"دحبور" ..العالمي
عمال وعاملات في مصنع ينتج رأس العبد "الدحبور" في نابلس
جميل ضبابات
مطار شارل ديغول؛ باريس: يحمل الشاب الفلسطيني احمد النبالي عبوة حلوى بانتظار الصعود إلى الطائرة التي ستقلع إلى مطار جون كنيدي في نيويورك بعد قليل.
وهذه الحلوى هي ليس إلا حبات "رأس العبد"، او "دحبور"، وهي صنف هش يصنعه الفلسطينيون والإسرائيليون ويتناولونه على طرفي الصراع على حد سواء.
وفي نابلس، كبرى مدن الضفة تدور أضراس معمل على مدار ساعات طويلة خلال النهار، تنتج حبات هذه الحلوى التي تشبه كرات كريما مغلفة بالكاكاو السائل، خلال أشهر الشتاء.
في الطابق العلوي من مصنع أسسس مطلع خمسينيات القرن الماضي لصناعة قوالب الثلج يتابع سائد عنبتاوي من خلال شاشات الكترونية، نحو 24 من العمال والعاملات يعملون على خط إنتاج رأس العبد او ما بات يعرف بدحبور في الأراضي الفلسطينية وفي إسرائيل ب"كريمبو". وهي كلمة تعني الكريم:هنا.
وقال إبراهيم الكاهن وهو تاجر سامري يعمل على خط الصراع بين الضفة والمدن الإسرائيلية "الأطفال اليهود يحبونه. ويوزع في إسرائيل كبديل للبوظة في فصل الشتاء".
ويبدو دحبور الذي يجتاز مذاقه الحدود عالمي إلى ابعد حد.
كان النبالي اخذ عبوة الحلوى من رام الله لأقارب له في نيويورك، وقال الشاب " عندما احضر إلى رام الله في الشتاء أعود إلى هناك (الولايات الأمريكية المتحدة) بعبوة رأس العبد. إننا نفضلها على :(دنكن دونتس)" في إشارة منه إلى سلسلة المتاجر التي تبيع الحلوى الشهيرة.
لكن هنا في نابلس وفي الضفة الغربية وغزة الكل يعرف رأس العبد، منذ عشرات السنين، وثمة في الشتاء مصانع عديدة تقوم بصناعة هذه الحلوى. ويعتقد على مدى واسع أن هذه الحلوى سميت برأس العبد نسبة الى لونها القاتم الذي يشبه لون الزنوج.
"هاهاهاها" يضحك كل من النبالي في باريس والعنبتاوي في نابلس. فكلا الشابين على بعد آلاف الأميال يعتقدان أن الحلوى التي تحمل أسماء متعددة لا ترمز إلى أي شيء غير ملمسها الهش وطعمها اللذيذ.
ويعرض عنبتاوي وهو مدير العمليات في شركة الأرز لصناعة البوظة عبوات مختلفة توضع فيها هذه الحلوى احضرها من دول مختلفة.
ويحمل النبالي عبوة رأس العبد التي تحمل وسما صنع في فلسطين. وقال العنبتاوي " كثير من دول العالم تصنع رأس العبد" أوروبا كندا. استغربت حتى الفلبين يصنعونه".
"ليس معروفا أول من صنع رأس عبد في العالم. اعتقد أنهم صنعوه في الدنمارك. هكذا تشير مصادر الانترنت. لكننا نتابع ما يجري عليه من تطويرات لنطوره فلسطينياً" قال الرجل.
وقالت سيدة فضلت عدم ذكر اسمها كانت أيضا في المطار " انا رأيت رأس العبد في متاجر الدنمارك. كنت في زيارة هناك. لم اشتر . لا أحبه. آخر مرة تذوقت فيها هذه الحلوى قبل عشرين عاما". وضحكت.
وثمة دول كثيرة تصنع رأس العبد بشكله التقليدي ومن ذات المكونات البسيطة: السكر وبياض البيض والجلوكوز والنكهات. في المصنع تسحب حبات رأس العبد على جرار كهربائي من مرحلة صبها حتى تغليفها. لكن كل أصناف رأس العبد في الأسواق المحلية تشبه بعضها حتى تلك القادمة من إسرائيل.
