هل يستحق الأمر فعلا..!
في سعي حركة حماس للفوز بالانتخابات المحلية، والسعي للفوز في اية انتخابات أمر مشروع لأي قوى وأحزاب تدخل مضمارها، لكن بالطبع ليس السعي الحرام والمخاتل والقائم على الأكاذيب، وتزوير الحقائق والواقع، كما باتت تفعل حماس في حملتها الانتخابية بشعارات ما يسمى "الهاشتاق" التي تكذب الواقع، وتزور الحقائق "عينك عينك" كما يقول المثل الشعبي، ومن ذلك ان حال قطاع غزة في هذه الشعارات، أنه اصبح تحت حكم سلطة الامر الواقع الحمساوية كحال "الجنة" تقريبا..!!
بصور توزعها هذه الحملة لبنايات ومؤسسات لم تبنها حماس، في الوقت الذي تغيب فيه صور الدمار واوضاع الخراب والبؤس، المنتشرة على طول الشريط الفاصل من شمال القطاع حتى جنوبه..!!
وقد لا تكون هذه هي الطامة الكبرى في هذه الاكاذيب، التي تروجها حركة حماس في حملتها الانتخابية، تحت شعار "كيف صارت" وانما هذا الاتهام المعيب لقطاع غزة بانه كان مرتعا "للمراقص والملاهي والخمارات" قبل سيطرة حماس عليه، هذا ما قالته اللافتة التي حملوها في احد شوارع غزة للمواطن "موسى صقر الزطمة" دون ان يدري اي كلام مكتوب عليها، مثلما كشف في تصريح له، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والكلام الذي كان مكتوبا، لم يكن كلاما معيبا فقط، بل وشديد الانحطاط الاخلاقي، وهو يطعن غزة بما لا تعرفه ولا تقربه، فهي غزة هاشم، وغزة الامام الشافعي، وغزة بيوت الصلاة والعفة والتقوى، عبر تاريخها ومنذ ان كانت لم تعرف خمارة، ولا مرقصا، ولا ملاهي، لا في عهد السلطة الشرعية التي انقلبت عليها حماس بفجور العنف المسلح، ولا قبل هذا العهد، لكن حركة حماس وهي تلغي تاريخ غزة الطاهر، تكتب في لافتاتها الانتخابية (ما عاد عنا مراقص ولا ملاهي ولا خمارات زي ما كان) وحسبنا الله ونعم الوكيل، واللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم عفوك ورضاك يا رحمن يا كريم، ولعلنا نقول، بل لا بد ان نؤكد، هل يستحق الصراع الانتخابي ايا كان مستواه ونوعه، التخلي عن ابسط القيم الايمانية والاخلاقية، لتحفل دعاياته الاعلامية بكل هذا الكذب والتلفيق؟؟
أخيرا في كتب الحديث الشريف، عن عبد الله بن عمرو، ان النبي صلى الله عليه وسلم، قال "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" وفي الكتب ذاتها ان الرسول الكريم نهى عن الكذب بمنتهى الوضوح والشدة "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا"... اللهم لا نسألك سوى الهداية، وحسن الكلام والختام، يا أرحم الراحمين.
كلمة الحياة الجديدة-رئيس التحرير