رصد العنصرية في الإعلام الإسرائيلي
تستعرض وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية/ وفا، في تقريرها رقم (301) العنصرية والتحريض في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة الواقعة بين التواريخ 19 آب 2016 ولغاية 25 آب 2016.
ويستعرض التقرير الحالي عددا من المقالات والأخبار التي تحمل في طياتها، بشكل مباشر أو غير مباشر، مقولات، وادعاءات وأفكارا تحريضية وعنصرية، نشرت في وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال الفترة المذكورة.
ويشمل التقرير أبرز المقولات التحريضية والعنصرية المنشورة في وسائل الاعلام المركزية خلال الفترة المذكورة أعلاه، التي تهدف في مجملها الى شيطنة ونزع الانسانية عن الفلسطينيين، العرب والمسلمين عامة، ووصمهم بأوصاف سلبية وتعميمها عليهم جميعا.
كما تهدف المواد العنصرية التحريضية المنشورة في وسائل الاعلام الإسرائيلية المركزية إلى التشديد على "دونية الفلسطيني، والعربي والمسلم" مقابل فوقية العرق اليهودي، وكل ذلك يصب في محاولات انكار حق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم التاريخي وشرعنة احتلالهم وتبرير كل الممارسات العنيفة ضدهم.
ووفق التقرير، فإن الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة على غزة كانت محور مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" بتاريخ 19.8.2016، وكتبها عضو الكنيست اليميني السابق، بروفسور أرييه إلداد، الذي زعم أن الرد غير كافٍ، حيث قال: "متى قرر صحافيون يعرفون أنفسهم على أنهم صهيونيون أو على الأقل داعمين لإسرائيل باتخاذ قرار بأن تفجيرين من 250 كيلوغرام على ملعبٍ فارغ أو موقع مهجور لحماس هما بالضبط الرد المناسب على اطلاق النار الذي مس ببيت مسكون ولم يمس بأي شخص. وعشرة طن من المتفجرات هي أكثر من اللازم؟ هل فكرتم مليًا بخوف الأطفال الذين يعيشون طفولتهم ملطخة باللون الأحمر؟".
أما صحيفة "إسرائيل اليوم" فنشرت بتاريخ 24.8.2016 مقالة عنصرية كتبها، إيزي لبلار، على خلفية مرور 23 عامًا على اتفاقيات أوسلو، زاعمًا أن اسرائيل فشلت في "كشف الوجه الحقيقي للفلسطينيين" الذين وصفهم بـ "البربريين"، حيث زعم: " السلطة تقوم بدفع رواتب كبيرة للإرهابيين، واذا تم قتلهم فإن عائلاتهم تحصل على التعويضات من اموال المساعدات من الدول الغربية. والميادين والمدارس وفرق كرة القدم تسمى على أسمائهم.تنعكس البربرية الفلسطينية في احتفالات الشارع العفوية بعد قتل كل إسرائيلي. والامر المستفز أكثر هو مشاهدة السعادة لدى أمهات المخربين اللواتي يتحدثن بفخر عن افعال أبنائهن".
صحيفة "معاريف"؛ بتاريخ 19.8.2016؛ دعوات عبر الاعلام لقصف المدنيين الفلسطينيين (الملحق الأول)
نشرت صحيفة "معاريف" بتاريخ 19.8.2016 مقالة تحريضية كتبها، البروفسور أرييه الداد، هاجم من خلالها منتقدي الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على غزة. وادعى الداد أن الاعتداءات الاسرائيلية ضد غزة غير كافية، وانه يجب عدم الاكتفاء بضرب اماكن فارغة من السكان الفلسطينيين.
