جرافات الاحتلال تقطع الأرزاق في سلفيت
علا موقدي
يعتمد المزارعون في محافظة سلفيت على محصول الزيتون بشكل كبير، حيث يشكل قطاع الزيتون أكثر من 80% من القطاع الزراعي في المحافظة، ويعتبر من المواسم المهمة إذ يدر إنتاجه دخلا كبيرا، ويشكل موردا اقتصاديا أساسيا للمزارعين.
وبحسب مدير زراعة سلفيت إبراهيم الحمد، فإن المعدل السنوي من إنتاج زيت الزيتون في المحافظة يقدر بحوالي 2000 طن، أي بنسبة تتراوح بين 10 و12% من إنتاج زيت الزيتون في الوطن.
أمس صباحا، لم تمهل جرافات الاحتلال250 شجرة زيتون في قرية اسكاكا شهرًا ونصف الشهر لتطرح ثمارها وبركتها، فاقتلعتها من جذورها، ودمرت 20 دونما زراعية على مرأى من أصحابها، الذين تفقدوا بحسرة آثار الجريمة.
تعود ملكية هذه الأراضي لأربعة أشقاء، لكل منهم عائلة يتراوح عدد أفرادها ما بين 5 إلى 8، يعتمدون على أراضهم لتأمين مصدر رزقهم. ثلاث جرافات هدمت ما حاول الأشقاء تعميره، اقتلعت أغراس زيتون يتراوح عمرها بين 5 و10 سنوات، كان من المتوقع أن يبدأ إنتاجها الغزير والفعلي هذا الموسم، وجرفت حوالي 500 متر جدران حجرية استنادية.
رئيس مجلس قروي اسكاكا عبد القادر أبو حاكمة، قال لـ"وفا": كانت الأرض بورا، حتى قام المزارعون باستصلاحها وتعميرها وزراعتها قبل 10 سنوات، وعندما بدأت بالإثمار الفعلي قام الاحتلال بجرفها، مدعيا أنها أراضي دولة"، رغم أنها مملوكة لمزارعين من قرية اسكاكا، ولدى أصحابها وثائق تثبت ذلك.
وأوضح أن القرية محاطة بثلاث مستوطنات كبيرة، هي "نفيه حنانيا" و"رحاليم" و"ارئيل"، سلبت الأراضي الفلسطينية من المزارعين، وقلصت من الإنتاج الزراعي ومساحة الأراضي الزراعية.
المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وجدار الضم والتوسع العنصري، ومعسكرات جيش الاحتلال، والطرق الالتفافية، جميعها تؤثر بشكل مباشر على القطاع الزراعي في محافظة سلفيت، حيث أصبح عدد المستوطنات في المحافظة يفوق عدد التجمعات الفلسطينية.
قرية اسكاكا إحدى قرى محافظة سلفيت، التي استولى الاحتلال على جزء كبير من أراضيها لصالح مشاريع توسيع المستوطنات وخاصة "ارئيل" المقامة على أراضي المحافظة منذ العام 1978.
ويعاني المزارعون في المنطقة من مضايقات مستمرة، وخاصة عند اقتراب موسم قطف الزيتون، وفي أحيان كثيرة يصعب على المزارعين الوصول إلى أراضيهم لفلاحتها والعناية بها، فاتبع الاحتلال منذ فترة طويلة كافة الوسائل للاستيلاء على الأراضي الزراعية، وطمس المعالم التاريخية والدينية، وأصدر إخطارات للسيطرة وتوسيع مشاريع البؤر الاستيطانية، كما أصبحت البيئة ملوثة بمياه الصرف الصحي المتدفقة من المستوطنات.
في مقابل ذلك، تحاول وزارة الزراعة النهوض بالقطاع الزراعي في المحافظة وحمايته، من خلال دعم المزارعين بمشاريع لاستصلاح الأراضي، وتزويدهم بأشتال الزيتون، وشق طرق زراعية للتخفيف من حجم الأضرار التي يلحقها بهم المستوطنون.
ووفقا لخبراء ومختصين في قضايا الاستيطان، فإن سلفيت تعدّ المحافظة الثانية بعد القدس، من حيث الاستهداف الاستيطاني الإسرائيلي، في الوقت الذي تتزايد فيه التصريحات من قبل مسؤولين إسرائيليين بأن مستوطنة "ارئيل" ستبقى داخل حدود دولة الاحتلال، وأن الهدف من التوسع الاستيطاني في سلفيت هو فصل شمال الضفة عن جنوبها، والهيمنة على المياه الجوفية في المحافظة، كما يسعى الاحتلال بكامل قوته إلى وقف تنمية القطاع الزراعي، ويقوم بإجراءات تعسفية بحق المزارعين الفلسطينيين .