رصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي في الأسبوع الأخير من تموز
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" العديد من حالات التحريض والعنصرية في وسائل الاعلام الاسرائيلية، في تقرير يغطي الفترة 22-28 تموز الماضي.
ويشمل التقرير الحالي رقم (297)، الذي أعد بالتعاون مع المركز العربي للحريات الاعلامية والتنمية والبحوث "إعلام"، أبرز المقولات التحريضية والعنصرية المنشورة في وسائل الاعلام المركزية خلال الفترة المذكورة، التي تهدف في مجملها الى شيطنة ونزع الانسانية عن الفلسطينيين، والعرب والمسلمين عامة، ووصمهم بأوصاف سلبية وتعميمها عليهم جميعا.
كما تهدف المواد العنصرية التحريضية المنشورة في وسائل الاعلام الإسرائيلية المركزية إلى التشديد على دونية الفلسطيني، العربي والمسلم مقابل فوقية العرق اليهودي، كل ذلك يصب في محاولات انكار حق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم التاريخي وشرعنة احتلالهم وتبرير كل الممارسات العنيفة ضدهم.
وضمن مساعي الإعلام الإسرائيلي بإنكار حق الفلسطينيين في وطنهم وصلتهم التاريخية به، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بتاريخ 25.7.2016، مقالة كتبها جلعاد شارون، ابن وزير الوزراء السابق، أريئيل شارون، زعم فيها أن "الفلسطينيين هم متطفلون على ظهر الصهيونية. الكثير منهم جاءوا الى هنا في اعقاب الصهيونية لكسب العيش. قوميتهم المزيفة هي نتاج ثانوي منا، فهي غير موجودة من دون الصهيونية ولم تكن لتبقى من دونها".
صحيفة "إسرائيل اليوم" شنت هجومًا على الرئيس محمود عباس، عبر مقالة كتبها د. إيدي كوهين بتاريخ 27.7.2016، قال من خلالها: "بدلا من تقديم اليد للسلام فإن أبو مازن الذي ينكر الكارثة، يستمر في سياسة المفتي والحزب النازي. هذه السياسة التي تسعى إلى القضاء على دولة اليهود وعلى الشعب اليهودي".
أما صحيفة "يتد نأمان" الدينية، فقد شنت هجومًا عنصريًا عبر افتتاحيتها بتاريخ 27.7.2016، على المسلمين والفلسطينيين، حيث ورد فيها: عندنا، هنا في أرض إسرائيل، ممثلون محليون لا يختلفون بوحشيتهم الشيطانية عن زملائهم في "الدولة الإسلامية".
"يديعوت احرونوت": لا وجود للقومية الفلسطينية
وتحت عنوان "الخيال الفلسطيني" نشر موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت" بتاريخ 25.7.2016 مقالة تحريضية كتبها جلعاد شارون ادعى من خلالها ان الفلسطينيين لا يطمحون لإقامة دولة خاصة لهم، بل يرغبون بالقضاء على اسرائيل فقط.
وقال: " فكرة قانون الاقصاء الذي تمت المصادقة عليه في هذه الايام هي الحد من التضامن العلني لاعضاء الكنيست من القومية الفلسطينية وتعابيرها العنيفة. لكنها تثير سؤالا كثير الاهمية: هل القومية الفلسطينية هي شيء حقيقي ام خيال هدفه قبض أرواحنا؟ للسؤال فيما اذا كانت حقيقية او اختراع تأثير علينا، وهذا يتطلب دراسة. التطلع الاساسي لكل حركة وطنية هي اقامة دولة قومية خاصة بها. كبيرة كانت ام صغيرة، بالاساس دولة. حركة قومية، بحكم طبيعتها، عليها ان تنشغل بتحقيق حلم- الدولة".