وقال: "من أين لكم الوقاحة لتمنحوا علامات لردنا ولتعرفوه على أنه "غير متناسب"؟ ليس أنني لا أعلم، لقد نتج ذلك بتأثير قسم الدولة الأمريكية، الاتحاد الاوروبي ولجان الأمم المتحدة المختلفة، غير البريئين من كراهية إسرائيل. "لقد قتلوا منكم واحدًا أو 50، لماذا تقتلون ألفًا منهم؟". ولكنني لا أذكر متى بدأ صحافيون يهود يعرفون أنفسهم على أنهم صهيونيون أو على الأقل داعمين لإسرائيل باتخاذ قرار بأن تفجيرين من 250 كيلوغرام على ملعبٍ فارغ أو موقع مهجور لحماس هما بالضبط الرد المناسب على اطلاق النار الذي مس ببيت مسكون ولم يمس بأي شخص. وعشرة طن من المتفجرات هم أكثر من اللازم؟ هل فكرتم مليًا بخوف الأطفال الذين يعيشون طفولتهم ملطخة باللون الأحمر؟ هل فحصتم خوف المسن المقيد بكرسي متحرك والذي يعرف أنه يملك بضعة ثواني فقط حتى الانفجار وانه لن يتمكن من الوصول الى أي مكان؟".
وأضاف: "أنا أيضًا لديّ انتقاد على الرد غير المتناسب. ولكن ليس بشأن التناسب. متى علم جيش الدفاع الاسرائيلي عن البنى التحتية للإرهاب التي هوجمت؟ البارحة قبل الظهيرة؟ منذ زمن، وكانوا قد وُضعوا في ملفات في بنك الاهداف وتم سحبهم وقت الحاجة؟ الاجابة الصحيحة هي الثانية طبعا، ولذا من يجب التساؤل لماذا لم تأمر القيادة السياسة جيش الدفاع بمهاجمة كل بنية تحتية للإرهاب- مخزن سلاح، أماكن تدريب، مخرطة لصنع المتفجرات والصواريخ، مكتب أو وسيلة اتصال يقوم بملاحظتها؟ لماذا اسرائيل تواصل المشاركة في لعبة الهجوم والرد هذه، والتي رأينا ألف مرة أنها لا تجلب تهدئة، لا تردع- وتترك المبادرة بين يدي العدو؟ بنيامين نتنياهو كتب كتابًا كاملًا عن الحاجة والامكانية لمحاربة الارهاب بشكل متواصل، دون تقطع، لا كردٍ على قتل هنا او هناك. لقد كان جيدًا دائمًا بالنظرية وضعيفا بالتطبيق".
صحيفة "إسرائيل اليوم"؛ بتاريخ 24.8.2016؛ "الفلسطينيون بربريون"
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 24.8.2016 مقالة عنصرية كتبها، إيزي لبلار، على خلفية مرور 23 عامًا على توقيع اتفاقيات أوسلو. وزعم لبلار أن اسرائيل فشلت في إظهار الوجه الحقيقي للفلسطينيين "البربريين".
وقال: "في هذا الاسبوع (20 آب) قبل 23 سنة تم التوقيع على الاتفاق الاول (سراً) بين إسرائيل والفلسطينيين في اطار اتفاقيات اوسلو. ومنذ ذلك الحين قللت حكومات إسرائيل من كراهية الفلسطينيين لنا من اجل الحفاظ على تأييد الجمهور لسياستها، سياسة مصيرها الفشل. ففي الاوقات المبكرة للمفاوضات قال ياسر عرفات لشعبه إن هدفه الأسمى هو انهاء مشروع السيادة اليهودية. ونحن تعاملنا مع أقواله باستخفاف واعتقدنا أن هدفه هو مصالحة خصومه المتطرفين داخل البيت.
في الوقت الذي فضلت فيه حكوماتنا امتداح "الشريك" للسلام، فقد خدع كثير من الإسرائيليين أنفسهم بأن الارهاب الفلسطيني هو استثنائي وأن الفلسطينيين ملتزمون بحل الدولتين. المجتمع الدولي أيضا تبنى موقفنا كما هو، الذي يمتدح عرفات وعباس الذي جاء بعده. هذا الواقع لاءم سياسة الفلسطينيين – تدمير دولة إسرائيل مرحلة بعد الاخرى. الفلسطينيون حصلوا على تنازلات وانسحابات إسرائيلية دون التنازل حتى لو عن القليل، بل استمروا في التشكيك بشرعيتنا".
