الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

وطن على سفوح "الحمرا"

 شادي جرارعة

غرفة من اللّبن تتّربع على سفح تلة تطل على حاجز "الحمرا " في منطقة الأغوار، كرفان، وبركس للمواشي كل ما يملكه المواطن محمود بشارات (34 عاما).

"قمت بالبناء مباشرة وأجريت تعديلات على المكان بعد عملية الهدم الأخيرة التي طالت غرفا من الطوب كانت قيد الإنشاء وبركساً كان يأوي بداخله المواشي". يقول بشارات

ويضيف "أضفت كرفانا وعملت على بناء بركسٍ جديد للمواشي وتثبيت الغرفة التي نسكن فيها منذ ولادتي فقد تعرض سقفها لخراب جزئي نتيجة للأحوال الجوية التي مرت علينا.. نحن الآن بين فكي كماشة؛ فالاحتلال يمارس هوايته بهدم منزلنا ومداهمته كل فترة، والمجلس المحلي، وللأسف، لا يقدم لنا اي خدمات او مقومات للعيش ودائما ما يصعب علينا الأمور بالحصول على أدنى حقوقنا لترميم منازلنا او الحصول على الكهرباء بشكل منتظم".

ويقول بشارات أنه يدفع 45 شيقلا شهريا لعمليات الصيانة المفروضة من المجلس المحلي التابع لمنطقة فروش بيت دجن، غير أن مشاكل الكهرباء عندهم كثيرة لعدم وجود بنية تحتية لها، ما يحرمهم من شرب الماء البارد، وهي أدنى المتطلبات، في ظل الحر الشديد التي تمتاز به المنطقة معظم أيام السنة.

ويشير بشارات الى أن المنطقة تحظى بالعديد من المشاريع غير أنها لا تطال ساكني هذه المناطق المهمشة، من ترميم او كرفانات وغيرها، وغالبا لا يعلم سكان هذه المناطق البعيدة والنائية بهذه المشاريع.

ويلوح بشارات بيده باتجاه بعض المساكن المقابلة له، ويقول "هؤلاء لا يعلمون أي شيء عن المشاريع، منازلهم تتعرض دائما للهدم من قوات الاحتلال، ومن السيول الجارفة التي تتعرض لها المنطقة، فهم يتواجدون على اسفل المنحدر، والحجة دائما حاضرة من المجلس بأنهم وضعوا الاعلان على أبواب المحال التجارية منذ خمسة عشر يوماً، لكنهم يعلقونها قبل انتهاء التسجيل بيوم واحد".

مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، يقول "إن قوات الاحتلال وما تسمى الادارة المدنية الاسرائيلية تشن منذ مطلع العام حرباً شرسة على ساكني الاغوار، فقد قامت بست عمليات هدم، وإخطار 58 عائلة بهدم منازلها، ومصادرة ما يقارب 12 آلية زراعية، وستين أخطاراً بحجة تنفيذ تدريبات عسكرية  وتدمير خطوط المياه والطرق".

ويضيف بشارات "قوات الاحتلال تنتهج خططاً منظمة لإخلاء الاغوار وتهجيرها من سكانها للسيطرة على الاراضي الزراعية فيها وبناء المستوطنات".

"نحن ننتظر الهدم الجديد في أي لحظة فقد كانوا هنا منذ يومين لكنهم لم يخطرونا او يخبرونا بأي شيء"، تقول الحاجة زعل (64 عاما) التي كانت تعبئ قوارير المياه وتحضر الطابون لإعداد الخبز.

وأضافت "قوات الاحتلال تأتي الينا بين الحين والآخر وتتفقد المكان وتطمئن انه لم يحصل أي بناء جديد وتعود أدراجها باتجاه المعسكر الذي يواجهنا.. لقد تعرضت منازلنا هنا للكثير من عمليات الهدم والمداهمة من قبل قوات الاحتلال وفي كل مرة نعيد البناء مباشرة مهما كانت الأدوات المتوفرة لدنيا ، لكن لا احد يساعدنا او يقف الى جانبنا من المجالس المحلية فدائما يقدمون الحجج لنا" تضيف زعل، وتشير أن البلاد.. كل البلاد لها، وأن حياتها جميلة هناك على سفوح "الحمرا" على الرغم من كل المصاعب التي تواجهها وعائلاتها، وأنها تتحرك بحريتها وتذهب اينما تشاء رغم أنف الاحتلال.

"نحن الأن نُحارب على كل الجبهات، وسيكون الهدم القادم هو الهدم الأول الذي ستشهده حفيدتي 'ليلاس' ابنة الأربعة أشهر التي ملأت حياتنا ومنزلنا بالفرحة".. هكذا ختمت الحاجة زعل حديثها مع "وفا"، وحالها كأنما يقول: نحن أصحاب هذا المكان، وهذه الأرض وطننا.. هنا عشنا وهنا وُلدت حفيدتنا ولن نرحل حتى لو كلفنا ذلك حياتنا.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024