خان يونس: أطفال يوثقون بعدساتهم معاناة وأحلام أقرانهم سكان "الكرفانات"
انفرد مجموعة من المصورين الأطفال شرق محافظة خان يونس، مساء اليوم الثلاثاء، بتوثيق ورصد معاناة وأحلام أقرانهم من سكان "الكرفانات" والبيوت المدمرة بفعل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي روت كل واحدة منها جزءا من حكاياتهم اليومية وسط الدمار.
الصور التي علقت بشكل إبداعي على جدران "الكرفانات" بحي النجار في مدينة خزاعة شرق محافظة خان يونس، جاءت ضمن فعاليات اليوم التضامني الذي نظمه فتيان وفتيات مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، كأحد مخرجات حملتهم التضامنية التي أطلقوها منذ أكثر من عام تحت عنوان " بيوت بلا أعمدة "، ونفذوا خلالها العديد من الأنشطة الإعلامية والفنية والإنسانية.
وشهد اليوم التضامني، الذي حضره ممثلون عن مؤسسات دولية ومحلية وحكومية وخدماتية وجمهور عريض، إلى جانب المعرض الفوتوغرافي، عرض أوبريت "شهود" الذي اختزل ببراعة معاناة الفلسطينيين وتشريدهم القسري منذ النكبة مرورا بالحروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة، إضافة لعروض فلكلورية، واختتم فعالياته بتوزيع المجلة المصورة على الحضور.
وقالت منشطة قسم الأنشطة الثقافية في مركز بناة الغد ميساء سلامة إن الحملة جاءت بناء على إحدى توصيات مؤتمر "لنا حقوق "، الذي قاده 35 فتى وفتاة بثماني أوراق عمل، بضرورة العمل على توفير بيئة آمنة للأطفال، وبناء عليه تم تمكين مجموعة من الفتيات والفتيات من مهارات الاتصال والتواصل والضغط والمناصرة وتزويدهم ببعض الأدوات الإعلامية في الإعداد والتقديم الإذاعي والكتابة الصحفية والتصوير.
وأضافت سلامة أن كل مجموعة عملت بشكل متناغم على تسليط الضوء على البيئة غير الآمنة لأطفال "الكرفانات" والبيوت المدمرة وحقهم بالعيش ببيئة آمنة، تحت عنوان " بيوت بلا أعمدة" وتحت شعار"نستحق حياة كريمة".
وتابعت أن الحملة أخذت صدى جيدا بتفاعل المسؤولين مع بعض القضايا التي تم طرحها سواء عبر الحلقات الإذاعية والسبوتات والتقارير التي بثت عبر احدى الاذاعات المحلية، مؤكدة أن الحملة ستتوج بإصدار فيلم وثائقي وكتاب يوثق بعض القصص لسكان "الكرفانات".
وحول معرض الصور، قالت المصورة الصغيرة تسنيم الأخرس: "أردنا من خلال معرض الصور أن نسلط الضوء على حجم الدمار الذي لحق بالبيوت في خزاعة والحياة الصعبة وغير الآمنة التي يعيشها أطفال الكرفانات".
وتمنت الأخرس أن تصل الصور إلى كل العالم ليرى بشاعة الاحتلال ويعمل على توفير بيوت لهؤلاء الأطفال بأسرع وقت، حتى يعيشوا حياتهم الآمنة والكريمة التي يستحقونها.
بدوره، أكد الفتى احمد الخطيب أهمية الصورة في نقل رسالتهم للعالم وللمسؤولين لأنها أبلغ من كل الكلمات، مشيرا إلى أن الصور تحكي لوحدها حجم المعاناة، وترصد أيضا إصرار الأطفال وحبهم للحياة في ممارسة حياتهم وألعابهم وسط الركام.
وأوضحت مديرة مركز بناة الغد آمال خضير، أهمية تمكين الأطفال من إدارة أنشطتهم بشكل ذاتي وإعطائهم المساحة الكافية للتعبير عن قضاياهم المختلفة، مؤكدة أن التجربة أثبتت أنهم يمتلكون من الطاقات والقدرات ما يمكنهم من التعبير عن قضاياهم بشكل أكثر إبداعا وأكثر بساطة وأكثر تأثيرا في أحيان كثيرة عن الكبار، في حال توفرت لهم المساحة والتدريب المناسب.
وبينت خضير أن معرض الصور عكس بشكل إبداعي واحترافي جزءا من معاناة الأطفال اليومية في تلك المناطق، في ظل انعدام مقومات الحياة والبيئة الآمنة من جانب، وإصرارهم وحبهم للحياة وتكيفهم مع تلك المفردات، وخلق مساحات للعب والمرح رغم الدمار الذي لحق ببيوتهم ومناطقهم من جانب آخر، وكأنهم يستصرخون ضمير العالم أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
وأكدت أن حملة "بيوت بلا أعمدة" التي قادها مجموعة من فتيان وفتيات المركز بوسائلهم الإعلامية والإبداعية المختلفة، عملت إلى جانب التوثيق سواء بالكلمة أو بالكتابة أو بالصورة، على تعزيز الجوانب القيمية والإنسانية والتضامنية لديهم.