وأضاف: "لكن البُعد الاخطر كان فشل إسرائيل في اظهار غسل الادمغة الذي تقوم به السلطة الفلسطينية للسكان أمام العالم. الفلسطينيون أعلنوا بشكل صريح أن دولتهم المستقبلية ستكون نقية من اليهود. شيطنة اسرائيل تتم في الاعلام ومن قبل القيادة دون عقبات. هذا تحريض حقيقي – تشجيع قتل اليهود. مشاهد "البطولة" للشباب الذين يقومون بطعن اليهود، امتداح عباس للشهداء وهستيريا اتهام اليهود بمحاولة تدمير المسجد الاقصى - كل ذلك ينشئ واقعا مملوءًا بالكراهية والغضب. السلطة تقوم بدفع رواتب كبيرة للإرهابيين، واذا تم قتلهم فإن عائلاتهم تحصل على التعويضات من اموال المساعدات من الدول الغربية. والميادين والمدارس وفرق كرة القدم تسمى على أسمائهم. تنعكس البربرية الفلسطينية في احتفالات الشارع العفوية بعد قتل كل إسرائيلي. والامر المستفز أكثر هو مشاهدة السعادة لدى أمهات المخربين اللواتي يتحدثن بفخر عن افعال أبنائهن. وفي العادة يأملن أن يسير باقي أبنائهن في أعقاب اخوانهم الشهداء. على خلفية ذلك، هل يتخيل أحد أن هناك دولة ستوافق على وجود دولة مخالفة إلى جانبها، كل هدفها هو القضاء على جارتها، أو على الأقل تحولها إلى مكان من اجل سيطرة ايران أو داعش عليه".
وقال: "على الرغم من ذلك، اغلبية المجتمع الدولي يعتبر صراعنا صراعا جغرافيا خالصا. ولو كان الوضع كذلك لما كان الفلسطينيون رفضوا اقتراحات إيهود اولمرت وإيهود باراك، اللذان كانا مستعدين للتنازل عن 97 في المئة من اراضي الضفة الغربية. يقول المثل المشهور إنه اذا تكرر الكذب يبدأ الناس في تصديقه. هذا المثل يثبت نفسه الآن للعالم الغربي، حيث أن هناك كثيرون يتبنون الرواية الفلسطينية التي تقضي بأن إسرائيل هي دولة فصل عنصري ودولة محتلة وُلدت بالخطيئة.
لو قمنا بحملة منذ البداية وكشفنا عن جرائم جيراننا، لما كان ذلك سيقنع اللاساميين. ولكنه كان سيقنع اولئك المنفتحون على رؤية الواقع. في الوقت الحالي أيضا، رغم التأخير الكبير، يجب أن نضع على سلم اولوياتنا في السياسة الخارجية الكشف عن بربرية جيراننا. إن المبادرة الحالية لوزير الأمن أفيغدور ليبرمان، اجراء الاتصالات مع فلسطينيين، مصيرها الفشل، ليس لأن الطاقم الوزاري المقلص للشؤون الأمنية والسياسية، لم يصادق عليها، بل لأن كل فلسطيني سيتحدث مع ليبرمان سيعرض حياته للخطر بشكل فوري. يجب على الفلسطينيين الفهم أن مصلحتهم هي وجود قادة يؤمنون ويؤيدون عملية السلام وللأسف، هذا التغيير لا يلوح في الأفق. في هذه الاثناء يجب علينا التوثيق والكشف عن الطابع الحقيقي للمجتمع الفلسطيني. الأمر الذي سيُصعب على الغرب الضغط على إسرائيل من اجل انشاء دولة فلسطينية خارجة على القانون إلى جانبها، وخصوصا على ضوء الفوضى الاقليمية والارهاب الذي يضرب قلب اوروبا في هذه الاثناء".