جميلة صلاح…الأم المميزة والطالبة الأولى
"أحالتني الجامعة امرأة متعلمة مثقفة متطلعة دوماً إلى المستقبل بثقة واعتزاز بعد أن كنت امرأة عادية لا تحلم بأكثر من أن تقوم بأعمال بيتها"، بهذه الكلمات بدأت جميلة صلاح حديثها وهي المتصدرة فوج "اليوبيل الفضي" بحصولها على معدل (94.4%) في فرع "القدس المفتوحة" بالخليل.
جميلة وهي أم لأربعة أطفال لم يكن سهلاً عليها الدراسة في جامعة غير "القدس المفتوحة"، تقول: "حباني الله نعماً كثيرة: زوجاً، وبيتاً، وأولاداً يملأون الحياة، ورغم ذلك ظللت أشعر بفقدي شيئاً ما، أجل هو التعليم، ذاك السؤال الذي لا ينفك يطرق باب الزمان والمكان، فشرعت والحالة هذه (أم لأربعة أبناء يحتاجون إلى جانب الأعباء المنزلية وقتاً كبيراً من الرعاية) أبحث لي عن موطئ قدم، فطرقت أبواب الجامعات والكليات كلها حتى وجدت ضالتي في جامعة القدس المفتوحة، حينئذ استشرت صديقاتي اللواتي سبقنني بالدراسة فيها، فأكدن لي أن الجو الجامعي وأساليب الدراسة كلها عوامل مساعدة، وتتوافق مع حالتي".
وتستذكر جميلة طلبها من زوجها بالالتحاق بجامعة القدس المفتوحة وموافقته على ذلك في العام 2012م، تقول: "بدأ مشوار تحقيق الحلم، ودخلت جامعة القدس المفتوحة فوجدتها جامعة ذات مناهج قوية وأساليب تدريس حديثة وطرق اتصال كثيرة ورؤية واضحة".
وعن كيفية دراستها قالت: "كان أسلوبي الخاص في الدراسة من حيث إدارة الوقت والتخطيط- بعد كرم الله وفضله ورضا والديّ- سبباً في تحقيق حلمي وتحقيق التفوق، أما نصفي الآخر، زوجي، فهو سندي الذي لم يتوان عن مساعدته ودعمه في كل لحظة، تحديداً أوقات الامتحانات التي صادفت امتحانات ابنتي، كذلك أيام مرض الأبناء، فالأم تمرض بمرض أولادها ولا تسعد إلا برؤيتهم سعداء أصحاء".
أما عن حياتها الجامعية فتستذكر قائلة: "من أجمل المواقف التي مرت في حياتي التعامل الراقي الذي تقوم عليه العلاقة بين المشرفين والطلبة وكذلك إدارة الفرع، فقد كنا نضع الحلول السريعة لكل قضية دون معوقات، لذا من حق هذه المؤسسة أن أعترف بفضلها عليّ فأرد لها الجميل وأكون لها خير سفيرة في مجتمعي، فإني ما دخلت بيتاً إلا ووجدت فيه خريجاً أتم دراسته فيها، وهذا يثبت للجميع أنها (جامعة في وطن ووطن في جامعة)". وراحت تختم حديثها: "أتمنى أن أعود إلى جامعتي يوماً فأكون فيها مشرفة أكاديمية مخلصة لطلابها مساهمة في رفد المجتمع الفلسطيني بالكفاءات".