ومثل أي صنف تجاري آخر، يتعرض رأس العبد الفلسطيني لمنافسة من قبل المنتج الإسرائيلي.ويسميه ايضا الإسرائيليون "كريمبو".
مثله مثل أي حلوى تقليدية تصنع منذ عشرات السنين في مدينة نابلس التي تشتهر بصناعتها التقليدية، ظل رأس العبد موجود رغم دخول عشرات أصناف الحلويات العالمية الى الأسواق المحلية. يمكن رؤية العبوات في كل مكان.
"نحن نتذكر رأس العبد كتاريخ في طفولتنا.. الان مازال موجودا هنا وفي كل مكان" قال ظافر عنبتاوي وهو موظف في هذه الشركة.
ويصنع الفلسطينيون حلوى شبيهة برأس العبد يطلقون عليها خد العروس وهي نموذج رديف انعم، وألوانه ناعمه....ضاحكاً قال العنبتاوي" رأس العبد بحاجة الى خد عروس". لكن الإقبال على رأس العبد الذي يغلف بورق قصدير أكثر من الإقبال على خدود العروس الذي لا يغلف نظرا لنعومته المفرطة.
وهناك عدة مصانع لرأس العبد في المدينة وفي مدن أخرى. وتخضع شروط التصنيع لدقة إذ أن تلف الحلوى ممكن في حال عدم تخزينها بشكل جيد.
وعلى وقع موسيقى تطغى على أصوات الماكينات تخرج في الساعة عشرات العبوات إلى التخزين قبل النقل الى الاسواق المحلية.
ذاته احمد ستيتي يعمل في هذه المهنة منذ أربع سنوات. وفتيات أخريات يغلفن الحبات بخفة يد ملفتة للنظر. قال ستيتي الذي يضع اللمسات النهائية على العبوات" الكل هنا يتقن العمل. العمل في رأس العبد ممتعا. رأس العبد لذيذ" . ويبتسم عمال آخرون تأكيدا.
جميل ضبابات
مطار شارل ديغول؛ باريس: يحمل الشاب الفلسطيني احمد النبالي عبوة حلوى بانتظار الصعود إلى الطائرة التي ستقلع إلى مطار جون كنيدي في نيويورك بعد قليل.
وهذه الحلوى هي ليس إلا حبات "رأس العبد"، او "دحبور"، وهي صنف هش يصنعه الفلسطينيون والإسرائيليون ويتناولونه على طرفي الصراع على حد سواء.
وفي نابلس، كبرى مدن الضفة تدور أضراس معمل على مدار ساعات طويلة خلال النهار، تنتج حبات هذه الحلوى التي تشبه كرات كريما مغلفة بالكاكاو السائل، خلال أشهر الشتاء.
في الطابق العلوي من مصنع أسسس مطلع خمسينيات القرن الماضي لصناعة قوالب الثلج يتابع سائد عنبتاوي من خلال شاشات الكترونية، نحو 24 من العمال والعاملات يعملون على خط إنتاج رأس العبد او ما بات يعرف بدحبور في الأراضي الفلسطينية وفي إسرائيل ب"كريمبو". وهي كلمة تعني الكريم:هنا.
وقال إبراهيم الكاهن وهو تاجر سامري يعمل على خط الصراع بين الضفة والمدن الإسرائيلية "الأطفال اليهود يحبونه. ويوزع في إسرائيل كبديل للبوظة في فصل الشتاء".
ويبدو دحبور الذي يجتاز مذاقه الحدود عالمي إلى ابعد حد.
كان النبالي اخذ عبوة الحلوى من رام الله لأقارب له في نيويورك، وقال الشاب " عندما احضر إلى رام الله في الشتاء أعود إلى هناك (الولايات الأمريكية المتحدة) بعبوة رأس العبد. إننا نفضلها على :(دنكن دونتس)" في إشارة منه إلى سلسلة المتاجر التي تبيع الحلوى الشهيرة.
