الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

سميح ياسين: نسج نصف قرن بأبرة وخيط!

ألف - عبد الباسط خلف:
تكاد ابتسامة سميح أحمد ياسين لا تغادر وجهه، فيما لا تكف ذاكرته عن سرد تفاصيل حكايته مع الأبرة والخيط، والتي بدأت منذ العام 1956، وتنقلت بين ضفتي النهر؛ غربا وشرقا.
يقول وهو يجلس وراء آلة صارت تشاركه حياته: ولدت في تموز 1943 بقرية دير أبو ضعيف( 6 كيلومترات شرق جنين)، وتعلمت الخياطة وأنا ابن 13 سنة، ولم تساعدني الظروف على الدراسة بعد الصف الأول الإعدادي، فوالدي توفي وانأ ابن خمس سنوات، وكنت الولد الوحيد بين خمس بنات.
وأول من دربني على الخياطة والتفصيل خالد الدحدوح، الذي سافر إلى الأردن، فسلمني أصول المهنة في ستة أشهر، ثم انتقلت إلى عمان، وصرت أوزع الملابس  التي أكويها على الدراجة الهوائية في منطقة جبل عمان، ورجعت عام 1955 إلى جنين، وطلبت من الخياط وليد أمين حسين أن يُعلمني كل أصول الخياطة والتفصيل، فوافق مقابل 10 دنانير، وكنت أشتغل ليل نهار عنده، وأنام في دكانه لأتعلم بسرعة، وبعدها رجعت إلى عمان واشتغلت خياطاً على فترتين، وبقيت سنتين على هذا الحال.
ووفق ياسين، فقد عاد إلى بلدته، ليعمل، لكن سوء الطريق الموصلة إليها في الشتاء، وقلة المواصلات دفعته ليعمل حراثاً على جرار زراعي، غير أنه سرعان ما قرر العودة إلى الخياطة، فاستأجر دكاناً العام 1964، وبدأ يخيط القمصان والسراويل، وأسس بعد عدة سنوات مشغلاً لإنتاجها وتوزيعها إلى السوق المحلي، وإلى داخل الخط الأخضر، ووظّف 40 خياطة، لكن ظروف الانتفاضتين،( 1987، و2000)، وغزو البضائع الصينية للأسواق، دفعته للتوقف عن الإنتاج، وصار يشتغل بمواصفات السوق.
يُكمل ويده تمسك قميصاً يحتفظ به من أيام مشغله: "البضائع الصينية ذبحتنا"، ولم نعد نستطيع التحرك، وتوقفت عن إنتاج البضائع، فصار القميص الواحد يُكلفنا 30 شيقل، ويصل من الصين بأقل من ذلك بكثير، كما أن العاملات لدينا بدأن ينتقلن إلى داخل الخط الأخضر، أو إلى مشاغل تعمل لصالح تجار إسرائيليين.
واستناداً إلى ذاكرة ياسين، فإن القميص الإنجليزي الأصلي كان يُكلّف 17 قرشاً قبل 50 سنة،( نحو 100 شيقل بلغة اليوم)، أما البنطال الواحد فكنا نصنعه بسبعين قرشا( تعادل بحسابات اليوم 180 شيقلاً). أما الألوان التي كانت شائعة في الستينات وقبلها، فالأزرق، والسكني، والأبيض دون أشكال أو تخطيط. بينما كانت البذلة تحتاج إلى 12 ديناراً وتُدفع بالتقسيط، ويفوق ثمنها سعر دونم الأرض.
ولم ينقل ياسين الأب لستة أولاد: أحمد ومحمد وعبد الله ومحمود ورأفت وأيمن، وخمس بنات، كما يقول، أصول المهنة، وإسرارها سوى إلى اثنتين من بناته، لكنه لا يستطيع أن ينام الليل الطويل إلا إذا عمل مع"رفيقة عمره"، فالحياة بلا أبرة وخيط لا تساوي شيئاً.

 
 
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025