لبنان: ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة تزور مخيم عين الحلوة
اطلعت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وظروفهم الحياتية والمعيشية، وبحثت قضية إعادة إعمار مخيم نهر البارد وقضية النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، وذلك خلال اجتماع موسع عقدته مع قيادة الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة.
واكدت كاغ، خلال الاجتماع، الذي عقد بحضور المدير العام للأنروا في لبنان ماتياس شمالي، أهمية مواجهة التحديات التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وأهمية الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وعبر المؤسسات الأخرى التابعة للأمم المتحدة.
وأكدت أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمخيم نهر البارد في وقت سابق من هذا العام لم تكن مجرد خطوة إضافية، بل كانت خيارا للتأكيد على حضور الأمم المتحدة الدائم إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات.
وأشادت كاغ بدور الفصائل الفلسطينية في حفظ أمن مخيم عين الحلوة، وأثنت على الجهود المبذولة في المسائل الأمنية الدقيقة في كافة المخيمات.
وشددت على دور الأمم المتحدة في تحسين شروط الحياة في المخيمات على مستويات الصحة والتعليم وتحسين ظروف اللاجئين الحياتية والاجتماعية من خلال إيجاد فرص عمل، من أجل مستقبل الشباب.
من جانبه أكد أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، لدى استقباله، وممثلو الفصائل الفلسطينية، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، حرص الفصائل الفلسطينية على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي في لبنان، مشددا على التمسك بالعلاقة الطيبة التي تربط الشعبين اللبناني والفلسطيني والسعي الدائم لتعزيزها وتطويرها بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة للبنان وللقضية الوطنية الفلسطينية، منوها بدور القوة الأمنية المشتركة، والإجراءات التي تقوم بها من أجل حفظ أمن واستقرار المخيم والعلاقة مع الجوار اللبناني الشقيق.
وقال، "نحن سعداء بهذه الزيارة ونعول عليها الكثير، من خلال موقعك في الأمم المتحدة، ومن خلال تفهمك لخصوصية أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، متمنين أن تنقلي هذه المعاناة للجهات المعنية بهذا الشأن وللدول المانحة، كونها هي المسؤولة عن قضية اللاجئين والمسؤولة عن تحسين أوضاعهم المعيشية، ومسؤولة عن تحقيق ثوابتهم الوطنية المتمثلة بحل قضية اللاجئين وعودتهم إلى أرضهم وديارهم وإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هذه الثوابت التي أجمعت عليها كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني".
وأضاف أبو العردات، إن المخيمات تعيش أوضاعا صعبة، وتشتد صعوبة في ظل الظروف والأوضاع الأمنية والصراعات في المنطقة، ونحن في وسط هذه النار المشتعلة في المنطقة، وتزداد خطورة وصعوبة أيضا من خلال محاولات البعض لجرّنا إلى خلافات وتجاذبات داخلية محلية أو على مستوى الإقليم، وفي ظل تنامي الإرهاب والتعصب في عموم المنطقة.
وتطرق أبو العردات إلى تعاطي بعض وسائل الإعلام مع الوجود الفلسطيني في لبنان، معربا عن استغرابه من تصوير الإرهاب وكأنه صناعة مخيم عين الحلوة.
ونوه أبو العردات بتصريحات اللواء عباس إبراهيم والنائب بهية الحريري وعدد من المرجعيات اللبنانية الإيجابية، حول الأوضاع في المخيم التي وضعت حدا لكل التأويلات والتحريض الإعلامي على المخيم.
كما نوه بدور قيادة الجيش اللبناني والعميد خضر حمود في التعاطي الايجابي مع قضية المطلوبين الفلسطينيين الذين يسلمون أنفسهن طوعا، مشيرا إلى أن من شأن ذلك تعزيز الأمن والاستقرار في المخيم والجوار.
واشار أبو العردات إلى العمل مع الدولة اللبنانية على حل قضايا المطلوبين في المخيم؛ حيث جرى حتى الآن حل قضايا أكثر من ثلاثين مطلوبا سلّموا أنفسهم للأجهزة اللبنانية بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية.
وطالب ابو العردات الأممية المسؤولة بدعم تحقيق الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان خاصة بما يتعلق بحق التملّك وحق العمل والحقوق المدنية الأساسية للاجئين الفلسطينيين بما يكفل تحسين أوضاعهم المعيشية في لبنان.
وشدد أبو العردات على ضرورة أن تقوم الأونروا بتحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، مطالبا بضرورة تنفيذ وتطبيق المذكرة التي رفعتها الفصائل واللجان الشعبية للمدير العام للأنروا، والتي تشمل مطالب تتعلق بالصحة والتعليم، ومخيم نهر البارد والنازحين من سوريا إلى لبنان وفاقدي الأوراق الثبوتية، داعيا إلى إيجاد حلول جذرية لقضايا اللاجئين، في ظل ما يعانيه هؤلاء اللاجئين من أزمات بطالة وعدم توفر فرص عمل وإيجاد منازل وبيوت شعبية للشباب المقبلين على مرحلة الزواج يتم إستئجارها لإسكانهم فيها.
واشار إلى المبادرة التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية والتزمت بها والتي وضعت في سلّم أولوياتها حماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية والحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيزها.
وبعد الاجتماع قامت كاغ بجولة في مخيم عين الحلوة اطلعت فيها على الأوضاع الأمنية والصحية والاجتماعية والإنسانية ومعاناة السكان في مخيم عين الحلوة، وعقدت لقاءات مماثلة مع اللجان الشعبية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.