نعيم الشوامرة من سرير الزنزانة إلى سرير المرض
أمل حرب
يربت بلطف على صدر أبيه، يحرك كفّيه بحركات مساج خفيفة، لمساعدته على التنفس. يراقب حركات أنفاسه المنهكة وحركات عينية المتألمة، ولون جسده النحيل الذي يتغير حسب حالته وانتظام تنفسه.
ويقول الشاب نجيب، ابن الأسير المحرر نعيم الشوامرة، نقل والدي على عجل، الى المستشفى الأهلي في الخليل يوم زفافي قبل أربعة عشر يوما، وهو في وضع صحي حرج. كان يعاني من صعوبة في التنفس، نتيجة التهاب حاد في الرئتين والقصبة الهوائية.
ويضيف: ما زال يتلقى علاجا بتزويده بالأكسجين، وتنظيف مجرى التنفس من البلغم، وإطعامه عن طريق أنبوب التغذية، في ظل تراجع وضعه الصحي وضعف عضلاته وقواه. نأمل تتم الاستجابة لطلبه بتلقي العلاج في مستشفى هداسا بالقدس المحتلة.
أم نعيم، تبكي حال ابنها المريض وألمه وألم الأسرة بالكامل، وتقول: نحن في عذاب دائم. نواصل ليلنا مع نهارنا نراقب وضعه وأنفاسه..
وطالبت بالمساعدة في تحويله للعلاج في مستشفى هداسا في القدس المحتلة، مشيرة إلى أن تقريره الطبي شاهده بروفيسور متخصص في ضمور العضلات والأعصاب، وأبدى استعداده لمعالجته بأدوية حديثة، وأخذه كحالة تجريبية للعلاج بهذا الدواء، موضحة أن نعيم وافق أن يكون حالة تجريبية على أن ينتظر الموت.
من جانبه، أكد الطبيب رفيق مصالحة، الذي حضر لزيارة نعيم في المستشفى الأهلي، أن مرض الشوامرة صعب جدا، وقال رأيته في السجن قبل ثلاث سنوات، وعبر عن تعاطفه مع الشوامرة وقال: شعرت بأنه دخل السجن مرتين سجن الاحتلال وسجن المرض، مبينا أنه دخل مرحلة متقدمة من المرض وهو يعاني من ضمور في العضلات وصعوبة في البلع والأكل ويتغذى من خلال أنبوب التغذية، مع تراجع في صحته بشكل عام.
وشرح مصالحة طبيعة العلاج الذي قدم للشوامرة في ألمانيا في أشهر مراكز الأبحاث هناك، مبينا أنه أدخل في البرنامج كتجربة مهمة لقياس إيجابيات العلاج الجديد، موضحا أن حالته كانت في مراحل متأخرة ولم يستفيد من العلاج كما يجب.
وأشار مصالحة إلى أن الشوامرة الآن، يتلقى علاجا وقائيا لمضاعفات المرض، مثل وجود جروح نتيجة عدم الحركة.
وقال إن وضعه بالنسبة لمرضه بعد ثلاث سنوات، توقعت ان يكون أسوأ وأصعب، ولكن تفاجأت من معرفته بالناس من حوله ومعرفته لأطبائه.
وأضاف أنه على اتصال بمركز أبحاث إسرائيلي في مستشفى هداسا بالقدس، لمرض ضمور العضلات، وهو علاج قيد البحث، مؤكدا أنه سوف يبذل كل ما بوسعه وبمساعدة السلطة الوطنية، لمساعدة الشوامرة، إذا كان هنالك أي بصيص أمل في علاجه، وقال: سوف نثير قضيته على الصعيد الإنساني للسماح له بتلقي العلاج .
وأشار مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، إلى أن الشوامرة ضحية الاستهتار والإهمال والأخطاء الطبية العديدة التي ارتكبت بحقه داخل سجون الاحتلال، مبينا أن أعراض المرض ظهرت عنده بعدما أعطي حقنة بنج خلال علاج أسنانه في عيادة سجن "ريمون"، كما أفرج عنه في الدفعة الثالثة من عملية الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو، التي أبرمها الرئيس محمود عباس مع الجانب الإسرائيلي، بعد أن قضى الشوامرة 20 عاما في سجون الاحتلال، بعد أن استفحل فيه مرض ضمور العضلات.
بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن الأوضاع الصحية للأسرى المرضى في سجون الاحتلال خطيرة وصعبة جدا، وإن سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة السجون بحقهم أصبحت أداة لحصد المزيد من أرواحهم، داعيا لمقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى والمحررين.