"اليونسكو".. مجلس بلدي.. خطط تنموية.. قفزات نوعية في بتير
- عنان شحاده
في حزيران من عام 2014 ادرجت المدرجات الزراعية في قرية بتير الواقعة بين مدينتي القدس وبيت لحم المنضمة ضمن حدودها إلى لائحة اليونسكو" لحماية التراث، وفي نيسان من العام الجاري حدث تحول كبير آخر في حياة سكان القرية، حين اقرت وزارة الحكم المحلي بتحويلها إلى مجلس بلدي بفضل انجازات كبيرة حققتها المجالس القروية فيها.
"بتير" الآن وبعد اهتمام الحكومة الفلسطينية ومساعي مجلسها بإدراجها على لائحة "اليونسكو" وبالتالي افشال مخطط استيطاني كان سيلتهم ثلث أراضي القرية، وبسبب المناظر الطبيعية التي تتخللها أودية زراعية ومدرجات حجرية معظمها بنيت وطورت منذ مئات السنين، اصبحت الآن مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية .
البلدة التي كانت إحدى محطات سكة الحديد التي أنشأها العثمانيون عام 1890 وتصل بين يافا والقدس، مدرجة ضمن قائمة المجالس القروية والبلدية التي ستجرى فيها انتخابات محلية في الثامن من شهر تشرين الأول خلال العام الجاري، ولأهمية تطويرها واستمرار حمايتها من الاطماع الاستيطانية فيها، تشهد البلدة أجواء من الترقب حول من يستحق أن يستمر في النهوض بواقعها.
المسار السياحي يفشل مخططا استيطانيا
لذلك سلطت "وفا" الضوء على البلدة، وفي حديث مع رئيس المجلس البلدي فيها اكرم بدر، الذي تولى رئاسة المجلس القروي 20 عاما، قال إنه كان يتهدد البلدة مخاطر كبيرة من قبل الاحتلال، فقد تم وضع مخطط هيكلي في عام 2014 من قبل الادارة المدنية الإسرائيلية لتقليص مساحة الاراضي والحد من التوسع العمراني في البلدة، ما استدعى للبحث عن وسائل لوقف ذلك وكان ذلك خلال مسار سياحي بالتوجه إلى "اليونسكو".
واوضح بدر أن العمل بدأ من خلال خلق مسار سياحي لحماية الارض عبر مشروع من التعاون الايطالي له علاقة بالبنية التحتية، وبالفعل تم تعبيد طريق من بتير امتدت الى بيت جالا مع وضع اعمدة كهرباء لكن الاحتلال كان يقوم في كل مرة بإزالة كل ما يتم انجازه .
واضاف "رغم ذلك تم مواصلة العمل بشكل يدوي دون استخدام الآليات"، واقيم المسار السياحي الذي يأتي على مسارين بطول 7.5 كم و5.5 كم وادخاله على لائحة التراث العالمي، وفي النهاية تم إفشال مخطط بضم منطقة القصير والمخرور من اراضي مدينة بيت جالا الى حدود مجمع مستوطنة "غوش عتصيون"، وعدم اقامة بؤرة استيطانية "جفعات يائيل" بسعة 14 الف وحدة سكنية تمتد من مستوطنة "جيلو" وصولا الى اراضي قرية الولجة غرب بيت لحم، وساهم ذلك بالغاء اقامة الجدار بطول 7كم وبالتالي حماية 3200 دونم كان يتم عزلها خلف الجدار.
رفض التصاريح لدخول ارضهم
نوه بدر الى رفض سكان القرية مبدأ الحصول على تصاريح لدخول اراضيهم الممتدة على طول 3.5 كم داخل الخط الاخضر، حيث حاولت اسرائيل منع اصحابها من الدخول إليها واستخدامها، واستشهد من اجل ذلك عدد من المواطنين، وتم انتزع قرار من احدى المحاكم الاسرائيلية بأحقية الأرض لأصحابها والبالغة مساحتها 3500 دونم شمال البلدة.
بتير مقصد سياحي
وبنيل بتير على موقع في السياحة العالمية، قال بدر إنه يزورها يوميا 1500 سائح سواء سياحة داخلية او خارجية، مع استمرار الترويج للسياحة الداخلية والتعرف على المواقع السياحية الفلسطينية، وهذا أدى الى انتعاش الوضع الاقتصادي، فالقطاع الزراعي انتعش من خلال الاقبال الكبير على شراء المنتج الزراعي في البلدة.
قال بدر "قمنا بتشجيع المواطنين على العودة الى الارض وفلاحتها وزراعتها، وهذا ظهر جليا في آخر عام 2015، إذ كان هناك تجاوب كبير من المواطنين وتم ترويج المنتج الزراعي بشكل جيد، خاصة لزيت الزيتون والباذنجان".
