الى متى هذا الصمت على حملة جريدة الدستور الأردنية؟؟
لطالما كانت صحيفة الدستور الأردنية، صحيفة التوازن الوطني والقومي، المهني والموضوعي، وصحيفة العلاقات الشقيقة، الأردنية الفلسطينية، الذي ليس بوسع أي انحراف عن هذا التوازن ان يطعن بهذه العلاقات، أو ان يدفع بها الى خراب يضرب مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين، والتي هي دونما لبس، مصالح المصير الواحد، هذا تنوية اقتضته ضرورة التأكيد ان ما بين فلسطين والأردن من ترابط مصيري، لن تنال منه انحرافات صحفية، أقل ما يقال عنها انها نتاج تعليمات المال الحرام..!! ودونما أي شك فإننا نأسف ان تصاب صحيفة "الدستور" بمثل هذا الانحراف الذي بات يطل برأسه بمقالات لا تمت للواقع والحقيقة بأي صلة في الوقت الذي تروج فيه لافتراءات وأكاذيب، ضد دولة فلسطين، وضد الرئيس أبو مازن، والتي إن لم نقل انها اسرائيلية المصدر والترويج، فإنه من المؤكد انها تصب في صالح الخطاب السياسي والاعلامي الرسمي الاسرائيلي، الذي بات لا يعتمد غير لغة اليمين العنصري المتطرف في سياق تحريضه السافر ضد الرئيس أبو مازن.
ولا شك ان "الدستور" تقرأ جيدا ما تكتبه صحف اليمين الاسرائيلي، وقد نقلت غير مرة تصريحات "ليبرمان" التحريضية في هذا السياق، فمن أية زاوية تقدم لهذه التصريحات العنصرية هذه الخدمة( ..!!) التي لا نود هنا توصيفها، وهي تنشر ما لا تسمح بنشره لا الكياسة السياسية ولا المهنية، ناهيكم عن الحكمة والعقلانية، وليس لأن هذا الذي تنشره هو ضد الرئيس أبو مازن، بل لأنه في الأساس ضد فلسطين ومشروعها التحرري، لطالما ان الرئيس أبو مازن هو قائد هذا المشروع، وقائد حماته في حركة التحرر الوطني، والساعي الى تحقيق أهدافه العادلة كاملة.
الأكثر غرابة في حملة الدستور الأردنية ضد المشروع الوطني الفلسطيني وقيادته انها تأتي في ظل تكامل خلاق في التنسيق الأردني الفلسطيني والتشاور الذي لا ينقطع بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس أبو مازن، وكأن قوى الفتنة والمناطقية، التي لا تريد للأردن الشقيق تواصل استقراره الأمني والاجتماعي وتقدمه في هذا الاستقرار نحو مزيد من الازدهار، كأن هذه القوى تتوهم إن الانجرار وراء حملة التحريض الاسرائيلية سيمكنها من تحقيق غاياتها المريضة غير الوطنية وغير القومية وحتى غير الانسانية ...!!
ومع "الدستور" ثمة "حلفاء" أقل ما يقال عنهم انهم من سقط المتاع في الساحة الفلسطينية، "حلفاء" طالما كانوا في سوق النخاسة الصحفية والسياسية، أقبحهم اليوم هذا المدعو حسن عصفور، الذي ينقل بغل وشراهة، كل ما يكتب ضد المشروع الوطني وقائده الرئيس أبو مازن، لعصفور هذا نقول: لا يحاضر في الوطنية من خرج عليها وباع كل معتقداته التي كنا نظن بأنها يسارية حقا ...!!.
محمود أبو الهيجاء - رئيس التحرير