لكن هنا في نابلس وفي الضفة الغربية وغزة الكل يعرف رأس العبد، منذ عشرات السنين، وثمة في الشتاء مصانع عديدة تقوم بصناعة هذه الحلوى. ويعتقد على مدى واسع أن هذه الحلوى سميت برأس العبد نسبة الى لونها القاتم الذي يشبه لون الزنوج.
"هاهاهاها" يضحك كل من النبالي في باريس والعنبتاوي في نابلس. فكلا الشابين على بعد آلاف الأميال يعتقدان أن الحلوى التي تحمل أسماء متعددة لا ترمز إلى أي شيء غير ملمسها الهش وطعمها اللذيذ.
ويعرض عنبتاوي وهو مدير العمليات في شركة الأرز لصناعة البوظة عبوات مختلفة توضع فيها هذه الحلوى احضرها من دول مختلفة.
ويحمل النبالي عبوة رأس العبد التي تحمل وسما صنع في فلسطين. وقال العنبتاوي " كثير من دول العالم تصنع رأس العبد" أوروبا كندا. استغربت حتى الفلبين يصنعونه".
"ليس معروفا أول من صنع رأس عبد في العالم. اعتقد أنهم صنعوه في الدنمارك. هكذا تشير مصادر الانترنت. لكننا نتابع ما يجري عليه من تطويرات لنطوره فلسطينياً" قال الرجل.
وقالت سيدة فضلت عدم ذكر اسمها كانت أيضا في المطار " انا رأيت رأس العبد في متاجر الدنمارك. كنت في زيارة هناك. لم اشتر . لا أحبه. آخر مرة تذوقت فيها هذه الحلوى قبل عشرين عاما". وضحكت.
وثمة دول كثيرة تصنع رأس العبد بشكله التقليدي ومن ذات المكونات البسيطة: السكر وبياض البيض والجلوكوز والنكهات. في المصنع تسحب حبات رأس العبد على جرار كهربائي من مرحلة صبها حتى تغليفها. لكن كل أصناف رأس العبد في الأسواق المحلية تشبه بعضها حتى تلك القادمة من إسرائيل.
ومثل أي صنف تجاري آخر، يتعرض رأس العبد الفلسطيني لمنافسة من قبل المنتج الإسرائيلي.ويسميه ايضا الإسرائيليون "كريمبو".
مثله مثل أي حلوى تقليدية تصنع منذ عشرات السنين في مدينة نابلس التي تشتهر بصناعتها التقليدية، ظل رأس العبد موجود رغم دخول عشرات أصناف الحلويات العالمية الى الأسواق المحلية. يمكن رؤية العبوات في كل مكان.
"نحن نتذكر رأس العبد كتاريخ في طفولتنا.. الان مازال موجودا هنا وفي كل مكان" قال ظافر عنبتاوي وهو موظف في هذه الشركة.
ويصنع الفلسطينيون حلوى شبيهة برأس العبد يطلقون عليها خد العروس وهي نموذج رديف انعم، وألوانه ناعمه....ضاحكاً قال العنبتاوي" رأس العبد بحاجة الى خد عروس". لكن الإقبال على رأس العبد الذي يغلف بورق قصدير أكثر من الإقبال على خدود العروس الذي لا يغلف نظرا لنعومته المفرطة.
وهناك عدة مصانع لرأس العبد في المدينة وفي مدن أخرى. وتخضع شروط التصنيع لدقة إذ أن تلف الحلوى ممكن في حال عدم تخزينها بشكل جيد.
وعلى وقع موسيقى تطغى على أصوات الماكينات تخرج في الساعة عشرات العبوات إلى التخزين قبل النقل الى الاسواق المحلية.
ذاته احمد ستيتي يعمل في هذه المهنة منذ أربع سنوات. وفتيات أخريات يغلفن الحبات بخفة يد ملفتة للنظر. قال ستيتي الذي يضع اللمسات النهائية على العبوات" الكل هنا يتقن العمل. العمل في رأس العبد ممتعا. رأس العبد لذيذ" . ويبتسم عمال آخرون تأكيدا.