وأضاف: "نظرة سريعة على الفلسطينيين في المائة سنة الاخيرة لا ترى اي مؤشرات عن عمل حقيقي في المنحى. في العقود الاولى من حياة الصهيونية لم تكن هناك قومية فلسطينية. لقد كان هنك فائض من الفلسطينيين من القومية العربية، التي ظهرت كأسطورة شرقية. وحتى قرار التقسيم في 1947 في الامم المتحدة، عملت الصهيونية بنشاط لبناء مؤسساتها والتحضير لاقامة دولة. وماذا فعل الفلسطينيون في ذلك الوقت؟ هل عملوا على الاستعداد لاقامة دولتهم؟ كلا. عملوا على منع اقامة الصهيونية. لو قبل الفلسطينيون قرار التقسيم، لكانت لهم اليوم دولة بعمر اسرائيل. لكانت كل المنطقة التي يطالبون بها اليوم- وحتى اكثر من ذلك- بيدهم ولم يكن هناك اي لاجئ فلسطيني. لكنهم لم يفكروا ابدا بهذه الامكانية. والرفض كان واضحا. لماذا؟ لان اقامة دولة لأنفسهم لم تهمهم، وفقط الغاء دولتنا ما يهمهم".
وقال: "لقد مر 70 عاما تقريبا منذ ذلك الحين والتطلعات الفلسطينية لم تتغير. ولمدة 19 عاما، بين حرب الاستقلال وحرب الايام الستة، لم يقيموا دولة. بالاضافة الى ذلك، فإن المادة 24 من الميثاق الفلسطيني الاول ( الذي يحاولون نسيانه)، الذي نشر في حزيران 1964، اقروا: " ان هذه المنظمة (منظمة التحرير الفلسطينية) لا تمارس اي سيادة على الضفة الغربية... على قطاع غزة....". لماذا في الوثيقة الاساسية يعلن الفلسطينيون انه ليس لديهم طموح للسيادة على المنطقة التي يطالبون بها اليوم؟ لان نتائج حرب الايام الستة هي ذريعة وليست سببا للعنف الفلسطيني، لقد كانت هنا من قبل. وهذا السبب الذي لم يتوصل باراك الى اتفاق مع عرفات واولمرت مع ابو مازن، وانه من المستحيل التوصل الى اي اتفاق معهم".
وأضاف: " هل القومية التي حلم أبنائها الأكبر هو بطاقة هوية العدو هي قومية؟ ثلاثة شعوب مسلمة تعيش في المنطقة – المصريون والفرس والاتراك، والباقي هم قبائل. الفلسطينيون هم متطفلون على ظهر الصهيونية. الكثير منهم جاؤوا الى هنا في اعقاب الصهيونية لكسب العيش. قوميتهم المزيفة هي نتاج ثانوي منا، فهي غير موجودة من دون الصهيونية ولم تكن لتبقى بدونها. وبعد كل هذا، علينا ان نفعل ما هو افضل لنا- ان لا نختلط بهم وان لا نعتمد عليهم، لانهم لا يبحثون عن منفعتنا بل عن ايذائنا".
"إسرائيل اليوم": ابو مازن يواصل السياسية النازية ضد اليهود
ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 27.7.2016 مقالة تحريضية ضد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كتبها د. إيدي كوهين. وزعم كوهين أن الرئيس الفلسطيني يستمر في سياسية "النازية".
وقال: "وعد بلفور أو “الوعد المشؤوم”، كما يسميه العرب، يحمل في ثناياه التزاما بريطانيا بتأييد اقامة بيت قومي للشعب اليهودي في ارض إسرائيل. هذا الوعد لم ينف اقامة دولة عربية إلى جانب الدولة اليهودية، الامر الذي رفضه العرب تماما عدة مرات على مدى تاريخ الصراع. أبو مازن ليس الزعيم الفلسطيني الاول الذي يسعى إلى محاربة وعد بلفور، وعمليا مفتي القدس الحاج أمين الحسيني قد حاربه بلا هوادة. ويضاف إلى ذلك أن الاموال السياسية والدعم من الرايخ الثالث تمحورا حول هذا الوعد ومقاومته. قدرة العرب على خلق الدعاية كانت تُسمع بشكل جيد في الآذان الغربية. الاكاذيب والتحريض لا يعرفان الحدود كما يقومون في الوقت الحالي باستغلال ما يسمى “احتفالات النكبة الفلسطينية”. وبنفس القدر اعتاد المفتي في حينه على احياء الذكرى السنوية لوعد بلفور في المانيا، من اجل الحصول على تأييد النازيين".
