والدة الأسير إياد نصار.. وداعا
هدى حبايب
افتقد ذوو الأسرى في طولكرم، الذين يعتصمون أمام مكتب الصليب الأحمر كل يوم ثلاثاء، والدة الأسير إياد محمود عبد الرحيم نصار "أم العبد"، التي غيبها الموت يوم السبت الماضي، إثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.
وغلب الحزن على الاعتصام الأسبوعي، لرحيل أم العبد، التي كان لها حضور فاعل في جميع الاعتصامات التضامنية مع الأسرى.
والدة الأسير حاتم الجيوسي المحكوم 6 مؤبدات، ووالد الأسير عبد الرحمن فودة المحكوم 18 عاما، ووالد الأسير محمد ابو خليل الذي يقبع في سجن مجدو منذ عام دون محاكمة، وعدد من النشطاء المتضامنين مع الأسرى، شعروا بألم لفقدان أم العبد، وأجمعوا في أحاديثهم على أن للراحلة بصمة في أية قضية تهم الأسرى لا يمكن أن تنسى، تارة تشارك في الاعتصام، وأخرى خلال المسيرات والمهرجانات، مطالبة بحق جميع الأسرى العادل في الحرية.
وأجمعوا على أن أم العبد كانت تقول كلمة الحق في وجه الاحتلال الظالم ولا تخشى في الله لومة لائم، أحبت جميع الأسرى كافة بغض النظر عن انتماءاتهم، على قناعة تامة بأنهم جميعا أبناء فلسطين، ضحوا بحريتهم من أجل حرية وطنهم وشعبهم من الظلم الغاشم.
أم حاتم الجيوسي تحدثت بألم على ما آلت إليه ظروف الأسرى وذويهم، ومسيرة المعاناة للأسير داخل الأسر، وأهله خارج السجن، وقالت: "تعبنا كثيرا من الفراق والبكاء، حتى أصابتنا بالأمراض، وهذا ما حصل مع الراحلة أم العبد التي سارت معنا على الدرب منذ 14 عاما، هي فترة اعتقال ابنها إياد المحكوم مدى الحياة، قضتها بقهر وحرمان مما أدى إلى إصابتها بالمرض الخبيث لم يمهلها سوى 4 شهور فقط، لترتقي بعدها إلى العلى".
وأضافت، أن أم العبد وبعد معاناة في الحصول على تصريح زيارة ابنها، تمكنت من زيارته يوم الخميس الماضي قبل وفاتها بيومين، بسيارة الإسعاف وهي فاقدة للوعي، فكان لقاؤها بابنها هو الوداع الأخير، قبلها القبلة الأخيرة، وشدت على يديه وحالها يقول (الله يرضى عليك يا ابني، خلي إيمانك قوي، وصبرك أقوى وعمره السجن ما سكر على حدا)، هذه هي كلماتها المعهودة التي كانت ترددها في كل لقاء لجميع الأسرى في السجن.
حليمة ارميلات عضو نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم، أكدت أنه لا بد لمعاناة أمهات الأسرى أن تنتهي، فلا يعقل أن ترحل الواحدة تلو الأخرى وقلبها يتفطر شوقا لمعانقة فلذة كبدها الأسير، دون أي مبالاة من الاحتلال، الذي هو السبب الرئيسي لكل ما يحدث من آلام ومعاناة للأمهات الفلسطينيات.
وأوضحت أن المعاناة تشمل الأسير وعائلته، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، من معاناة المرض وحرمان الزيارات خاصة وأن هناك الكثير من الأمهات تجاوزن الستين من العمر ممنوعات من الزيارات، إضافة إلى ممارسات الاحتلال بحقهن من خلال إرجاعهن عن المعابر بحجة المنع الأمني، في الوقت الذي تكون فيه أم الأسير في أشد الشوق واللهفة لرؤية ابنها .
وناشدت ارميلات المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لمنح الأسير حقه في الزيارات والعلاج والطعام والشراب، ووقف الاضطهاد الحاصل بحقه وحق ذويه.
ولم يخل الاعتصام الأسبوعي اليوم كالعادة من تضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام الذين احتلت أخبارهم عناوين الأحاديث في وسائل الإعلام المحلية المرئية والمكتوبة، خاصة الأسيرين المضربين عن الطعام، بلال كايد الذي دخل إضرابه عن الطعام 56 يوما، وأكرم أبو بكر من طولكرم المضرب عن الطعام منذ 14 يوماً وتم نقله من سجن جلبوع إلى سجن مجدو، المحكوم 3 مؤبدات و30 عاما، حيث أفاد ابنه سميح أن سلطات الاحتلال منعت إدخال المحامي له بالأمس، مناشدا بضرورة العمل على الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال.
وأكد الأسير المحرر شكري غنايم منسق لجنة الأسرى المحررين، أن على أبناء شعبنا الوقوف وقفة رجل واحد للتضامن مع الحركة الأسيرة وعلى رأسها الأسرى المضربين عن الطعام، مطالبا المؤسسات المعنية بالأسرى والمجتمع المحلي إلى بذل جهودها لمساندة الأسرى وذويهم وإنهاء معاناتهم التي تتفاقم كل يوم.