولة الدولية 150 دولة، واستطعنا التقدم بفلسطين 10 مراكز في الترتيب العالمي. وهذه نتيجة جيدة جدا بالنظر إلى الموارد المحدودة المتاحة لنا".
ووفق اللجنة، تأتي هذه البطولة في إطار مجموعة من الأنشطة الشبابية التي أطلقتها اللجنة الدولية في القدس عام 2016.
وتهدف اللجنة الدولية من إدماجها الشباب من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية إلى تشجيع التعبير عن الذات والتحفيز الفكري. وقالت: "من الممكن أن تؤدي الصدمات النفسية الناجمة عن تصاعد دوامة العنف إلى التأثير على التطور العاطفي للأفراد، لا سيما بين الفئات الأكثر استضعافا، كالأطفال والشباب، وقد ينتج عن ذلك مضاعفات تمس الصحة العقلية".