"بتير تعيش الآن نهضة سياحية كبيرة من خلال زيادة المرافق السياحية من بيوت ضيافة ومطاعم ومشاغل يدوية، عدا عن تحويل بعض المواطنين منازلهم لبيوت ضيافة، هذا حسن من دخل المواطن اليومي، اضافة الى اقامة بيت ضيافة ومطعم تابع للبلدية سيتم افتتاحه خلال ايام"، قال بدر .
مخطط تنموي في عام 2020
أشار رئيس المجلس البلدي بدر إلى مخطط في عام 2020 بتحويل بتير الى قبلة للسياحة في فلسطين من خلال تطوير الواقع السياحي واحداث نقلة نوعية شاملة على البنية التحتية السياحية، لافتا النظر إلى أن هذا يأتي باعتماد كبير على المساعدات والتبرعات الداخلية من الاهالي، "هذا كله باشراف من قبل مجموعة من الشباب المخلصين، والبلدية عضو في ذلك" تابع بدر .
واضاف إنه تم إبرام عقود مع بعض المكاتب السياحية في فلسطين، وذلك بارسال وفود سياحية اجنبية مقابل أن تأخذ عن كل سائح 4 يورو مع توفير دليل سياحي يرافقهم في الجولة السياحية بدءا من المسار السياحي وصولا الى المتحف البيئي ومشاهدة فيلم قصير عن تاريخ البلدة ثم ضيافة بسيطة .
وتابع "ان الهدف من كل ذلك تشغيل عدد اكبر من المواطنين في القطاع السياحي لتخفيف البطالة وزيادة الدخل للاسر من خلال الاعمال اليدوية او اعداد المـأكولات الشعبية".
قرار تحويلها الى مجلس بلدي
نوه بدر إلى علاقات التوأمة مع فرنسا وايطالية وبلجيكا، اضافة الى أن بتير عضو في شبكة قرى البحر المتوسط واتحاد المدن السياحية العالمية وفازت بجائزة "ملينا ميركوري "عام 2011 كأجمل مشروع يحافظ على التراث الطبيعي والثقافي من بين 41 مشروعا عالميا.
واضاف "انه امام كل ذلك كان لا بد من الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن والزائر، وبالتالي التقدم بطلب ترفيع القرية الى بلدة، وتحقق ذلك ايضا بناء على معطيات الانجازات والالتزام بالموازانات، وكذلك بالامور الادارية والمالية" .
المشاريع
وأشار الى أن بتير شهدت نهضة في اقامة المنشآت المتعددة منها حديقة عامة على مساحة 7.5 دونم وبناء مقر للمجلس بمساحة 1500 متر مربع وقاعة عامة بمساحة 400 متر مربع، اضافة الى ترميم ابنية قديمة وتحويلها الى مقرات لمراكز وجمعيات ومتاحف .
وقال بدر إن هناك مشاريع عدة مختلفة تتمثل في ترميم قنوات المياه والجدران الاستنادية لــ160 دونم من اجل تشجيع المزارع بالتشبث بارضه وتعزيز صموده، اضافة الى مشروع زيادة عدد في الأسرة الفندقية الى 50 سريرا وإقامة بازار سياحي وترميم بيوت للضيافة.
وكشف عن وجود ثلاثة مشاريع ستخلق فرص عمل تصل الى 20 الف يوم عمل لفترات زمنية معينة وخلق اكثر من وظيفة ثابتة، وهذا سيكون خلال 6 اشهر قادمة.
الحكم المحلي: أداء مجلس قروي بتير مميز
من جانبه، أكد مدير عام الحكم المحلي في محافظة بيت لحم شكري ردايدة لـ"وفا"، أن "اداء المجلس القروي كان مميزا للغاية في الدفاع عن اراضي بتير ووقف بناء الجدار العنصري، بالتالي اتاح للمواطنين الوصول الى ارضيهم خاصة داخل الخط الاخضر، وعليه تم ترفيعها الى مجلس بلدي" .
واضاف ردايدة ان "نشاط المجلس كان رائعا في ملف اليونسكو ووضع بتير كموقع تراثي وحضاري، بالاضافة الى الوضع المالي والاداري المميز والخدمات المقدمة سواء لسكان البلدة او القادمين إليها من سياح، عدا عن توفير المرافق السياحية وتحقيق المعيار السكاني 5000 نسمة وعليه تعتبر الابرز في محافظة بيت لحم".
واشاد بجهود رئيس المجلي البلدي "المميز على مدار سنوات توليه المنصب منذ العام 1996 سواء بالتعيين او الانتخاب، حيث عمل من اجل المصلحة العامة بعيدا عن الشخصنة"، داعيا المواطنين الى اختيار الافضل في الانتخابات القادمة المقررة في الثامن من شهر تشرين الاول .