شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

محمود درويش.. ثماني سنوات في "حضرة الغياب"

يصادف اليوم الثلاثاء، التاسع من آب، الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الفلسطيني الأممي، محمود درويش، الذي وافته المنية بعد إجراء عملية قلب مفتوح في المركز الطبي في هيوستن، ودخوله بعدها في غيبوبة الى أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش عنه، حيث ووري جثمانه الثرى في 13 آب في مدينة رام الله.

ولد محمود درويش في 13 آذار/ مارس 1941، في قرية البروة قرب عكا، وعاش شبابه في أراضي عام 1948، وعرف آنذاك بشاعر القومية العربية.

وتأتي ذكرى رحيل الشاعر الكبير، في ظل هجمة اسرائيلية عليه، تدلل على عمق العنصرية والكراهية للمثقف والانسان الفلسطيني، كان آخرها، النقد الذي وجهته وزيرة ثقافة الاحتلال ميري ريغيف لإذاعة الجيش الاسرائيلي، ردا على قيامها ببث برنامج عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش، واذاعة قصيدة "سجل انا عربي"، كما استدعى وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان، مدير اذاعة الجيش للتنديد ببث البرنامج.

وترك درويش بصمات مهمة في القصيدة العربية الحديثة، إذ عبّر بصدق وحساسية عن قضية العرب الأولى، كما كان لأشعاره الوطنية دورها المهم في توضيح أبعاد القضية الفلسطينية على مستوى العالم، من خلال تعبيره الإنساني الرفيع.

تفرغ الشاعر درويش بعد إنهائه تعليمه الثانوي، لكتابة الشعر والمقالات في الصحف مثل صحيفة 'الاتحاد'، والمجلات مثل 'الجديد'، التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها، وكلتاهما تابعة للحزب الشيوعي الذي كان عضوا فيه، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.

أول محطة لدرويش خارج فلسطين كانت الاتحاد السوفييتي، وذلك عام 1970 بهدف الدراسة، قال درويش: "أول رحلة لي خارج فلسطين كانت إلى موسكو، أقمت فيها نحو سنة. وكانت موسكو أول لقاء لي بالعالم الخارجي. كانت موسكو أول مدينة أوروبية وأول مدينة كبيرة أعيش فيها. اكتشفت معالمها الضخمة ونهرها ومتاحفها ومسارحها.. تصور ما يكون رد فعل طالب ينتقل من إقامة محاصرة إلى عاصمة ضخمة! تعلمت الروسية قليلا لأتدبر أموري الشخصية. لكن اصطدامي بمشكلات الروس يوميا جعل فكرة "فردوس" الفقراء التي هي موسكو، تتبخر من ذهني وتتضاءل. لم أجدها أبدا جنة الفقراء، كما كانوا يعلّموننا".

المحطة التالية لدرويش كانت القاهرة (1970-1972)، وفيها التقى محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وكبار الكتاب مثل نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وتوفيق الحكيم، وعينه محمد حسنين هيكل في نادي كتّاب "الأهرام". كتبت في القاهرة قصيدة "سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا" ونشرت في صحيفة "الأهرام" وصدرت في كتاب "أحبك أو لا أحبك".

بيروت كانت محطته الثالثة، وعاش فيها من العام 1973 الى العام 1982، ولها مكانة خاصة في قلبه، وفيها فقد أعز أصدقائه، غسان كنفاني وغيره.. وفيها كتب ديوان "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق"، وفي بيروت شهد درويش الآثار الايجابية للتفاعل الفلسطيني مع الحياة الثقافية اللبنانية أو التفاعل اللبناني مع القضية الفلسطينية. كمركز الأبحاث الفلسطينية، مجلة "شؤون فلسطينية" ومجلة "الكرمل".

انتقل لمدة الى دمشق، ثم كانت محطة تونس، ثم باريس التي عاش فيها عشر سنوات، وبقي متنقلا بين تونس وباريس، ونقلا عن سيرته المنشورة في مؤسسة محمود درويش، يقول درويش: "في باريس تمت ولادتي الشعرية الحقيقية. وإذا أردت أن أميّز شعري، فأنا أتمسك كثيرا بشعري الذي كتبته في باريس في مرحلة الثمانينيات وما بعدها. هناك أتيحت لي فرصة التأمل والنظر إلى الوطن والعالم والأشياء من خلال مسافة، هي مسافة ضوء. فأنت عندما ترى من بُعد، ترى أفضل، وترى المشهد في شموليته. علاوة على أن باريس جماليا تحرّضك على الشعر والإبداع. كل ما فيها جميل. حتى مناخها جميل. في باريس كتب في وصف يوم خريفي: "أفي مثل هذا اليوم يموت أحد؟". ومدينة باريس أيضا هي مدينة الكتّاب المنفيين الآتين من كل أنحاء العالم. تجد العالم كله ملخصا في هذه المدينة. وكانت لي صداقات مع كتّاب أجانب كثيرين. وأتاحت باريس لي فرصة التفرّغ أكثر للقراءة والكتابة. ولا أعرف فعلا إن كانت باريس هي التي أصابتني أم أن مرحلة نضج ما تمت في باريس، أم أنه تطابق العنصرين بعضهما مع بعض؟ في باريس كتبت ديوان "ورد أقل" وديوان "هي أغنية" و"أحد عشر كوكبا" و"أرى ما أريد" وكذلك ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا؟" ونصف قصائد "سرير الغريبة". وكتبت نصوص "ذاكرة للنسيان" وغاية هذا الكتاب النثري التحرر من أثر بيروت، وفيه وصفت يوما من أيام الحصار. معظم أعمالي الجديدة كتبتها في باريس. كنت هناك متفرّغا للكتابة على رغم انتخابي عضوا في اللجنة التنفيذية. وفي باريس كتبت نص إعلان الدولة الفلسطينية. مثلما كتبت نصوصا كثيرة ومقالا أسبوعيا في مجلة "اليوم السابع". كأنني أردت أن أعوّض عن الصخب الذي كان يلاحقني في مدن أخرى".

ثم انتقل درويش الى محطته الأخيرة وهي التنقل بين عمان ورام الله، حيث صدر له: الجدارية 2000، حالة حصار 2002، لا تعتذر عما فعلت 2004، كزهر اللوز أو أبعد 2005، في حضرة الغياب 2006، أثر الفراشة 2008.

صدر لدرويش 26 عملا شعريا، و11 عملا نثريا، وترجمت أعماله إلى 22 لغة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024