وأضاف: "عندما وصل المفتي إلى المانيا كان يهتم كل سنة باحياء الذكرى السنوية لوعد بلفور بواسطة مسيرات الجالية العربية في برلين وبخطبة في مسجد برلين. وهذا ما قاله في خطاب له في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1943: “في مثل هذا اليوم، قبل 26 سنة، تم نشر وعد بلفور السيء الذي قضى بإقامة بيت قومي لليهود في فلسطين في أعقاب المؤامرة اليهودية البريطانية في الحرب السابقة. هذا الوعد صدر عن بريطانيا وهو يمنح اليهود هذه البلاد العربية الإسلامية، قبلة الصلاة الاولى للمسلمين، ووطن المسجد الاقصى وباقي الاماكن الإسلامية المقدسة".
وقال: "اقوال المفتي حظيت بالتأييد من قبل القادة النازيين الذين شاركوا في جميع الاحتفالات التي قام باحيائها، بل قدموا له الدعم والاموال بدون قيود. وعلى سبيل المثال كتب رئيس الغستابو، هنريخ هاملر للمفتي في الذكرى السنوية لوعد بلفور قائلا: “الحزب الوطني الاشتراكي تبنى منذ اقامته محاربة يهود العالم. لذلك فهو يتابع دائما وبتأييد خاص حروب العرب التي تسعى للحرية ولا سيما في فلسطين ضد المعتدين اليهود. إن معرفة هذا العدو والحرب المشتركة ضده هي الاساس الصلب للتحالف الطبيعي بين بريطانيا وبين المسلمين الساعين للحرية. أنا أهنئكم في ذكرى وعد بلفور السنوية وأتمنى لكم النجاح”. بدلا من تقديم اليد للسلام فان أبو مازن الذي ينكر الكارثة، يستمر في سياسة المفتي والحزب النازي. هذه السياسة التي تسعى إلى القضاء على دولة اليهود وعلى الشعب اليهودي".
"يتد نأمان": لا فرق بين الفلسطينيين المتوحشين وداعش
وتحت عنوان "من الحروب الصليبية- وحتى الحروب الصليبية الإسلامية" نشرت صحيفة "يتد نأمان" بتاريخ 27.7.2016 مقالة افتتاحية
وجاء في المقالة: "أمامنا جولة أخرى من الصراع القديم بين عيسو وإسماعيل، بين من "يده في كل شيء" ومن قيل له "وبسيفك تعيش". لقد كان من الصعب أمس، عند سماع خبر الهجوم على الكنيسة، عدم التفكير بأنهار الدماء اليهودية التي سفكت على يد رسل الكنيسة: الحملات الصليبية، محاكم التفتيش، المجازر الوحشية، فريات الدم، وبالطبع الصمت المخيف من قبل الكنيسة المسيحية والقائمين عليها تجاه القطارات التي جالت شوارع أوروبا وهي تتجه لغرف الغاز. في تلك الأيام، تعاون النازيون مع "المفتي" المسلم للقدس. عيسو وإسماعيل جلسوا سوية وفركوا أيديهم ظنًا منهم أن "الحل النهائي" يتحقق. لم يتحدث أحد حينها عن "حقوق الانسان"، "حدود الديمقراطية" أو أي جانب انساني آخر. كراهية اليهود مشتركة بين عيسو وإسماعيل".
وأضافت الصحيفة: "وها هو إسماعيل يغرز سيفه مرة تلو المرة في ظهر عيسو، في محاولة لإحتلال العالم من جديد. غدًا سوف تتدفق جماهير "اللاجئين المساكين" الذين سيتكدسون في أوروبا، ومن جهة أخرى سيخرج القتلة كل يوم لينغصوا حياة مواطني الغرب. اليهود، وفقًا لداعش، عليهم أن ينتظروا حتى "المرحلة الأخيرة"، بعد أن يكون العالم كله تحت سيطرتهم. ولكن عندنا، هنا في أرض إسرائيل، ممثلون محليون لا يختلفون بوحشيتهم الشيطانية عن زملائهم في "الدولة الإسلامية".