سكان منيزل: "حُراس الأرض المقدسة"!
فضل عطاونة: في منيزل التي دخلت القرن الحادي والعشرين قبل اقل من عامين فقط، يمكن ان ترى بأم العين حياة مختلفة لآدميين من لحم ودم!!
هناك، على الأرض الشاسعة والقاحلة والعطشى معظم أيام السنة، جنوب الخليل، تقع قرية منيزل المتواضعة و"البدائية"، حيث تسجل بضع عشرات من العائلات فقط منذ سنوات عديدة، فصولا خاصة في عملية المواجهة مع البرنامج الاستيطاني الإسرائيلي، وتواجه بجسارة قسوة المحاولات التي تستهدف إجبارهم على الرحيل من الأمكنة التي ارتبطوا بها فترة طويلة من الوقت.
وفي منيزل التي تخشى هذه الأيام العودة الى "العتمة والظلام"، يعيش (1200 مواطن) اعتادوا على الالتصاق بالطبيعة إلى درجة التماهي، وخوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة. للصمود هناك، معنى مختلف، تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين سجلوا عملا بطوليا دون ضجيج أو انتظار لإطراء.
وفي منيزل، وفي القرى والخرب النائية المجاورة جنوب وشرق بلدة يطا، يخلع الاحتلال هذه الأيام كل الأقنعة، ويتبدى عاريا وبشعا: " إطلاق رصاص، قتل، تشريد، هدم بيوت وكهوف وعرائش، وترك مئات العائلات في العراء"!
"قبل أيام فقط، طالبت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر أوامر عسكرية سلمتها للسكان بإزالة الخلايا الشمسية التي تزود قرية منيزل بالكهرباء، وأوقفت مشروع تزويد خربة المفقرة المجاورة بالمياه"، هذا ما اكده الناشط في مواجهة الاستيطان نصر النواجعة .
ووفقاً للنواجعه، فإن الخلايا الشمسية المستهدفة مقامة على قطعة أرض مساحتها نحو 50 مترا مربعا، وتزود ما مجموعه 50 عائلة بالطاقة الكهربائية اللازمة للإنارة العادية، وكذلك لتشغيل ثلاجات من الحجم الصغير.
وكانت جامعة النجاح الوطنية بنابلس احتفلت في 21 شباط من العام الماضي 2010 بافتتاح مشروع إنارة قرية منيزل جنوب الخليل، بالتعاون مع مؤسسة سيبا الاسبانية، والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، علما أن هذا المشروع هو الثاني في فلسطين الذي ينفذ من قبل مركز بحوث الطاقة في جامعة النجاح.
القنصل الاسباني العام في القدس رامون وانسوين، والدكتور عماد بريك مدير مركز بحوث الطاقة في جامعة النجاح الوطنية، وزهران أبو قبيطة رئيس بلدية يطا، الذين احتفلوا قبل 22 شهرا بإنارة قرية منيزل، لم يعرفوا ان الخلايا الشمسية خطرة الى هذا الحد على وجود الاحتلال في المنطقة، بقدر ما هدفوا الى تغيير نمط حياة أهل القرية التي كانت تعيش في ظلام دامس.
إن إزالة الخلايا الشمسية او تدميرها، وإعادة قرية منيزل الى الظلمة من جديد لن يحقق محاولات سلطات الاحتلال كسر إرادة الناس، كما لم يحقق هدفه بتفريغ المنطقة من كل اثر للوجود الفلسطيني الذي يرفع رايته فلاحون بسطاء عنيدون إلى درجة الموت، هذا ما يؤكده نصر النواجعة الذي أشار الى أن حياة أهالي منيزل، وحياة غيرهم من أهالي التواني والزويدين والفقير، و.. و، إنما تستحق الاهتمام، فهم في هذه القرى البعيدة حراس الأرض المقدسة!!